مكانةُ الشهداء القادة في الوعي الشعبي الشهيد القائد والشهيد الصماد أنموذجاً
المسيرة – منصور البكالي:
تتميَّزُ المسيرةُ القرآنيةُ بخصائصَ وسِمَاتٍ عديدةٍ، وفي مقدمتها العِشْقُ للشهادة، وأولُ قادتها هم من الشهداء الذين خُلِّدَت آثارُهم في صفحات التاريخ الناصعة.
ويتميز هؤلاء الشهداء بمنزلتهم العظيمة ومكانتهم السامية وحضورهم الدائم في كُـلّ تفاصيل الحياة الفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية والجهادية والأخلاقية والتربوية، للشعب اليمني العظيم.
ويعد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- مدرسة متكاملة، وهو أبو شهداء المسيرة القرآنية، ومعلِّم وقائد، وحكيم، أسّس المشروعَ القرآني في اليمن، وقاد الشعب إلى مصاف المواجهة المباشرة مع الأمريكيين والطغاة والمستكبرين.
وفي هذا السياق يقول محمد علي الحرازي، عن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، والشهيد الرئيس الصماد -رحمهما الله-: “إنهم قدَّموا للأُمَّـة القُدوةَ المُثلى والنموذج الفريد في مسيرتهم الجهادية؛ فكانوا أول المضحين والمتقدمين للشهادة في سبيل الله، ولم يكونوا في يومٍ من الأيّام متخفين، أَو محتجبين عن الناس، في القصور والفلل، بل صدقت أقوالهم أفعالهم، وكانوا من خيرة رجال المرحلة السباقين إلى فعل الخيرات ومواجهة مخطّطات الأعداء بعزم وإرادَة ووعي وبصيرة ليس لها مثيل”.
ويضيف الحرازي في حديثة لصحيفة “المسيرة” أن “من أسرار نجاح المشروع القرآني في اليمن، وتغلبه على كافة التحديات والصعاب التي سلطها الأعداء لمحاولة عرقلته وإفشاله، أن قائده المؤسّس كان من أول الشهداء في الحرب الأولى بعد أن قدَّمَ كَامِلَ الأُسُسِ الفكرية والمنهجية وثَبَّتَ أعمدة المسيرة القرآنية ورسَّخها في نفوس أتباعه ومحبيه، بل وسقاها بدمائه الزكية”.
ويواصل: “كما هو الشهيد الصماد الذي قدّم الصورةَ الحقيقية المجسدة لرجل المسؤولية ورجل الدولة وجندي الله المجاهد في كُـلّ الميادين والجبهات، فكان خير رئيس عرفته اليمن والمنطقة بشكل عام، وشق بسيرته وسلوكه وحركته الطريق لمن هم من بعده؛ ليكملوا مشوار بناء الدولة، ومداميكها، عبر الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”.
ويتابع: “هؤلاء القادة العظماء تركوا آثاراً عظيمة في وعي الشعب اليمني بشكل عام، وفي وعي المجاهدين بشكل خاص، وكان لهم بصماتٌ إيمانيةٌ وجهاديةٌ لا تُنسى، بل تحوّلت إلى ثروةٍ فكرية وثقافية توقد وهج المشروع القرآني وتقدم له الوقود اللازم للوصول إلى الأهداف القرآنية السامية النبيلة، وهداية أبناء الأُمَّــة وحمايتهم من الضلال والانحراف عن شرع الله”.
خيرُ جيلٍ على الأرض:
بدوره يقول وسيم سعد المطري: إنه “منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع عن بطولات الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- وعظيم مشروعه القرآني ومسيرته الجهادية وكيف استشهد؟ ومن أجل ماذا قدم روحه الزكية؟ وإلى ماذا كان يدعو الناس؟ وكيف ثبت وصمد في مواجهة كُـلّ الضغوطات والتهديدات، والدعايات، والشائعات، وكلّ أنواع التحريف والتضليل للناس ومحاولات حرفهم عن عظيم مشروعه الهادي إلى الحق القويم، ولماذا قامت كُـلّ الحروب الست على محافظة صعدة، وتجلت لنا الإجابات وتكشفت الأسباب، وتطورت الأحداث، إلى أن كشف الأمريكي النقاب عن نفسه وأدواته من الخونة والعملاء، في الداخل وكيف يديرهم ويحركهم وفقاً لتنفيذ مشاريعه وأجنداته ومخطّطاته المستهدفة للأُمَّـة في دينها وقيمها ومبادئها”.
ويُشيرُ إلى أنه “لولا جهودُ الشهداء القادة، وثبات وصمود شعبنا اليمني، لَمَا كانت اليمن اليوم تقفُ في وجه العالم بكل شموخ وعزة وقوة، وتقولُ لا في وجه الكيان الصهيوني والاستكبار الأمريكي البريطاني في البحر”.
ويضيف المطري في حديثه لـ “المسيرة”: “قاداتُنا وَشهداؤنا، رسموا لنا الدربَ وأمَّنوا الطريق، وجهَّزوا لنا الخططَ والعدة والعتاد، وما يحقّقه شعبُنا اليمني العظيم من صمود واستبسال في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ منذ 9 أعوام، ليس سوى ثمرة من ثمار دمائهم وأرواحِهم وفكرِهم ووعيِهم الجهادي”، معتبرًا كُـلّ ذلك مكسبًا من مكاسبهم وثمرة من ثمار أشجار صبرهم ووعيهم المروية بدمائهم الغزيرة.
