العدوُّ الأمريكي البريطاني يعمِّقُ ورطتَه في اليمن بعدوان جديد على ست محافظات
القوات المسلحة: الاعتداءاتُ لن تغيِّرَ موقفَنا ولن تمر دون رد وعقاب
المسيرة| خاص:
على وَقْـــعِ الفشلِ الواضحِ في إيقاف التحَرُّكِ اليمني المسانِد للشعب الفلسطيني في البحرِ الأحمر وباب المندب، عاودت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية وبريطانيا الاعتداءَ على الأراضي اليمنية وشنَّتَا منتصفَ ليل السبت، عشراتِ الغارات على ست محافظات يمنية، في خطوةٍ جدَّدت التأكيدَ على أن الأمريكيين والبريطانيين لا يملكون أية خيارات فاعلة لمواجهة الضربات اليمنية التي أصبحت تطالُهم بشكل مباشر ومؤثِّر؛ فالغارات لم تأتِ بجديد يُذكَر، بل ضاعفت فاتورةَ الرد اليمني الذي يقر العدوّ نفسه بأنه لم يواجِهْ مثلَه من قبلُ.
وأفَاد المتحدِّثُ الرسميُّ باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، صباحَ الأحد، بأن “طيرانَ العدوان الأمريكي البريطاني شَنَّ خلالَ الساعات الماضية 48 غارة”.
وأوضح أن “13 غارةً استهدفت أمانةَ العاصمة ومحافظةَ صنعاء و9 غارات على محافظة الحديدة، و11 غارة على محافظة تعز، و7 غارات على محافظة البيضاء، و7 غارات على محافظة حجّـة، وغارة على محافظة صعدة”.
وأكّـد أن “هذه الاعتداءات لن تثنيَنا عن موقفنا الأخلاقي والديني والإنساني المساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ولن تمر دون رد وعقاب”.
وفي العاصمة صنعاء استهدفت الغارات مناطقَ تم استهدافُها سابقًا بمئات الغارات من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي خلال السنوات الماضية مثل عطان والحفاء والنهدين، وهو نموذج يوضح إفلاس الأمريكيين والبريطانيين وانعدام خياراتهم في مواجهة التحَرّك اليمني الفاعل والمؤثر لنصرة فلسطين؛ إذ يبدو بوضوح أنهم يواجهون “عَمَىً” استخباراتيًّا كبيرًا، وهو ما كان قد أكّـده مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” عقب بدء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في يناير المنصرم، حَيثُ أقروا بأن العثور على أهداف في اليمن أمر صعب جِـدًّا.
ويصدقُ على هذا التخبط واقعُ الفشل الواضح والملموس في وقف العمليات البحرية اليمنية؛ فمنذ شَنِّ العدوانِ الأمريكي البريطاني على اليمن ارتفعت وتيرةُ الضرباتِ النوعية البحرية واتسع نطاقها بشكل جلي، وأصبحت تستهدفُ القِطَعَ البحرية الأمريكية والبريطانية التجارية والعسكرية بصورة متصاعدة؛ وهو ما يعني أن دعاياتِ “تدميرِ القدرات اليمنية” أَو “الحد منها” سقطت مبكرةً وبشكل فاضح ولم يتبقَّ على واجهة المشهد سوى الهدف الحقيقي من العدوان على اليمن، وهو الدفاع عن الكيان الصهيوني والانتقام له.
ولا يقتصرُ الأمرُ على الفشل العملياتي والاستخباراتي؛ فالاعتداءات على اليمن ترفعُ فاتورةَ الرد اليمني الذي أثبتت القواتُ المسلحة أنه لا يتأخَّرُ كَثيراً، وقد أكّـدت مؤخّراً أنها “ستواجهُ التصعيدَ بالتصعيد” ولن تتردَّدَ في تنفيذ أية عمليات نوعية في إطار الرد على العدوان، كما أكّـدت أن كافةَ السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والبحر العربي أهدافٌ مشروعة؛ الأمرُ الذي يعني أن الأمريكيين والبريطانيين سيواجِهون في الأيّام القادمة المزيدَ من الضربات النوعية المتصاعدة في حجمها ونوعها؛ رَدًّا على العدوان الأخير الذي لم يحقّق هدفَه.
وكانت العملياتُ البحرية اليمنية قد ارتقت خلال الأسبوع الماضي إلى مستوىً متقدِّمٍ جديدٍ من حَيثُ الكثافة (10 عمليات) ومن حَيثُ نوعية الأهداف، حَيثُ طالت العمليات المدمّـرةَ الأمريكية “يو إس إس غريفلي” وسفينة دعم لوجستية أمريكية، وسُفُنًا أُخرى تجارية؛ وهو ما يعني أن الضربات القادمة ستكون أعلى مستوىً وأشدَّ تأثيرًا.