التصنيفُ بالتصنيف كالتصعيد بالتصعيد
محمود المغربي
من الواضح أن السياسةَ الأمريكيةَ باتت تعاني من عُقمٍ في الخيارات وشُحٍّ في الأوراق، وليس في جُعبتها وسائلُ جديدة تتعاملُ بها مع اليمن وإلا لَمَا عادت إلى استخدامِ خيارات وأوراق قديمة ومحروقة للتعامل مع موقف اليمن المحق والشجاع والصادق والرافض للظلم والعدوان والبلطجة الأمريكية.
وكما نشاهد فقد عادت أمريكا إلى استخدامِ القوة والعدوان على اليمن، مع أن أمريكا قد جرَّبت ذلك لمدة ثماني سنوات، مستخدمة كُـلّ ما لديها من قوة وحلفاء وأدوات وهي في قمة مجدها، ولم يكن هناك أحد يستطيع أن يمس لها طرف ومع ذلك فشلت وخسرت وخرجت من المعركة، وقد أصبح الأنصار قوة عسكرية وسياسية ولهم شعبيّة تتجاوز حدود الجغرافية بعد أن كانوا قلة قليلة قبل العدوان الأمريكي السعوديّ عليهم وعلى كُـلّ شبر داخل الوطن.
ومن السخرية أن تعتقد أمريكا -التي فشلت وخسرت في عدوانها السابق وهي متحالفة مع نصف دول العالم ضد اليمن- أن تنجح في عدوانها الجديد، وهي ما هي عليه اليوم وبمساعدة العجوز البريطانية بعد أن رفض الجميع التحالف معها في قضية خاسرة، إلا أُولئك الحمقاء مرتزِقة اليمن من كان لأمريكا تجربة معهم فاشلة، أُولئك العاجزون عن منفعة أنفسهم قد فشلوا في الماضي وهم اليوم أكثر فشلاً وضَعفاً، والاستعانةُ بهم يعد حماقة أكثر من حماقة الاستعانة بالعجوز البريطانية، وعلى أمريكا أن تعلم أن فاقد الشيء لا يُعطِيه.
كما أن أمريكا قد جرَّبت في الماضي استخدامَ ورقة تصنيف الأنصار كإرهابيين وكانت أمريكا أكبر الخاسرين من ذلك التصنيف، لتأتي الإدارة الحالية وتلغي ذلك القرار المخجل، ثم تعود اليوم إليه بعد أربعِ سنوات من إلغائه وهي تدرك أن وصفها للآخرين بالإرهاب هو أكبر وقاحة ودجل وضحك على الذقون، بعد أن أصبح العالم مؤمناً أن أمريكا هي أُمُّ الإرهاب، ولا أحد في هذا العالم يستحق هذا التصنيف وهذا اللقب مثل أمريكا ولا حتى داعش التي صنعتها أمريكا.
وحتى إيقاف المساعدات ورقة قديمة ومستخدَمة من قبل أمريكا ضد اليمن لأكثرَ من مرة، ومن الغباء تجريبُ المجرب، خُصُوصاً على بلد وشعبٍ يمتلك حصانةً ومناعةً ضد كُـلّ ما هو أمريكي، ولديهِ قدرةٌ عجيبةٌ على الصمود والثبات والتكيُّف، وإرادَةُ الحياة والبقاء لديها قوية، يستحيلُ كسرُها، وهو أكثر شعوب الأرض صلابةً وشجاعةً في مواجهة الطغاة والمتغطرسين، وبعبارة أوضح نحن شعبٌ لا يقبُلُ التنمُّــرَ والبلطجة.