صَمَّـادٌ حقًّا.. رئيسٌ استثنائيٌّ في تاريخ اليمن
فتحي الذاري
الشهيد الرئيس صالح علي الصماد -سلام الله عليه- الذي حفظ القرآن وجسده في عمله، وَنحن نقف في رحابه ونحيي ذكرى استشهاده كان شخصيةً اجتماعية يحظى بالكثير من محبّة الناس، حمل الإيمان في قلبه وزرع حب الوطن في شرايينه وأوردته، رجل المسؤولية، رجل يخاف الله في أن يفرط بالأمانة التي أُوكلت إليه.
تحَرّك في المسيرة القرآنية مبكراً وفي جوانب عديدة، كان ثقافيًّا بالثقافة القرآنية وتوعوياً وكان سياسيًّا محنكاً وقائدًا عسكريًّا شجاعاً وإدارياً واقتصاديًّا مخضرماً، الرئيس الذي أرسى مفاهيمَ الجهاد من خلال شعاره الذي أطلق “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، ومثل البناء في خدمة الوطن نحو الاكتفاء الذاتي والاتّجاه إلى الزراعة والأهميّة الاقتصادية الكبيرة للقطاع الزراعي في تعزيز الصمود والنصر والثبات وضرورة التحرّر من الأعداء بالاعتماد على الذات، وأمَّة لا تمتلك قوتها لا تمتلك قرارها ومن لا يمتلك قراره لا يمثل سيادته ولا يمتلك استقراره، ولا تستطيع أية أُمَّـة أن تدافع عن نفسها وعن دينها وهي لا تزال فاقدةً قُوتها الضروري، وتفعيل المبادرات المجتمعية والجمعيات التعاونية الزراعية في هذا القطاع الإنتاجي لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي وُصُـولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
ويدٌ تحمي هم أُولئك الأبطال الصامدون والمرابطون في مواقع العزة والشرف، في الجبهات، والشهداء الأبرار، من قدموا الغالي والنفيس وضحوا بدمائهم الطاهرة الزكية في سبيل الله وللدفاع عن الأرض والعرض ضد العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن.
صالح الصماد الرئيس الذي أوضح أهداف العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن ومن كان وراء الكواليس، حَيثُ أثبت الشهيد الرئيس أن الانتصار في المعركة كان انتصارَ الكرامة العربية والإسلامية؛ لأَنَّ العدوّ الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي هو من كان يدير ويدبر المعارك ضد اليمن عبر أذرعه السعوديّة والإمارات ومرتزِقتهم في اليمن، حيثُ إن أول تصريحات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي والتي تفيد بتخوف واستياء من انتصار الجيش واللجان الشعبيّة (المسمى الشائع الحوثيون) على العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم والسيطرة على مناطق كهبوب وباب المندب، والشهيد الرئيس صالح الصماد هو الذي كشف الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بتعامله مع السعوديّة والأعمال التجسسية واللوجستية على اليمن أثناء الحرب، وكان الاستطلاع وطيران الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني يشارك في العدوان على اليمن، وأن الأطراف المتعددة في الحرب على اليمن من خلال العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن، وهي معركة كرامة للأُمَّـة العربية والإسلامية وهي بحد ذاتها معركة مصيرية.
الرئيس الشهيد صالح الصماد بعزيمته الإيمانية وحنكته العسكرية أفزع العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن، مثل اليمن خطراً ورقماً صعباً بالنسبة لأمريكا و”إسرائيل” وما زال، وهذا ما أثبتت به الأحداث الحالية لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني أثناء مساندة اليمن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودخول اليمن الحرب ضد “إسرائيل” وأمريكا تلبية لرغبة الشعب اليمني.
إن الرئيس الشهيد الصماد كان هو النموذج الأبرز، والتجلي الأفضل لهذه المسيرة على أرض الواقع، فكراً وثقافة وتحَرّكاً وإخلاصاً وعطاء، وعظمة وبساطة وحسن إدارة وانطلاقاً في نهضة حضارية إيمانية غير مسبوقة، فسلام الله عليه، ورحمة الله تغشاه.
والعاقبة للمتقين.