صنعاءُ تحوِّلُ خليجَ عدن إلى كابوس للأعداء: استهدافُ سفينة دعم عسكري أمريكية
– صاروخ بحري يضرب سفينة “لويس بي بولر” أثناء قيامها بمهام إسناد عمليات العدوان على اليمن
– تعملُ السفينة كقاعدة لوجستية متنقلة وتحتوي على حظيرة طائرات ومهبط ومخازن ذخيرة وتحمل مئات الجنود
المسيرة| خاص:
وجّهت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ ضربةً بحريةً جديدةً للعدو الأمريكي، حَيثُ أعلنت عن استهدافِ سفينة دعم عسكري للبحرية الأمريكية، مساء الأحد، بصاروخ بحري في خليج عدن؛ الأمر الذي مثّل توسيعاً لنطاق أنواع السفن المعادية المستهدفة، وتثبيتاً لمعادلة الردع البحرية التي يبدو بوضوح أنها لا زالت مفتوحة على المزيد من الاحتمالات فيما يتعلق بالرد على العدوان الأمريكي البريطاني على البلد، وهو الرد الذي يأتي تأكيداً على المضي في قرار إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته من خلال استهداف السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والمتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، صباح الاثنين، أن “القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية أطلقت، مساء الأحد، صاروخاً بحرياً مناسباً استهدف سفينة تابعة للبحرية الأمريكية”.
وَأَضَـافَ أن السفينة المستهدفة هي سفينة “لويس بي بولر” (lewis B puller) وأنه تم استهدافها أثناء إبحارها في خليج عدن.
وأوضح أن هذه السفينة كانت تقوم بمهام تتضمن “تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأمريكية التي تشارك في شن العدوان على بلدنا”.
وأكّـد أن “عملية الاستهداف تأتي ضمن الإجراءات العسكرية التي تتخذها القوات المسلحة اليمنية؛ دفاعاً عن اليمن العزيز؛ وتأكيداً على قرار مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم”.
ولفت إلى أن “القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة في تنفيذ قرار منع الملاحة الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة في البحرين الأحمر والعربي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
خصائص السفينة:
وتعتبر هذه السفينة قاعدة متنقِّلة استكشافية تتبع البحرية الأمريكية، وهي أول سفينة يتم تصميمها لهذا الغرض، كما تعمل أَيْـضاً كمِنصة هبوط متنقلة للطائرات المروحية، وكقاعدة انطلاق عائمة.
وتعتبر هذه السفينة الرائدة في فئة “القواعد المتنقلة الاستكشافية”، وتم تشغيلها في أغسطُس 2017 ضمن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين.
وبحسب المعلومات فَــإنَّ مهام السفينة أَيْـضاً تتضمن: كسح الألغام، ويمكنها حمل قرابة 300 جندي، ويحتوي سطح الطيران الخاص بها على نقاط هبوط تتسع لأربع طائرات هيلكوبتر للنقل الثقيل من طراز (سي إتش 53)، بالإضافة إلى مساحة أُخرى على سطح السفينة تتسع لطائرتَينِ إضافيتين من نفس النوع، كما تضم السفينة حظيرةً للطائرات المروحية ومخزناً للذخائر ومساحات لتخزين المعدات الثقيلة المتعلقة بالمهام.
وقد زعمت الولاياتُ المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن هذه السفينة ضبطت أسلحةً مهرَّبةً إلى اليمن، في إطار محاولات واشنطن لتبرير تحَرّكها العدواني لعسكرة البحر الأحمر وباب المندب.
معادلةُ الردع البحري مفتوحةٌ على كُـلّ الاحتمالات:
وبهذه العملية تكون القوات المسلحة قد وسّعت نطاق أنواع السفن الأمريكية المستهدفة؛ فبعد استهداف سفن تجارية أمريكية، والاشتباك مع بوارجَ حربية وإصابة إحداها، تأتي عملية استهداف سفينة الدعم اللوجستي لتؤكّـد أن معادلةَ الردع البحري اليمنية مفتوحة لمواجهة أسطول البحرية الأمريكية بالكامل وضربه قطعه بمختلف أنواعها؛ وهو ما يوجه صفعة أُخرى للولايات المتحدة التي تبدو مع مرور الوقت أكثرَ عجزاً عن حماية نفسها وحماية سفنها أمام ضربات اليمن التي ظنت أنها ستردعه بالضربات الجوية.
ويجدد استهدافُ سفينة الدعم اللوجستي للبحرية الأمريكية في خليج عدن التأكيد على أن قدرات القوات المسلحة اليمنية أكثرَ تطوراً مما يظن الأمريكيون؛ إذ يبدو بوضوح أن الاستخبارات اليمنية باتت تواكبُ كُـلّ تحَرّكات القطع البحرية الأمريكية في المنطقة، سواءٌ أكانت تجارية أَو عسكرية، بمختلف أنواعها، وأنها قادرة على توفير كافة المعلومات الدقيقة للتعامل مع أي تحَرّك مستجد بدون تأخير ومن على مسافة بعيدة؛ فالعملية جاءت أَيْـضاً في خليج عدن الذي لا تمتلك القوات المسلحة إطلالة جغرافية مباشرة عليه، لكنها قد تمكّنت حتى الآن من استهداف عدة سفن أمريكية كانت متواجدة فيه وبنجاح كامل.
وبالتالي فَــإنَّ منطقة خليج عدن تتجه بشكل متسارع لتصبح منطقة بحرية محرَّمة على القطع البحرية الأمريكية من كُـلّ الأنواع؛ وهو ما يمثّل صفعةً تاريخيةً للولايات المتحدة الأمريكية، التي بات واضحًا أنها لا تمتلكُ تقديراتٍ صحيحةً لطبيعة إمْكَانيات وقدرات القوات المسلحة اليمنية، على الرغم من أن الرئيس المشاط، كان قد أكّـد من قبل على أنه بات بإمْكَان الجيش اليمني استهدافُ أية نقطة في البحر من أية نقطة في الجغرافيا البرية اليمنية.
وتوجّـه هذه العملية رسالةً جديدةً للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على حَــدٍّ سواء بأن الاعتداء على اليمن كان ورطة حقيقية بالفعل، وأن اليمن لم يعد البلد الذي يستطيع الآخرون ضربه ثم يمرون بسلام؛ فاستهداف السفن التجارية والعسكرية هو خيار متقدم جِـدًّا في أية مواجهة، ومع ذلك فقد بدأت به مسارَ الرد على العدوان، ولم تبدأ من مستوى أقل؛ الأمر الذي يعني أن مواصلة المكابرة والإصرار على استهداف اليمن وحماية الكيان الصهيوني سيفضي بلا شك إلى المزيد من المفاجآت اليمنية والصفعات غير المسبوقة في التأريخ.