سيِّدُ البحار
يحيى صلاح الدين
البحر الأحمر فعلًا يستحق لقب سيد البحار؛ فله أهميّة استراتيجية كبيرة اقتصادية وعسكرية وأمنية، وموقعه يمنحه قوة للتأثير والضغط على دول العالم، خَاصَّة أُورُوبا وأمريكا الذي يمر نصف ما يحتاجونه من نفط وتجارة من البحر الأحمر.
حيث يعتبر واحداً من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم؛ إذ يربط بين قارات ثلاث هي إفريقيا وآسيا وأُورُوبا وَيمر عبره تقريبًا ثلث التجارة العالمية من الصين شرقاً وأوروبا غرباً.
واليمن أكثر الدول قدرة على التحكم فيه عبر مضيق باب المندب؛ فبيدها جعلُ العالم يقفُ على قدم واحدة، بإمْكَانها أَيْـضاً فرض طلباتها المحقة والحصول على حقوق الشعب اليمني رغماً عن أنف أمريكا وباقي الدول التي تسبح في فلكها.
الأهميّة العسكرية:
اكتسب البحر الأحمر أهميّة عسكرية من الموانئ العديدة المطلة عليه والصالحة للاستخدام العسكري والتجاري ومن طبيعته الفريدة كبحر داخلي يتصل بالبحار والمحيطات المهمة، وبالقرب من سواحله توجد المراكز الاقتصادية ومنابع النفط.
يمتاز البحر الأحمر بطول شواطئه المرتبطة بالطرق البرية والجوية الممتازة خَاصَّة على سواحله الشرقية، كما تمتاز موانئه بعمق مياهها الصالحة لرسو السفن، ونقل المعدات والإمدَادات العسكرية، بالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ ثرواته المائية تحتاج إلى الحماية، وللبحر الأحمر أعماق كافية لإخفاء الغواصات، وهو ميدان مثالي للعمليات البحرية، حَيثُ بإمْكَان القطع البحرية المتوسطة والصغيرة أن تتمركز فيه، ويزخر البحر الأحمر بالجزر التي تتمتع بأهميّة عسكرية كبيرة تمكّن من يسيطر عليها من مراقبة وضرب السفن العسكرية والتجارية التي تمر عبر البحر الأحمر.
الاتّحاد السوفييتي:
استطاع أن يفرض شروطه على الغرب بعد أن أنشأ له قاعدة العند في عدن والتحكم بالنشاط التجاري الغربي الذي يمر عبر البحر الأحمر وعند ذلك رضخت أمريكا وأُورُوبا لشروط السوفييت وخفّفت من نبرة العداء لموسكو.
الأطماع الأمريكية في السيطرة على البحر الأحمر:
يمثل هذا البحر أهميّة خَاصَّة للاستراتيجية الأمريكية ورغبتها في السيطرة عليه لأهميته الاستراتيجية وارتباطه المباشر بمنطقة الخليج العربي ولضمان استمرار تأمين الخطوط الملاحية التي يمر بها النفط عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ولاستمرار دورها الاستعماري في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط مع إعادة ترتيب المنطقة، طبقاً لرغباتها الشيطانية.
وفوق ذلك يشكل البحر الأحمر محوراً مهماً لأي عمل عسكري محتمل يهدّد الأطماع الأمريكية في المنطقة، وما حولها، وكذلك ضمان أمن “إسرائيل” التي تتعهد به الولايات المتحدة الأمريكية، لمنع سيطرة قوى محور المقاومة على البحر الأحمر، وخَاصَّة مضائقه المهمة.
لقد ظل البحر الأحمر موضعَ اهتمام المشروع الصهيوأمريكي على اختلاف عهوده من نيكسون عام 1969 وَكارتر عام 1976 وَريغان عام 1982 حتى بوش عام 1990.
خلاصة القول إن اليمن يمتلك ورقة رابحة جِـدًّا من خلال سيطرته والتحكم بحركة وَمرور السفن عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي تمر من خلاله سنوياً بضائع وسلع بنحو 2.5 تريليون مليار دولار وثلث التجارة العالمية و75 % من حاجات أُورُوبا وأمريكا النفطية.