الشهيدُ القائدُ.. من شقَّ وعبَّد طريقَ النصر والعزة للأمة
محمود المغربي
ونحن نعيش في لحظةٍ تاريخية حاسمة وفريدة من نوعها لم يتذوَّقِ الآباءُ والأجدادُ مثلَها ولم يكن أحداً منهم ومنا يظن أنها قد تحدث وتتحقّق، لا بُـدَّ لنا أن نتذكرَ شخصيةً كانت سببًا في صناعة اللحظة ووضعت اللبنة الأولى لما نحن فيه، ولا أظنُّ أن ما نحن فيه من نصرٍ وتمكين كان ليكون لولا هذا القائد صاحب الصرخة الأولى بـ “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، من أشعل نيرانَ ثورة عالمية في نفوس الشعوب الحرة لن تتوقفَ حتى تطيحَ بالشيطان الأكبر رمز الطغيان والغطرسة أمريكا والصهيونية العالمية؛ وحتى تقضيَ على الشذوذِ والانحراف الغربي وتعيدَ تصحيحَ المفاهيم المغلوطة وتضعَ النقاطَ على الحروف، وحتى يكونَ المُلْكُ والعظمةُ لله وحدَه.
لقد جسّد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سلامُ الله عليه- المشروعَ القرآني بكل معانيه، وجعل من سلوكه وأقواله وأفعاله نموذجًا حتى صار مشروعًا متحَرِّكًا، وتوج ذلك الكفاح والعطاء بما كان يسعى إليه الشهادة في سبيل الله، وفي سبيل ما يؤمن بها ويقوله، ويجعل من نفسه قُدوة ومثالًا، ويسقي بدمائه أرضًا عطشى للحق والعدل سرعانَ ما أنبتت تلك الأرضُ الخصبة نباتًا مباركًا أثمر عزةً ونصرًا وقوة وحكمة عَمَّ خيرُها كُـلَّ ربوع بلد الإيمان والحكمة، وفاضت وتجاوزت الحدودَ ووصلت إلى غزةَ كالغيث ليسعدَ بها كُـلُّ تواق للحرية والعدل والمساواة، ويشقى بها الأشقياء ممن حرموا أنفسَهم وأهلَهم شرفَ اللحظة وطعمَ العزة والكرامة، أُولئك الذين يعتقدون أن الكرامةَ تعني انتفاخَ البطون، ولو كانت العزةُ والكرامة في انتفاخ الكروش لَكان سكان الخليج أكثرَ أهل الأرض عزةً وكرامة.
لقد كان الشهيدُ القائد سباقًا في التنبؤ بكل ما نعاصرُ ونعيشُ اليوم، وكان سببًا في جعلنا نستعد ونُعِدُّ أنفسَنا لهذه اللحظة والمرحلة، وكان خير من لخّص الواقع وحَلَّلَ نفسية وعقلية العدوّ وواقع الأُمَّــة ووصف الدواءَ والسُّبُلَ الكفيلة لإخراج الأُمَّــة مما هي فيه، وكيف نواجهُ العدوَّ وننتصر عليه، وأنار لنا الطريق، وحدّد قواعدَ الاشتباك الناجحة والكفيلة بكسر الغطرسة والهيمنة الأمريكية، ووضَعَ في طريقنا هذا القائدَ الشجاعَ الذي يقودُ المعركةَ والمواجهة، وجعلنا نسمعَ عويلَ وصراخ الأمريكي والصهيوني بعد أن صَمَّ العالَمُ أُذُنَيهِ عن صراخ وبكاء أطفال ونساء غزةَ.