أمريكا.. سياساتٌ وأهدافٌ شيطانية فاشلة
عبدالله دعله
(وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) صدق الله العظيم.
بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل تحالف مع أعوانها الأشرار تحت مبرّر سخيف ومكشوف للجميع، حماية الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي، لكن الحقيقة واضحة وَمعروفة للجميع أن الهدف من ذلك حماية السفن الإسرائيلية والمتجهة نحو العدوّ الصهيوني المجرم، لكن لم يفلح الأشرار والمجرمون ولم يستطيعوا تحقيق أي هدف من أهدافهم الشيطانية والغبية، وَبعد أن جلبت أمريكا وأذنابها الأشرار ما بحوزتهم من الأسلحة والبارجات والسفن والأساطيل باتجاه المياه اليمنية لعسكرة البحرين العربي والأحمر، ولكن لم تتحقّق لهم أهدافهم بل كانت النتائج عكس ما كانت تتوقعه أمريكا وبريطانيا وغيرها من الطغاة والمجرمين وتحول البحرين الأحمر والعربي بما فيه من بارجات وسفن عسكرية إلى صيد جذاب للقوات البحرية اليمنية، وأصبحت تصطادُ سفنهم وبارجاتهم بشكل يومي، وتلقوا الضربات الموجعة والقاصمة التي جعلتهم يدركون حجم الورطة التي انزلقوا فيها، لكن الله سبحانه وتعالى هو من يقودهم لحتفهم ونهايتهم المخزية؛ لأَنَّه من يتحكم بمجريات السماوات والأرض، وهو من قاد فرعون للغرق في البحر على يد موسى بأبسط الأشياء وهي عصا، وانتهى فرعون بجبروته وطغيانه.
لم تستطع هذه الدول المجرمة والشاذة، من ترى نفسها أنها قائد وشرطي العالم أن تحمي السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، ولم تتوقف عمليات الاستهداف للسفن الإسرائيلية، بل زادت وتيرة الاستهداف واتخذت البحرية اليمنية استراتيجيات وأسلحة جديدة للاستهداف، واعترفت بهذا أمريكا وبريطانيا بنفسيهما.
إذن خسرت أمريكا الرهانَ على ما تمتلكه من قوة وعدة وعتاد، ولم تتمكّن من إيقاف الضربات الموجعة والقوية، ولم تنجح في سياساتها الشيطانية لأنها تسعى لتأليب العالم علينا وعسكرة البحر الأحمر، وقد أصبح العالم بأسره يدرك مخطّطات الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الشيطانية في عسكرة الملاحة البحرية؛ وذلك لصرف أنظار العالم عن الهدف الحقيقي للقوات المسلحة اليمنية هو وقف المجازر الوحشية والبشعة بحق أبناء غزة وفك الحصار المطبق عليهم، وهذه معادلة سهلة وواقعية وصريحة شهد لها العدوّ والصديق وهي قابلة للتنفيذ، ولكن الأمريكي هو من يعمل على أن تستمر المجازر الصهيونية والبشعة، حَيثُ تعمل على تزويد العدوّ الصهيوني بالأسلحة الفتاكة والقنابل الأمريكية وتشارك بشكل مباشر في كُـلّ ما يحصل في غزة من جرائم لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ، قتل للأطفال والنساء والكبار والصغار، وحتى وصل الحال إلى أن يموت أطفال من الجوع؛ بسَببِ الحصار العدواني الظالم.
إذن نحن أمام عدون وحصار وجرائم لا نظير لها، ألا يدفع الشعب اليمني هذا كله ليقف بكل ما أوتي من قوة جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني؟ نعم، وقف الشعب اليمني بكل قوة وعنفوان، وكان لهذا الموقف تأثيره العميق وكانت له تداعيات على الكيان المحتلّ المجرم، والدليل الواضح على تأثير موقف اليمن هو تشكيل تحالف الشر لحماية السفن الإسرائيلية وتنفيذ غارات جوية على عدد من المحافظات اليمنية لإيقاف هذا كله، وإدراج اليمن على قائمة الإرهاب، لكن لم يفلح هذا التحالف في هذا كله، وواجه نكسة وفشلًا شاهده العالم من أقصاه إلى أدناه، وهذا كله؛ لأَنَّ الشعب اليمني عظيم بثقته بالله وقضيته دينية وهي نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف ضد جرائم هذا العدوّ المتغطرس والمحتلّ والجبان بكل ثقة وبكل ثبات وإيمان بالله -سبحانه وتعالى- وكان لهذا الارتباط الوثيق بالله نتائج عظيمة؛ لأَنَّه ليس هناك قوة تستطيع أن تقف أمام قوة الله، أَيْـضاً لا أمريكا ولا غيرها تستطيع أن تؤثر على موقف هذا الشعب وقراراته الحكيمة؛ لأَنَّه شعب يثق بالله ويعتمد على الله، أَيْـضاً يمتلك قيادة حكيمة ومؤهلة تتخذ القرارات الحكيمة والصائبة، وسبق أن أخرجت اليمن بتأييدٍ من الله من أكبر مأزق تعرض له هذا الشعب عبر تاريخه وهو عدوان لتسع سنوات، لكن الشعب ارتبط بالله وبالقائد ارتباطًا إيمَـانيًّا وثيقًا، وقد فوضه الشعب تفويضاً كاملاً وهو أهلٌ لذلك -يحفظه الله-.
أخيراً فشلت أمريكا وبريطانيا وتلقوا الضربات الموجعة والقاصمة وسيفشلون أكثر، وستتحقّق وعود الله أكثر على أيدي رجال الله وأنصاره ورجاله، وما كان لوعوّد الله إلَّا أن يتحقّق وصدق الله القائل: (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ).