رفحُ شريان الحياة تُهَدَّدُ بالتصعيد فأين النخوة الإسلامية؟!
فضل فارس
بعد مئة يوم من الدمار والمجازر النازية والفاشية التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي في قطاع غزة وذلك على مرأى ومسمع العالم الصامت وَالمنافق.
هَـا هو اليوم العدوّ الإسرائيلي الغاصب والمحتلّ بعد كُـلّ تلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وبهدف تعويض الفشل العسكري الذي مني به في قطاع غزة يهدّد ويتوعد باقتحام مدينة رفح الحدودية.
رفح هي تلك البلدة الحدودية الصغيرة في أقاصي قطاع غزة المكلومة وهي بموضعها المحاصر من أربع جهات، من اليمين فلسطين المحتلّة ومن اليسار البحر المتوسط ومن الخلف سيناء المصرية أما من الأمام فالعدوّ الإسرائيلي بفاشيته التي لا توصف، تعتبر اليوم المأوى وَالملجأ الوحيد لمليون ونصف المليون من الفلسطينيين النازحين من ذلك الإجرام المنقطع النضير الممارس بحقهم في قطاع غزة.
العدوّ الإسرائيلي الغاصب والمحتلّ عندما يلمح أَو يتوعد باقتحام هذه البلدة المزحومة بكل هؤلاء المشردين قسراً ووجعاً وجوعًا من منازلهم في القطاع والضفة وكلّ المناطق الغارقة في التصعيد فَــإنَّه يهدّد بافتعال أكبر مجزرة وذلك غير مستبعد منه في القرن الواحد والعشرين.
العدوّ الإسرائيلي بسياسته الإجرامية الداعية إلى تطهير عرقي للمجتمع المسلم، هو ذاك المستعمر النازي بقواعد اللوبي الصهيوني من ٧٥ عاماً للأراضي الفلسطينية العربية والإسلامية، هو ذلك الناقض للعهود المرتكب أبشع الجرائم الجماعية بحق العربي المسلم.
على العموم في مثل هذا الموضع وخُصُوصاً وأبناء ونازلو مدينة رفح والتي قد تجمع فيها مئات الآلاف من أبناء فلسطين يهدّدون وقد يتعرضون في أي وقت لأبشع مجزرة في التاريخ البشري، وذلك قد يحصل وخُصُوصاً بعد التلميح من البيت الأبيض لإدارة واشنطن وعلى لسان رئيسها الْخَرِف أَيْـضاً في تصريحه الأخير وَالذي تعكس مضمونه سياسَاتها الإجرامية نص التصريح “يجب أن لا تمضيَ “إسرائيل” في العملية العسكرية برفح دون وجود خطة لتأمين سلامة المدنيين، حيثُ إنه لا يمكننا تأكيد مقتل مدنيين في رفح”..
ليس هناك مسوغ قد يتعذر به أَو يتحجج به أي نظام أَو إنسان عربي وإسلامي فيما يخص حماية هذه البلدة المكتظة بالنازحين من منازلهم جراء التصعيد، ليس هناك مجالٌ للتهرب وَالتنصل عن المسؤولية التي حمّلها اللهُ كُـلَّ مسلم في التعاضد لحماية هؤلاء المسلمين وَالمهدّدين بالإبادة.
على الجميع المجتمعات العربية والإسلامية، أنظمة هذه الأُمَّــة بالدرجة الأولى أن تتحَرَّكَ بجَدٍّ وبمسؤولية كبيرة لتقفَ بموقفٍ قوي يوقفُ تلك النازيةَ وذلك التوغُّلَ المهدّد لتلك البلدة الحدودية.
لا يكفي الشجب والتنديد فقط تجاه ذلك الذي يحصل كما أن على جمهورية مصر العربية -الجارة لفلسطين والتي لها الحق في ذلك المعبر؛ كونه امتدادًا عربيًّا وأمنًا قوميًّا- المسؤولية الكبيرة في إيقاف ذلك الاجتياح وعدم السماح بذلك، والجميع من أحرار هذه الأُمَّــة سيكونون إلى جانبها وجانب شعبها إن حدَثَ أي تداخل إسرائيلي أَو ردود أفعال معاكسة.