المشروعُ القرآني طريقُ العودة إلى الصراط المستقيم

 

علي عبد الرحمن الموشكي

بعد أن تاهت الأُمَّــة وانحرفت وضاعت بين طرق متعددة جميعها توصل إلى ضلال وتدجين وذلة وخنوع للانفتاح الأهوج والانغلاق الأعمى، غيبت المنهجية والمنطق والتحَرّك والقول القرآني الصادق، وأصبحت الأُمَّــة في ضلال وانحراف وزيغ فكري وثقافي صنعت أجيالًا وأمة بعيدة كُـلّ البُعد عن المنهجية القرآنية، لا تستطيع أن تسكت أبواق الباطل ولا أن تقيم حَقًّا وتزهق باطلًا، وأمم وشعوب تزهق أرواحها على يد أعداء البشرية اليهود والنصارى.

والمنطقة العربية كانت وما زالت هي ميدان التجارب الدموية والسياسات والخطط الإجرامية، حقلاً لتجارب أعداء الله، وأصبحت الأنظمة العربية تساق كقطيعٍ من الأغنام بيد الولايات المتحدة الأمريكية، واستهدف الوطن العربي بالتكفيريين من الصناعة الأمريكية الذي أزهقوا أرواح الأبرياء؛ بهَدفِ زعزعة أمن الدول العربية والتشوية للإسلام والمسلمين، وجعل العرب يبادون بصورة جماعية إما بالذبح أَو المفخخات بانتحاريين غسلت أدمغتهم بأفكار منحرفة محسوبة على الإسلام، وأصبح المسلم إنسانًا إرهابيًا في كُـلّ دول العالم؛ وذلك لأَنَّ الصهيونية العالمية تحَرّكت في تنفيذ خططها التدميرية وبهدف التشويه للإسلام وزعزعة وتفريق وحدة صف الأُمَّــة العربية ولقد كانت نجحت في ذلك بنسبة كبيرة وما زالت.

ولقد قيم الواقع من ذوي الألباب الأطهار العظماء الذين لم يخترقوا بثقافة الباطل والزيف الفكري والانحلال الأخلاقي، وذلك برعاية الله وتأييده وتحَرّكوا منذ الوهلة الأولى لتصحيح الانحراف الثقافي في واقع الأُمَّــة، بدءاً من العالم الرباني السيد/ بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، الذي تحَرّك في مقارعة الضلال الفكري للوهَّـابية ورد وفند الشبهات وفسّر القرآن الكريم بصورة ميسرة، وبنى وأهّل عَلَمَين جليلين، الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، والذي تربى تربية قرآنية وتنور بالنور القرآني ودرس الحركات الدينية المحسوبة على الإسلام ووضح حقيقتها وقيم الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري والزراعي والتنموي للعالم العربي والإسلامي ورسم الخطوات القرآنية الصحيحة التي تخرج الأُمَّــة من الظلمات إلى النور، وحدّد عدوَّ البشرية والإنسانية وكيفية مواجهته وأوضح الطريقَ وفق مشروع قرآني، ولكن معرفة الأعداء من أهل الضلال لهذا المشروع جعلهم يتحَرّكون مسارعين في تنفيذ خططهم الإجرامية في حق المشروع القرآني وأتباع المشروع القرآني بسلسلة من الجرائم التي أَدَّت إلى ملاحقة هذا الرجل الإلهي في القول والفعل إلى (جرف سلمان) الذي لجأ إليه متحصناً من ضربات البارجات الحربية الأمريكية من البحر الأحمر، والزحوف العسكرية بألوية تحَرّكت بحروب دامية أزهقت الحرث والنسل وملأت السجون بأتباع المشروع القرآني، وحاصرت محافظة صعدة (مران) بحصار لم يسبق له على مر التاريخ، إلى أن استشهد في هذه الحرب علم من آل بيت رسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.

ولقد هيأ الله للأُمَّـة العربية والإسلامية علم من أعلام آل البيت -عليهم السلام- سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وعلى الأُمَّــة العربية والإسلامية أن تدرك اليوم حقيقة أن طريق العودة إلى الصراط المستقيم، من بين كُـلّ مفترقات الطرق أصبح بيّنًا، وهذا ما أثبته الواقع اليوم من ضلال وانحراف وخنوع وذلة وضعف وسكون وتنازل عن المبادئ والقيم القرآنية وعن القضايا الإسلامية قضية كُـلّ عربي فلسطين (غزة)، لم تحَرّك ضمائرهم أية مجازر ولا أي صراخ وبكاء الأطفال والنساء والكهول، ولكن معيار الصراط المستقيم متجلٍّ في منهجية المشروع القرآني من خلال الصرخة في وجه المستكبرين والتحَرّك الشعبي الواسع بالمسيرات والوقفات والتدريب الشعبي الواسع للتحَرّك في مواجهة المشروع الصهيوني في العالم، واتِّخاذ كافة الأعمال الجهادية التي بوسع القيادة القرآنية اتِّخاذها من ضربات إلى العدوّ الإسرائيلي وقطع طريق الإمدَاد إليه ومواجهة ثلاثي الشر أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وأن الشعوبَ العربية لا بُـدَّ لها من العودة إلى الطريق المستقيم المتجلي والواضح منهجية الله المشروع القرآني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com