ما وراء الاغتيالات المتكرِّرة لمرتزقة العدوان في القاهرة؟
المسيرة – هاني أحمد علي
على مدى السنوات الماضية كانت العاصمةُ المصرية القاهرةُ، مسرحاً للعشرات من عمليات الاغتيالات والتصفية السياسية التي طالت مسؤولين مرتزِقةً موالين لتحالف العدوان السعوديّ الإماراتي.
وتعتبر حادثةُ مقتل القيادي العسكري المرتزِق والذي يشغل منصبَ ما يسمى “دائرة التصنيع الحربي” في حكومة الفنادق، حسن بن جلال العبيدي، أحدث هذه العمليات، فقد عثرت الشرطة المصرية على جثته مقتولاً داخل شقته بالقاهرة، وهو مكبل اليدين والقدمين، في ظروف غامضة تضع حولها الكثير من علامات الاستفهام.
وتعددت الروايات حول مقتل المرتزِق العبيدي، فالسلطات الأمنية المصرية قالت: إنه تعرض للقتل من قبل عصابة مصرية، بدافع السرقة مع التلميح إلى تورطه بأعمال مخلة بالآداب عبر استضافة فتيات داخل شقته، حَيثُ نشروا مكالمة صوتية له يتحدث عن ملاحقته من قبل المرتزِق سلطان العرادة، منتحل صفة محافظ مأرب المحتلّة؛ الأمرُ الذي يؤكّـد أن الجريمةَ سياسية بامتيَاز.
وبحسب تسجيل صوتي تداوله عشرات الناشطين، أمس، فقد أشار القيادي الموالي للعدوان “بن جلال”، إلى أن المرتزِق سلطان العرادة رفض اعتماد حتى مليون ريال لدائرته، وأنه يسعى للتخلص منه على خلفية تشكيله حراك القبائل في مأرب ضد الجرعة الأخيرة التي تصر حكومة المرتزِقة على فرضها بالقوة ورفع أسعار المشتقات النفطية، متهماً العرادة بتحويل أموال كبيرة إلى تركيا.
وجاء نشر هذه التسجيلات بعد أَيَّـام على وصول المرتزِق العبيدي إليها قادماً من مأرب، وسط إعلان السلطات عدم وجود بصمات واختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة؛ وهو ما يثير شكوكاً واسعة حول حيثيات وملابسات الاغتيال.
ومنذ الوهلة الأولى لإعلان السلطات المصرية مقتل القيادي العسكري المرتزِق “بن جلال” وجَّهَ مراقبون سياسيون وناشطون يمنيون، أصابع الاتّهام إلى المخابرات الإماراتية بالوقوف وراء الجريمة؛ باعتباره أحد القادة العسكريين الموالين للتشكيلات المرتزِقة المحسوبة على الاحتلال السعوديّ والتي تتحَرّك في المناطق المحكومة من قبل حزب الإصلاح، كما سبق لأبوظبي التورط رسميًّا في تجنيد مرتزِقة أمريكيين لتنفيذ اغتيالات للعشرات من السياسيين والعسكريين والأمنيين وخطباء وأئمة المساجد المناهضين لها، حسب اعترافات المرتزِقة لقناة (BBC) البريطانية، الشهر المنصرم.
حادثة اغتيال “العبيدي” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تشهدها القاهرة، في ظل تصاعد التوتر بين أدوات ومرتزِقة تحالف العدوان والاحتلال، حَيثُ دفعت جرائم القتل والتصفية التي طالت عشرات المسؤولين والقيادات المرتزِقة، إلى عمليات فرار واسعة من القاهرة باتّجاه تركيا وعواصمَ أُخرى، بعد انعدام الأمن فيها، كما سهَّلَ تهاوي النظام المصري والاقتصاد هناك، عملَ المخابرات الإماراتية وأذرعها بتنفيذ اغتيالات واسعة في صفوف القيادات اليمنية المرتزِقة المناهضين لها.
وهنا كان لا بُـدَّ من التذكير ببعض الشخصيات اليمنية التي تم تصفيتها في العاصمة المصرية القاهرة خلال السنوات الماضية:
2016 مقتل الباحثة اليمنية “منى مفتاح” التي عُثر على جثتها متفحمةً في مسكن كانت تستأجره جنوبي القاهرة.
2019 مقتل المواطن الدكتور “نجيب محمد طاهر” والذي اغتيل خنقاً في شقته بالقاهرة.
2019 تصفية اللواء المرتزِق “عبد القادر العمودي” منتحل صفة نائب وزير دفاع حكومة الفنادق، وذلك بعد أن لقي مصرعه دهساً في منطقة فيصل جنوبي العاصمة المصرية القاهرة.
2021 عملية دهس عضو مجلس الشورى “صالح عبدالله النخعي” توفي على إثرها بأحد مستشفيات القاهرة.
2021 وفاة منتحل صفة عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الإنسان في حكومة المرتزِقة “مراد الغارتي” بظروف غامضة في القاهرة.
2022 وفاة عضو مجلسَي الشورى والنواب ووزير الأوقاف الأسبق “ناصر الشيباني” في العاصمة المصرية القاهرة.
2022 وفاة الصحفي والباحث اليمني “مهيب زوى” نتيجة حادث مروري في العاصمة المصرية القاهرة.
2023 تصفية منتحل صفة عضو المحكمة العليا بحكومة الفنادق “فهيم الحضرمي” في شقته بالقاهرة بعد أن عُثر عليه آثار التعذيب والضرب.
2023 وفاة منتحل صفة مستشار وزير داخلية حكومة المرتزِقة “عبدالله علي صالح طرموم الدياني” بظروف غامضة في أحد مستشفيات القاهرة.
2023 وفاة اللواء الركن “عبد العزيز حسين الذهب” نائب رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق في القاهرة.
2023 وفاة الصحفي اليمني الموالي للعدوان “عبدالله هاشم الحضرمي” رئيس تحرير صحيفة “اليمن اليوم” بظروف غامضة بالقاهرة.
2024 تصفية اللواء المرتزِق حسن صالح جلال العبيدي، مدير ما يسمى دائرة التصنيع الحربي، في وزارة دفاع الفنادق بعد تقييده وتعرضه لعدة طعنات متفرقة على جسمه.
2024 لقي ضابط يمني مصرعه في ظروف غامضة بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد يومين من اغتيال القيادي العسكري المرتزِق “بن جلال”، حَيثُ أفادت وسائل إعلامية، أمس الثلاثاء، بأن المدعو “علي حسن عبدالرحمن الشرفي” والذي ينتحلُ رتبةَ عميد في الأمن السياسي التابع لحكومة المرتزِقة، وقد توفي أثناء توقيفه في قسم شرطة شبرا بالقاهرة؛ وهو ما سبب صدمة كبيرة في أوساط أسرته وأصدقائه الذين طالبوا السلطات المصرية بالتحقيق في ملابسات الجريمة، في حين أن الملابسات الأولية لا تستبعد وجود عامل من عوامل الصراع الصامت بين أوساط المرتزِقة.