لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
بتول عبدالله الحوثي
البحارُ جزءٌ من ملكوت الله في الأرض الذي سخّره للإنسان فيما أودعه فيه من مخلوقات “وأُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ”، “وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا”، وسخّر سطحَه لتجريَ فيه السفنُ صلةً بين الدول “بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ”.
لكنه -سبحانَه- كما سخّره وهيّأه فقد شرّع وقنّن وسنَّ سُنَناً لاستخدامها، هدى بها عبادَه، من خلال كتبه ورسله وورثة كتابه، إن ساروا عليها كرّمهم وفضلهم “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ”.
ومن لم يسيروا وفق هداه وآياته فقد جنَوا على أنفسهم وعلى البحر وعلى بني آدم؛ فالنتيجة إذاقتُهم فسادَهم بأيديهم “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.
فلا تجري الرياحُ كما تشتهي السفن ولا تجري السفن كما تشتهي أمريكا ولا يجري الفسادُ كما تشتهي “إسرائيل”، بل إنه سبحانَه “سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ” وتجري جنده لتنصر المستضعفين من عباده، وتجري سنته بتعذيب أعدائه على أيدي أنصاره ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.