فلسطينُ.. تحتَ وطأة عدوٍّ غربي مجرم وموقفٍ عربي منافق

 

عبدالحكيم عامر

تعاني فلسطين منذ عقودٍ من الاحتلال والقمع من الاحتلال الإسرائيلي، وتواجه تحدياتٍ كبيرة في سعيها لتحقيق الحرية وطرد الاحتلال، ومن بين هذه التحديات، هناك ثنائي شر مجرم ومنافق يؤثر سلبًا على قضية فلسطين، هذه التحديات الموقف الغربي المجرم، والموقف العربي المنافق المهادن، إذَا تمكّنت فلسطين من الصمود والثبات أمام هذه التحديات، فَــإنَّها ستتمكّن من تحقيق النصر وتحقيق حقوقها المشروعة.

 

الموقفُ الغربي الإجرامي:

يعتبر الموقف الغربي الإجرامي من فلسطين واحدًا من أخطر العوامل التي تعرقل تحقيق وجود دولة إسرائيلية، فالدعم الغربي المفرط للاحتلال الإسرائيلي، ويمثل هذا الدعم تهديدًا حقيقيًّا لعدم تحقيق فلسطين من الاستقلال، ويتمثل هذا الدعم في تزويد العدوّ الإسرائيلي بالمساعدات العسكرية والسياسية، والتجاهل المتعمد لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادات الجماعية على الشعب الفلسطيني، وإن هذا التحيز الواضح يعطي العدوّ الإسرائيلي حصانةً لمواصلة سياساتها الإجرامية.

 

موقف عربي منافق ومهادن:

يشكل الموقف العربي المنافق والمهادن من فلسطين عاملًا آخر يؤثر سلبًا على قضيتها العادلة؛ فالتواطؤ التطبيعي الرسمي للدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي تفضل إصدار البيانات الفارغة على التحَرّك العملي الفعلي لصالح فلسطين، وكما أن أغلبية الأنظمة العربية والإسلامية اليوم تبدو وكأنها مغيبة عن هذه الحقيقة وصارت أحداث غزة خارج أولوياتها وتخدرت بالعمليات الخداعية للصهاينة والأمريكان، وأنها الأولوية إلى حَــدّ كبير لعلاقاتها مع الغرب على وقف المجازر والإبادات الجماعية بحق أبناء فلسطين، وكما أن بعض الأنظمة العربية تقوم بالتواطؤ والعمل بكل جدٍ لإعانة ودعم العدوّ الإسرائيلي وإمدَاده بالبضائع وفتح له الطرق؛ مِن أجل إنقاذه من الحصار المطبق عليه من البحار بواسطة اليمن الذي تحَرّك وانتفض بكل قوته قيادة وجيشاً وشعباً معلناً الحرب والنفير العام ضد العدوّ الإسرائيلي؛ مِن أجل وقف العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وكان يتعين على الحكومات العربية أن تأخذ موقفًا حازمًا وتعمل على توحيد جهودها لدعم الشعب الفلسطيني والتضامن مع قضيتهم العادلة.

وفي الأخير، لن يتحقّق للعدو الإسرائيلي المجرم ولا للموقف الغربي الداعم للمحتلّ في كُـلّ جرائمه على الشعب الفلسطيني، ولا حتى للموقف العربي المطبع المنافق والصامت والمهادن والمتواطئ مع المحتلّ الإسرائيلي ودعمه، ما يريدون طالما هناك أحرار في هذا العالم فقريباً ربما تنصدم شعوبُ العالم بأحداث كبرى قد تنزلقُ معها المنطقةُ في أتون حربٍ شاملة لا تبقي ولا تذر خَاصَّة وأن الطرفَين يسعيان للتصعيد.

وأمام هذا الإجرام من قِبل العدوّ الإسرائيلي وأمام الموقف الغربي الإجرامي الداعم لكل هذه الجرائم على أبناء فلسطين في غزة وأمام الموقف العربي المخزي والمطبع والذليل والصامت أمام ما يحصل من إجرام على إخوانهم من أبناء فلسطين، بل عملوا على إعانة العدوّ المجرم الإسرائيلي بكل ما يستطيعون، فَــإنَّ محور المقاومة هو المعول عليه والحل الصحيح هو مواجهة وردع العدوّ الإسرائيلي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com