رَجُـــلٌ غيّـرَ العالَم

 

فاطمة محمد المهدي

وجاء رجلٌ من أقصى مدينة (صعدة)، ومن بين جبالها وكهوفها يسعى داعياً الناس أن اتبعوا نبيَّكم وقرآنَكم تهتدوا وتُعَزوا وتنتصروا، رجلٌ رفع القرآن في يد وشعار البراءة في الأُخرى، غيرَ مُبَالٍ بقوى العالم، ولم يخشَ في الله لومة لائم، رجل آمنَ معه قليل، فتطيَّر بهم أهلُ الباطل قال تعالى: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ، لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)، فقالوا لهم: طائركم وطائراتكم معكم، فافعلوا ما أنتم فاعلون، فشُنت عليه وعليهم ست حروب غاشمة بجيوش وأسلحة وطائرات، كُـلّ ذلكَ؛ لأَنَّه جهَرَ بالحق وصرخ صرخةَ البراءة من أعداء الله.

ومع ذلك استمر في دعوته وصمد وجاهد وقاتل هو والربيون الذين معه، حتى ارتقى شهيداً، وتنفَّس الظالمون الصعداء، معتقدين أنهم أسكتوا صوته وصرخته، وأطفأوا مشعلَ الحق الذي يحمله، هذا هو سليلُ بيت النبوة وحفيد العترة الطاهرة وقائد المسيرة القرآنية الشامخة، الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ، وعلى من اتبعه من المؤمنين شهداء وباقين-.

الرجل الذي قلب الموازينَ كُلَّها، وأحدث ثورةً كبرى زلزلت عروشَ الطواغيت في مشارق الأرض ومغاربها، والذي تحالفت قوى الطاغوت العالمية وشنت حرباً كبرى ضد شعبنا؛ مِن أجل إخماد ثورته وفشلت، الرجل الذي أعاد القرآن إلى واقع الناس وأعاد الناس إلى واقع القرآن، وأعاد للشعب اليمني، شعب الأنصار، مكانته الإيمانية والجهادية في قلب الإسلام، وفي جسد الأُمَّــة المتهالك وبفضل الله، ثم بفضل الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي، انتصر اليمن، وصمد وما يزال، رغم الحصار الخانق الذي فرضته عليه قوى الطاغوت، وأصبح، وفي زمنٍ قياسي، يمتلك قدرات إيمانية وجهادية وعسكرية فائقة، أذهلت العالم، وأرعبت أعداء الله.

صار اسمه يردّد في كُـلّ دول العالم على لسان شرفاء وأحرار العالم، وعلمه يرفرف في أيديهم، بعد ما أظهر بسالته وشجاعته وقوته في مواجهة قوى الطغيان العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، مناصرة لقضية الأُمَّــة الكبرى، أرض فلسطين وشعبها، اليوم أصبح اليمن يمتلك قراره السياسي والسيادي والعسكري الحر، دونما خوف أَو ارتهان ويتسيد على باب المندب والبحر الأحمر، مانعاً وضارباً ومحرقاً وآخذاً كُـلّ سفينة تتجه إلى الأرض المحتلّة دعماً للكيان الغاصب؛ فهذا (العصر) هو عصر المسيرة القرآنية، عصرٌ الإنسان فيه في خسر (إِلَّا الذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَـاتِ وَتَوَاصَوا بالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ).

فسلام الله على روح السيد القائد المجاهد الشهيد/ حسين بن بدر الدين، وعلى كُـلّ شهداء المسيرة القرآنية، وسلام على السيد القائد المجاهد/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وسلامٌ على كُـلّ المجاهدين من أبناء شعبنا، ومن كُـلّ بلاد المسلمين، وإن لله ورسله ونبيه وكتابه وأنصاره النصرَ تلو النصر، حتى يوم الفتح الذي صار قريبًا، وتلك مصداقية وعود الله، وإن اللهَ لا يخلفُ الميعاد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com