الشهيدُ القائد مشروعُ حياة
مرام مُرشد
حلّت اللعنات على من يستحقُّها، ساد الفساد والظلم، تجبر الطغاة، ومكروا، وقتلوا وبادوا الأبرياء إبادة جماعية، فلا يُخفى على الجميع ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلّة من قِبل الطغاة، ولكن لا بقاء للظلمات حينما يحل النور، ولا أَسَاس للظلم حينما يسود العدل، فدين الله يُفرض على الجميع، ولا يدخله إلا من عرف الله حق المعرفة، ومن مصادره الصحيحة.
يجب علينا أن نتفكر في اصطفاء الله لأنبيائه، وأعلام الهدى، فلم يكُن اختيار الله لهم على محظ الصدفة، بل كان اختياراً ذا عنوة، اختيار بحكمة، وهكذا نرى اصطفاء الله لأوليائه الصالحين كالسيد العلامة/ بدر الدين الحوثي، ومن بعده الشهيد القائد الذي نشأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم، وها نحن اليوم في ذكرى استشهاده نحيي هذه الذكرى؛ لنُحييَ في أنفسنا ما أحياه دونما التفات إلى ما دونه، الذي وقف وقفة حق أمام الباطل.
جاء هذا المشروع القرآني لليمنيين خَاصَّة حتى لا يقعوا في مستنقع اليهود والنصارى، وها هو اليوم يمثل طوق النجاة للأُمَّـة بكلها، فقد كشف ضلال الوهَّـابيين ودجلهم، لاستنهاض الروحية الجهادية في نفوس البشرية أجمع، ولا ينتهج هذا النهج إلا من دخل حب الإيمان إلى قلبه، وقد بدأ الشهيد القائد محاضراته بمعرفة الله، واختتمها باليوم الآخر، لتحصين المجتمع من الفكر الوهَّـابي الدخيل، وبهدف إنقاذ الأُمَّــة من الغي الذي وصلت له اليوم.
لو أننا لم ننتهج نهج آل البيت عليهم السلام لما كان لنا اليوم موقف مع أهل غزة ضد الطغاة، وأننا التزمنا الصمت كما فعلته أغلب الدول العربية دون استحياء مما هم عليه من صمتٍ مُخزي، ولكن لا غرابة في ذلك فقد طبع الله على قلوبهم، وغُشيت أعينهم عن رؤية الظلم والفساد ومحاربته، ففي هذا التوقيت فعلاً اتضح لنا المُناصر والمُعادي، ومن ما زال يحمل الإنسانية، ومن يحمل روحية المؤمن الفذ، الذي لا يصبر على الظلم، ولو كلف ذلك روحه.
حقً علينا أن نشكر الله أن مهّد لنا الطريق، على أيدي خَاصَّة أوليائه، الذي بفضل الله وبفضلهم نعيش أعزاء، كُرماء، وقفنا في وجه أمريكا و”إسرائيل” رغم وهمهم بأنهم أولو قوة، وذو بأس، وهم أوهن من بيت العنكبوت، فهم كما قال السيد القائد سلام الله عليه: (أمريكا ما هي إلا قشة)، وها نحن اليوم نرى أذنابهم الذين ابتعدوا عن الحق، وطريق الهداية إنما يتذوقون وبال أمرهم؛ لتوجّـههم الخاطئ، وتفريطهم وابتعادهم عن مصادر الدين التي تقود بالإنسان إلى الجنة؛ فحمداً لله على نعمة المسيرة القرآنية، وعلى نعمة شهيد القرآن، الذي قادنا نحو النور، وأبعدنا عن التيه والضلال.