الموقفُ الذي تجاوز الحساباتِ السياسيةَ والدبلوماسيةَ نصرةً لغزة
أحمد عبدالله الرازحي
منذُ بدء الحرب والعدوان على غزة ظهر الموقفُ اليمني كموقفِ أبناء غزة وفلسطين الذين يتعرضون للعدوان والحصار، فالمقاومة ومواجهة العدوّ الإسرائيلي هي الموقف الطبيعي لهم، الجديرُ بالذكر أن الموقف اليمني الذي قلل منهُ البعض من المطبعين والمنبطحين للسياسة الأمريكية تجلى واتّضح مع الأيّام بشكلٍ لا غبار عليه، وأنهُ الموقف المُحِقُّ والمؤثِّرُ، وَأَيْـضاً الموقف الوحيد المُغاير لمواقف الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية والدولية، التي منها ما ناصر غزة بالخروج بالمظاهرات، والبعض من الممالك العربية تآمرت على غزة وفلسطين، والبعض تندّد بأدنى عبارات التنديد، وكُلٌّ اختار لهُ الموقف الذي أراد أن يقومَ به تجاه العدوان والحصار على غزة.
الموقفُ اليمني والقيادة اليمنية التي ظهرت من اليوم الأول في العدوان على غزة، بموقف مُشرف تجاوز كُـلّ الحسابات السياسية والدبلوماسية إلى موقف عملي شعبي وسياسي وعسكري تضامنًا ونصرةً ووقوفًا جنبًا إلى جنب مع غزة، وَمن عمق المعاناة برز اليمن بالموقف العسكري المُشرف وفي عمق المعركة الفلسطينية اليوم مع الكيان الإسرائيلي المحتلّ..
كلّ المواقف تجاه غزة سواءٌ أكانت مع غزة أَو ضدها، كلها مواقف قُدمت بعد وضعها في إطار الحسابات السياسية والدبلوماسية، فكانت مواقف وبيانات باردة، ومواقف لا أثر لها في ما يحصل من عدوان وحصار ومعاناة في غزة وفلسطين..
ورغم الإغراءات التي بعث بها وَقدمها الأمريكي والبريطاني لقيادة اليمن السياسية ممثلة بالسيد القائد/ عبدالملك الحوثي، وحكومة صنعاء ممثلة بالرئيس/ مهدي المشاط، كعروض مغرية بوقف الحرب والحصار على اليمن وصرف المرتبات ودعم الاقتصاد اليمني مُقابل أن يوقف اليمن استهداف السفن والبوارج الحربية الأمريكية الإسرائيلية لما لها من تأثيرات اقتصادية على أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، ولكن هذه الإغراءات الأمريكية لليمن قوبلت بالرفض اليمني قيادةً وشعبًا، واستمر اليمن في معركته البحرية إسنادًا لغزة وفلسطين، وبالطريقة الخطأ كرّر الأمريكي والبريطاني تدخلهم لإنقاذ “إسرائيل” من ضربات اليمن في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب ليحل محل الإغراءات التهديد والوعيد بإنشاء وتجييش حلف أمريكي بريطاني إسرائيلي لشن هجمات على اليمن، وبالفعل تعرض اليمن لغارات أمريكية بريطانية، ولم يتوقف اليمن عن مناصرة غزة وفشل التحالف الذي قادتهُ أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” ضد اليمن، وباتت الضربات اليمنية تنال السفن الأمريكية وَالبريطانية بعد أن كانت حكرًا لاستهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها..
بعد هذا الموقف اليمني القوي والشجاع المُتفرد في نصرة غزة وَالذي تجاوز بهِ الحسابات السياسية والدبلوماسية، تواصل القوات البحرية اليمنية استهداف كُـلّ من اعتدى على غزة وفلسطين واليمن وقدمت التضحيات الكبيرة في خضم معركة (طُـوفان الأقصى) ليتقاسم اليمن مع غزة العدوان والحصار، وكذلك يضرب اليمن ويمنع مرور السفن الأمريكية وَالبريطانية وَالإسرائيلية من المرور في البحرين الأحمر والعربي وهذا الموقف الذي لم تتوقعهُ أمريكا ولا العالم أجمع، اليمن الذي تعرض لعدوان سعوديّ أمريكي عالمي لأكثر من 9 سنوات يدخل أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” في أزمة اقتصادية كبرى عبر استهداف السفن والبوارج التابعة لهما والذي لم يسبق لهذا الحدث مثيلٌ عبر التأريخ إلا ما ندر، ولم يكن بحجم الموقف اليوم الذي به فرض اليمن معادلات لم تفرض من قبل في تأريخ احتلال “إسرائيل” لأرض فلسطين، وكما قدم اليمن المفاجآت والقدرات العسكرية اليمنية واستخدمها نصرةً لغزة سيقدم ما هو أكبر، وأصبح اليوم بفضل الله وقيادته الحكيمة وشعبه الأصيل يستهدف السفن الأمريكية البريطانية ويغرقها بلا تردّد ويسقط الطائرات الأمريكية على السواحل البحرية اليمنية، وقادم الأيّام مليء بالمفاجآت، وإنّ غداً لناظرهِ قريبٌ.