“إسرائيل” المترَسُ المتقدِّمُ للإجرام الأمريكي وَالعدوان على غزة أمريكي بامتيَاز
علي الحسني
على مدى قرابة نهاية الشهر الرابع من العدوان الإسرائيلي الأمريكي النازي الهمجي الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ الذي يرتكب فيه العدوّ الصهيوني جرائم الإبادة الجماعية قتلاً وَتجويعاً وتهجيراً وتدميراً لكل مظاهر الحياة، مستخدماً في ذلك كُـلّ الوسائل والإمْكَانات والممارسات الفظيعة، في سابقة لم يحدث مثيلها منذ بداية الغزو اليهودي لفلسطين، حَيثُ لم يسجل التاريخ الإجرامي اليهودي في فلسطين أن يستمر لكل هذه المدة بنفس الزخم وبكل هذه الاستماتة الكبيرة من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي؛ مِن أجل تحقيق على الأقل حتى هدفٍ واحدٍ من الأهداف المعلَنة على لسان رئيس وزراء كيان العدوّ من بداية عدوانهم، وكلّ هذا لم يكن ليستمر لولا الغطاء والدعم الأمريكي.
فالأمريكي هو من يدير العدوان على قطاع غزة، والحرب هي حرب أمريكية إسرائيلية بامتيَاز، فأمريكا هي التي فتحت جسرًا جويًّا لإمدَاد كيان العدوّ “الإسرائيلي” بالعتاد العسكري، وأمريكا هي التي دعمت اقتصادَ كيان العدوّ “الإسرائيلي” منذُ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأمريكا حرّكت واستنفرت كُـلَّ أساطيلها الحربية وبارجاتها وسفنها الحربية؛ مِن أجل مساندة وحماية كيان العدوّ “الإسرائيلي” في عدوانه على قطاع غزة، وأمريكا هي من دعمت كيان العدوّ “الإسرائيلي” سياسيًّا، وأمريكا هي التي تقف حجر عثرة ضد أي قرار أممي إنساني لوقف العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، وأمريكا هي التي تدعم كيان العدوّ “الإسرائيلي” إعلامياً باستخدام إعلامها التابع لها وباستخدام إعلام الدول المنبطحة والخاضعة للهيمنة الأمريكية، وأمريكا هي التي تقصف في العراق وسوريا؛ مِن أجل مساندة الإسرائيلي، وأمريكا هي التي شكلت تحالفًا دوليًّا بحريًّا؛ مِن أجل تسهيل مرور السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وأمريكا مع بريطانيا هي التي شنت عدوانًا همجيًّا وقصفت اليمن واعتدت على سيادته؛ مِن أجل الدفاع عن الإسرائيلي ومن أجل كسر الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية نصرةً لفلسطين، وأمريكا هي التي وراء الخذلان العربي لفلسطين وسكوتهم المخزي إزاء ما يرتكبه الإسرائيلي من جرائم، وأمريكا هي التي تصر على استمرار الحصار والقصف وجرائم الإبادة الجماعية والتهجير من قبل الإسرائيلي بحق أبناء قطاع غزة، وأمريكا هي السبب الرئيسي والأَسَاسي في استمرار الإجرام الصهيوني، وأمريكا التي تحشد الدول الغربية الكافرة؛ مِن أجل مساندة الإسرائيلي في حربه الظالمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أمريكا هي التي تصر على منع وصول الغداء والدواء إلى سكان قطاع غزة، وأمريكا هي التي تصر على عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأمريكا هي من ترسل ضباطها إلى فلسطين المحتلّة؛ مِن أجل إدارة الإجرام الصهيوني بحق أبناء غزة، وأمريكا هي التي تعسكر البحر الأحمر وتهدّد الملاحة الدولية؛ مِن أجل مساندة الإسرائيلي وكسر الحصار عن الموانئ الإسرائيلية، وأمريكا هي التي تنتهك كُـلّ القوانين الدولية والإنسانية؛ مِن أجل مساندة الإسرائيلي، فأمريكا هي وراء كُـلّ شر في العالم.
فمن خلال ما ذكرت سابقًا يتبين للجميع الوجه الحقيقي لأمريكا التي تعبث بالمنطقة وتهيمن على الشعوب المستضعفة وتنهب مقدرات الشعوب وثرواتها وتسعى لأن تتحكم بشعوب المنطقة من خلال الأنظمة العميلة والمنبطحة ولا تريدُ أن يحكُمَ شعوبَ المنطقة أيُّ قائد حر لا يخضع للهيمنة الأمريكية؛ فعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تكون أكثر وعياً وأن تسعى لتحرّر نفسها من أنظمتها العميلة الخاضعة والذليلة للأمريكي، وقد قالها السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: “إن من يقبل بأمريكا سيقبل بإسرائيل”، وقد أثبتت الوقائع أمام مرأى ومسمع من العالم أن من يوالي ويخضع للأمريكي هو من يوالي ويخضع للإسرائيلي، ولن يعمل أي عمل يعارض مصالح أمريكا وإسرائيل بل سيتآمر معهم ضد شعبه.