أمريكا تلفُظُ أنفاسَها الأخيرة في الشرق الأوسط
زهراء اليمن
تأبى الإدارةُ الأمريكية إلا أن توسِّعَ دائرةَ الصراع في المنطقة وتضحي بمصالحها وتخسر سمعتها في سبيل حماية ومساندة الكيان الصهيوني، وبسبب سياستها الجنونية باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن وضعت نفسها بين مصراعَينِ.
الأول: يتمثل في عجزها عن إنقاذ الكيان الصهيوني الذي فشل في تحقيق أي نجاح عسكري رغم الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه له إدارة بايدن منذ اليوم الأول من العدوان على غزة.
أما الثاني: فيتمثل في عجز أمريكا عن توفير أية حماية للكيان الصهيوني سواءً من الناحية الاقتصادية أَو من الناحية السياسية.
فمن حَيثُ الجانب الاقتصادي فقد عجزت أمريكا عن حماية السفن الصهيونية من هجمات صنعاء في البحرين الأحمر والعربي.
وفي الجانب السياسي فشلت عن تحقيق أهداف إسرائيل في استعادة الرهائن من أيدي حماس رغم استعانتها بالعديد من الدول الأجنبية والعربية، وفي مقدمة تلك الدول قطر التي تسعى جاهدة للتوصل إلى حَـلّ سياسي يفضي لاستعادة الرهائن مهما كلفها الثمن.
لم تخفق أمريكا في تلك الجوانب فقط فقد عجزت أَيْـضاً عن حماية سفنها وبوارجها الحربية أمام هجمات القوات البحرية والصاروخية اليمنية التابعة لصنعاء، وذلك في البحرين الأحمر والعربي رغم تحالفها المشئوم مع العديد من الدول الغربية المعادية للسلام وعدوانها الأخير على اليمن في سبيل ذلك.
بالإضافة إلى عجزها وفشلها الذريع في حماية مصالحها وقواعدها العسكرية في الشرق الأوسط من هجمات محور المقاومة.
وفي هذا السياق باتت أمريكا تتلقى الصفعات تلو الأُخرى إلا أنها ورغم الهزائم المتلاحقة ما زالت تكابر وتنأى بنفسها جزافاً عدم إظهار فشلها والاعتراف بالهزيمة، لذلك نجدها تتخبط هنا وهناك فتارةً تحاول أن تقنع المجتمع الدولي بأن صنعاء باتت تشكل خطراً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، رغم أن الجميع يدرك عدم صحة تلك المزاعم الأمريكية، وتارةً توجّـه اتّهامها للجمهورية الإسلامية في دعم من أسمتهم بأذرع إيران في الشرق الأوسط، في إشارةٍ منها لأنصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، الذين يقدمون التضحيات الجسيمة في سبيل نصرة المظلومين والدفاع عنهم، وذلك من حَيثُ المبدأ الديني والأخلاقي ويعملون جاهدين على وقف المجازر الصهيونية وجرائم الإبادة الجماعية الذي يمارسها هذا الكيان بحق أطفال ونساء غزة، ويطالبون بإدخَال المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.
إلا أنه ورغم ذلك كله ما زالت أمريكا تسعى لفتح جبهات جديدة وجر المنطقة كاملة إلى مربع العنف والاقتتال بشكل أَو بآخر وتستمر بالتصعيد في محاولةٍ منها لإنقاذ ربيبتها إسرائيل دون الاكتراث للنتائج أَو التداعيات التي قد تؤدي إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، وهنا ندرك يقيناً بأن أمريكا أُمُّ الإرهاب ولا تُريدُ السلام.