المشروعُ القرآني للشهيد القائد.. من المواجهة إلى النصر
شهاب الرميمة
عندما نتابع الأحداث الدائرة في فلسطين وغزة بشكل خاص، وما تتعرض له من مجازرَ مروَّعة وإبادة جماعية بصورة وحشية وسلوك إرهابيٍّ إجراميٍّ من قبل الكيان الصهيوني، عنوانها القتل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وإزهاق كُـلّ روح على أرض غزة دون اكتراث للإنسانية وقوانين حقوقها، وبلا رحمة إن كان الضحية طفلاً أَو حتى رضيعاً، امرأة أم عجوزاً، أو كهلاً تحمله عكازته أَو كان الهدف معاقاً أَو جريحاً.
فكلهم هدف يتلذذ بقتلهم ويرقص على جثثهم وَأشلائهم المتناثرة على كُـلّ رصيف وتحت كُـلّ ركام.
كلّ الجرائم بجميع أشكالها وصورها ارتكبت في غزة أمام مرأى ومسمع العالم الصامت، والتخاذل العربي المخزي باستثناء محور المقاومة الذي حفظ ما تبقى من ماء وجه الأُمَّــة العربية والإسلامية فيما يقوم به من عمليات عسكرية بطولية مساندة للمقاومة في غزة، وتأثيرها العسكري المربك والموجع للعدو الصهيوني وحلفائه من الاستفراد بغزة، عنوان هذه العمليات المساندة “لستم وحدكم”.
ومن خلال هذه الأحداث الدائرة والمواقف المتجلية والتي طرأت على الساحة وتأثيرها على هذه الأحداث، تقودنا الذاكرة بالعودة ما قبل عقدين من الزمن وإلى مشروع عظيم برز في حينه أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الحوثي، تحت عنوان عين على الأحداث وعين على القرآن.
موضحًا أهميّة العودة إلى القرآن وتوجيهاته ومستشعراً المسؤولية أمام الله لما وصلت إليه الأُمَّــة من حالة يرثى لها، خنوع وذل وجمود وتدجين لحكامها وتقبل ذلك بين أوساطها.
لقد أحيا بمشروعه روحاً لأمة تعيش موتاً سريرياً في رمقها الأخير؛ لينقذها ويعزز مكانتها ويحفظ كرامتها ويجعل منها أُمَّـة قوية بقوة الله، بعودتها للقرآن.
تحَرّك الشهيد القائد وأطلق هتاف التكبير والبراءة من اليهود وتوجيه بوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة أمريكا و”إسرائيل” “تحالف الشر”، محذراً من خطورة المرحلة في ظل الغطرسة والهيمنة لقوى الاستكبار وما يسعون إليه بكل الوسائل والطرق الممكنة ومخطّطاتهم الخبيثة لضرب الأُمَّــة وإضعافها وتركيعها وإشغالها بقضايا ثانوية وخلق مشاكل وأزمات داخلية وحروب بين أبناء الأُمَّــة.
تحت مسميات عديدة تصب في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني وحلفائهم وتسهل لهم السيطرة على المنطقة العربية عُمُـومًا وعلى فلسطين ومقدساتها بشكل خاص.
المشروع القرآني ومنذ انطلاقته كرس جهده واستثمر كُـلّ وقته لأجل الأُمَّــة العربية وعزتها، وكانت فلسطين هي القضية المركزية والقدس قبلتها.
من خلال التوعية المُستمرّة ثقافيًّا وإعلامياً وعمليًّا، منبهاً أنه لا عذر للجميع أمام الله في التحَرّك والاستعداد والإعداد والبناء والتأهيل والتحشيد للجهاد ضد أعداء الله ببصيرة ووعي وإيمان وفق قاعدة “إذا لم ننصر الله ودينه في مواجهة اليهود فأمام من ننصره، إذَا لم ننصره في مواقف كهذه فمتى ننصره”.
كانت نتائج هذه المواقف الإيمانية شن الحروب الست الظالمة على صعدة لإسكات وإنهاء مشروع المسيرة القرآنية، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وحتى إعلان تحالف العدوان السعوأمريكي وشن عملياته وعدوانه على الشعب اليمني من واشنطن في تسع سنين خلت، استخدمت فيه كُـلّ أنواع الأسلحة المحرمة وارتكاب أبشع الجرائم وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى، ومع ذلك انتصر مشروع الشهيد القائد، وفشلت قوى العدوان وأهدافها تجر معها أذيال الهزيمة.
المشروع القرآني له آثاره وانعكاسه على الأحداث الدائرة مع انطلاق عملية (طُـوفان الأقصى) العظيمة، كان لقادة المشروع الموقف المتصدر للمشهد والأقوى في المنطقة، صاغ معها معادلات قوة وعزة للأُمَّـة.
من خلال المشاركة الفعلية والعملية في مناصرة المقاومة في غزة بالاستهداف المباشر للكيان الصهيوني وفرض الحصار البحري المطبق عليه وخنقه اقتصاديًّا وإرباكه عسكريًّا.
أضف إلى ذلك التصدي لقوى الاستكبار والشر في العالم ومجابهتها في البحر، منتصراً لقضية الشعب الفلسطيني وقضيته بإيمان وثبات تجلت فيه ثمرة المشروع وأهميّة الإيمان بصدق وعد الله بالنصر والتمكين مهما كانت إمْكَانية العدوّ وقوته فما هو إلا قشة.
كما وصفها الشهيد القائد -سلام الله عليه- في قوله: “من خلال القرآن، من خلال الأحداث استطعنا أن نفهم الواقع استطعنا أن نفهم خلاف فهم من يرون أمريكا و”إسرائيل” عصا غليظة، أما نحن فَــإنَّ فهمنا هو فهم القرآن الذي يقول: {لن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى، وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} هل هذه عصا غليظة، في الواقع هي قشة وليست عصا غليظة”.