شهيدُ القرآن.. وَحدةُ المشروع الإلهي
عدنان عبدالله الجنيد
الحمد لله القائل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِـمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران- آية (146).
في ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- نوجز أوجه وحدة المشروع الإلهي الثوري النهضوي التحرّري للإمام الخميني -قدس الله سره-، والشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- من خلال الآتي:
أولاً: المرحلة:
عندما كانت أمريكا المسيطرة على إيران أَيَّـام حكم الشاه، وسعت إلى محاربة الإسلام، منها إصدار قانون بنزع الحجاب عن المرأة في إيران، وقوة العلاقة السرية بين الشاه و”إسرائيل”.. كانت هي المرحلة التي تحَرّك بها الإمام الخميني قدس الله سره، من عام 1962م حتى انتصار الثورة الإسلامية.
عندما بلغ المشروع الأمريكي ذروته في اليمن والمنطقة بكل المستويات، وجميع المجالات، وانحراف الأُمَّــة عن المسار الصحيح، وتغييب الجهاد في سبيل الله، وبلغت الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة ذروتها.. كانت هي المرحلة التي تحَرّك بها الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-.
ثانياً المشروع:
مشروع الإمام الخميني -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- هو تطبيق تعاليم الإسلام الحقيقية وإيجاد حكومة الإسلام العالمية، ووحدة تضامن الأُمَّــة الإسلامية، والدفاع عن المحرومين والمستضعفين في العالم، الاستقلال والحرية وإقامة العدالة ورفع الظلم ومكافحة الفساد، والتقدم العلمي والاقتصادي، وتزكية النفس وطهارة الإنسان والتهذيب الأخلاقي والإيمان بالجانب العرفاني الجهادي.
المشروع القرآني للشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، الذي أصبح عالميًّا بعلمية القرآن الكريم “عين على الأحداث وعين على القرآن”، “الأُمَّــة –المنهج -المشروع”، وركز على تحصين الأُمَّــة من الداخل لحمايتها من مكائد ومؤامرات أعدائها، تحَرّك الشهيد القائد بشكل فاعل ووفق منهجية قرآنية واستراتيجية عظيمة سعى من خلالها لإعادة الأُمَّــة إلى القرآن الكريم، وتصحيح واقع الأُمَّــة وإخراجها من حالة الخنوع والهوان ومحاربة الثقافات المغلوطة، وترسيخ القيم والمبادئ الإيمانية والتمسك بالقرآن في مواجهة أعداء الإسلام، تجلت عظمة المشروع القرآني في عالميته، وصفائه، نقائه، وتجاوزه كُـلَّ الأُطُرِ والقوالب المناطقية والطائفية والحزبية، بل طريقته هي الطريقة القرآنية الواسعة والشاملة، ويعتبر المشروع القرآني واسع الأفق وعالمي النظرة بسعة ملك الله وهداه وتدبيره، وشعاره يهدف إلى استنهاض الأُمَّــة من الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ونشر الوعي في أوساط الأُمَّــة.
ثالثاً: القيادة والمنهج:
القيادة والمنهج في نظر الإمام الخميني رضوان الله عليه.
القيادة هي تطبيق لولاية الله على الأرض، والقائد يجب أن يعيين من قبل الله ويكون لديه الأمر والتفويض، وتحقّقت القيادة الإلهية والدينية في العالم الإسلامي بكل معاييرها وخصائصها من خلال قيادة الإمام الخميني للثورة الإسلامية.
المنهج: ولاية الفقيه اعتماد رؤية وتأصيل الفكر والمنهج العلمي في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتنظيم وفق تعاليم الإسلام الحنيف، الإيمان بالمنهج المعنوي والأخلاقي والتضامن الاجتماعي الذي جسده الأنبياء والأوصياء -عليهم السلام-، ويعتمد على ركيزتين هما كرامة الإنسان ومنهجية التكليف.
القيادة والمنهج في نظر الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-:
يوضح الشهيد القائد أن القيادة والمنهج ليست قضية خاضعة للكيفية والمزاج، فيقول: “الله يصنع المنهج ويختار المنهج، يختار هو القيادة التي ماذا؟ تتحَرّك على أَسَاس ذلك المنهج، وتهدي بهذا المنهج، ويلزم الكل بأن يسيروا على هذا المنهج، ويتبعوا تلك القيادة، القيادة مشروع متكامل رسم الله وحدّد معالمها في القرآن الكريم، هي سنة من سنن الله في الهداية لعباده، أن يكون قيادة يختارها، ويصطفيها الله سبحانه وتعالى، ومنهج يرسمه وينزله لعباده يسيرون عليه، ويرتبط بموضوع القيادة والمنهج كُـلّ أعمال الناس وخطواتهم بما في ذلك موضوع الوحدة والتوحيد والاعتصام ولا يمكن أن يكون مشروعاً ناجحاً إلا في ظل القيادة والمنهج”.
وتحقّقت القيادة الإلهية اليوم في العالم الإسلامي في العلم الإلهي القائد السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.
المنهج: قدّم الشهيدُ القائد رؤيةً قرآنية لمعرفة المنهج الذي يعطي المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وبكتابه، وبرسوله، وباليوم الآخر، وقد تضمنت دروس الشهيد القائد ومحاضراته، رؤية متكاملة لتصحيح الواقع والنهوض والارتقاء بالأمّة، الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
رابعاً: القضية المركزية للأُمَّـة:
دعوة الإمام الخميني والشهيد القائد لإحياء يوم القدس العالمي، لخلق الوعي في الأُمَّــة الإسلامية وتهيئة النفوس لتكون بمستوى المواجهة للأعداء، وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية في الصراع مع اليهود.
خامساً: العدوّ الحقيقي للأُمَّـة:
ركز الإمام الخميني والشهيد القائد على اليهود وهو العدوّ الذي أخبرنا الله به في الهدي الإلهي وذكره في كثير من الآيات في القرآن الكريم تتضمن صفاتهم وأفعالهم وعداوتهم ومكرهم وإضلالهم…، واليوم يتمثل العدوّ باللوبي الصهيوني اليهودي المتمثل في قوى دول الاستكبار العالمي الذي تتزعمه أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة.
سادساً: الأثرُ الذي تركوا في الأُمَّــة:
أن تشيِّعَ الملايين من المسلمين للإمام الخميني والشهيد القائد حسين الحوثي، دليلٌ على قوة الارتباط والاقتدَاء بالمشروع القرآني، وقد أثمر هذا المشروع في وصول الوعي الإسلامي الأصيل والثقافة القرآنية إلى الشعوب المحرومة والمستضعفة، ما يحصل اليوم في معركة (طُـوفان الأقصى)، العمليات العسكرية النوعية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب مَـا هو إلا أثر من آثارهم -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِم-.