ويتابع المطري: “جيلنا القرآني اليوم هو مكسب من مكاسب تضحيات شهدائنا، ومن يتأمل في تفاصيل حياة هذا الجيل اليماني المجاهد العظيم، يلمس أثر وفاعلية الشهداء القادة، ووعيهم وفكرهم، وتحَرّكهم، حتى يكاد أحدنا القول لم يغب عنا الشهيد حسين بدرالدين الحوثي، ولم يغب عنا الشهيد الصماد، بل زادوا حضوراً وتوهجاً في واقعنا الجهادي واستشعار شعبنا للمسؤولية”.
من جانبه يقول حامس محمد القفر: إن “مكانة الشهداء في قلوبنا وقلوب شعبنا اليمني مقدسة وعظيمة وفي أعلى وأرفع مكان، ولم ينل ما نالوه سوى الأنبياء والرسل والصالحين؛ فهم العظماء الأحرار في زماننا، وبدمائهم وصدق تجارتهم المربحة مع الله، وصدق بيعتهم منه، وشرائه منهم، قدموا لنا النور في مرحلة الظلام الدامس، وزرعوا لنا الأمل في مرحلة كاد للإحباط واليأس الفتك بشعوب أمتنا، والانتصارات، في زمن الانكسارات، والتبعية والتطبيع والوصاية الخارجية”.
ويضيف القفر في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “من يريد معرفة مكانة الشهداء اليوم، سيجدها متجلية وواضحة في المواقف المشرفة والعظيمة لشعبنا اليمني، تجاه القضية الفلسطينية، والانتصارات الكبرى التي يحقّقها الجيش اليمني في البحر والبر والجو، وفي صناعاتنا الحربية وتطورها وتحديثها، وتعاظم قدراتها الدفاعية والهجومية، بل وفي مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والثقافية، والفكرية، والاقتصادية”.
ويشير القفر إلى أن حركة الشهداء، وتضحياتهم، وآثارها، تقود الشعوب والأمم نحو القوة والتمكين والحرية والاستقلال، وتحقيق الأمن والاستقرار، وينتهي فيه الظلم والقهر والفساد ويتحقّق العدل والإنصاف، وأي شعب من الشعوب يتحَرّك للجهاد في سبيل الله والذود عن المستضعفين فيه، ومواجهة الغزاة والمحتلّين، مكتوب له الغلبة والنصر، ومكتوب لقيمه ومبادئه وثقافته الظهور والانتشار والتوسع، ولنا من المشروع القرآني خير دليل، فكم في هذا العالم اليوم من يردّد شعار الصرخة في وجوه المستكبرين، وكم من الأحرار في هذا العالم، ينظرون إلى شعبنا اليمني وقيادتنا الربانية الحكيمة بنظرة إعجاب وإعزاز وتقدير، وَكُـلّ هذه الثمار هي من مكاسب دماء الشهداء، وما سطَّرَه لنا الشهداءُ القادة”.
بكيل أحمد مناخة يقول: “منزلةُ الشهداء بشكل عام عند شعوبهم مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بآثارهم وما حقّقوه وقدموه للأُمَّـة، والشهداء القادة في اليمن ومحور المقاومة قدموا لنا الكثير من الفكر القرآني والثقافي والسياسي والعسكري المرتبط بالقرآن الكريم، الذي هو كتاب هداية، وكتابُ رحمة، وكتاب عزة، وكانت دماؤهم الزكية وقوداً للشعوب لتستمر في خوض جهادها للمستكبرين ومقارعتهم والدفاع عن حرية وكرامة ومقدرات شعوبهم”.
ويضيف أن “اليمن بعد 9 أعوام من العدوان والحصار تخرُجُ منتصرةً وقوية ودولةً يعملُ لها الأعداء ألف حساب، وهذا بفضل دماء الشهداء، وارتباط الشعب اليمني بهم وبنهجهم المقدس”.
ويتابع مناخة لـ “المسيرة” أن “الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- بنى أُمَّـة وسلّحها بوعي قرآني أثبتت الأحداثُ فاعليتَه وأثره العظيم في استنهاض الأُمَّــة وشعوبها والشعب اليمني نموذجاً، بل قدَّمَ للعالم الإسلامي نموذجاً يمكنُ البناءُ عليه لعودة الأُمَّــة إلى دينها وقرآنها في صراعها مع الأعداء، كما هي دماء الشهداء القادة في فلسطين ولبنان والعراق وإيران وسوريا، ولها أثرها في تقوية وتعاظم قدرات محور المقاومة”.
وعن الشهيدِ الصماد يقول مناخة: إن “الصماد أعاد للشعب اليمني الأملَ وعزَّزَ لديه الثقةَ بالله وبثورية الحادي والعشرين من سبتمبر وقيادتها الربانية، ومشروعها القرآني الولَّاد بالقيادات المماثلة للرئيس الحمدي، والشهيد الرئيس الصماد، وقدرتهم في بناء الدولة، بروح مسؤولة قلَّ نظيرُها”.