التدخُلاتُ الأمريكية والإسرائيلية في البُلدان العربية والإسلامية
خديـجـة المرّي
عدوانٌ بِلا إنسانية ولا مبادئ ولا أخلاق ولا قيم، وسعي في الأرض فساداً، وتدخُل لا مُبرّر لهُ على الإطلاق، وتواطؤ وصمت لا جدوائية منهُ ولا عُذر لهُ من بعض المؤسّسات والأنظمة الدولية، وخُذلانٌ للقضية الفلسطيّنية، وطمسٍ للمُقدسات الدينية، وتدخُلات أمريكية وإسرائيلية في جميع البُلدان العربية والإسلامية، واليمن وفلسطين تشهد هذه الإبادات والحروب العشوائية، والنهاية باتت لصهاينة الغرب والمحتل حتمية وقريبة.
ممّا لا شك فيه أن أمريكا و”إسرائيل” هُما وجهان لِعُملة واحدة، تسعى إلى نشر الرذيلة والفساد، تسعى إلى إهلاك الحرث والنسل في كُـلّ البُلدان، فبالأمس كانت تُجند عُملائها في المنطقة، ولكنها فشلت في كُـلّ ما تقوم به، واليوم نُشاهدها هي من تقود حربًا مُباشرة، وكشفت عن وجهها الأسود، وخبثها وحقدها القائم على مرّ العصور، والحقيقة أن القرآن الكريم قد فضحهم عندما قال عنهم: «وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْـمُفْسِدِين».
فما يجري في الشعوب ومَـا هو حاصل الآن من قتلٍ وحصار وتشريد وإبادة جماعية، هو؛ بسَبِب أمريكا و”إسرائيل”، وتدخُلاتهم القائمة، فعندما نستذكر ما يحصل في هذا العالم من مآس وأوجاع حلت بهذه الأُمَّــة، مَـا هو إلا من مخطّطات أمريكا و”إسرائيل” اللعينة، التي هي رأس الأفعى، فلا تُكاد دولة ولا شعب إلا ونسمع ونُشاهد أمام أعيُننا ما فعلته بها أمريكا، سواءً “الشعب الفلسطيني أَو الشعب اليمني، أَو السوري، وكذلك الشعب العراقي، واللبناني، والشعب المصري، والبحرين.. وو… إلخ)، كم جرائم بشعة فعلتها، وكم هُناك من انتهاكات حاصلة، كم وكم هناك من اغتصابات، وهتكٍ للأعراض، واستهداف للبنى التحتية، وقصف للمنشآت والمدارس والمستشفيات، ولا من مُجيب، غير كُـلّ حُرٍ غيور على أمته ودينه.
فمعركة (طُـوفان الأقصى) كانت هي الرد الأقوى، الذي كشف وجه أمريكا وربيبتها “إسرائيل” وأظهرها على حقيقتها، وإظهار هشاشتها وضعفها، وكذلك العدوان والتصعيد على الشعب اليمني لا يخفى عن أنظار الجميع بأنهُ جُزء أَسَاسي من الدور الأمريكي في العدوان على قِطاع غزّة وليس مُنفصلًا عنهُ أبدًا، لقد وسّعت أمريكا دائرة صراعها في المنطقة؛ لحماية “إسرائيل” ومساندتها، وخسرت بذلك مصالحها وسمعتها بين حُلفائها.
وما زالت أمريكا تُعسكر في البحر الأحمر، بل وتُهدّد أمن المِلاحة الدولية لكل العالم على وجه الخصوصية؛ وذلك خدمةً لـ “إسرائيل”، وحمايتها ودعمها؛ وذلك لاستمراها في ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم الوحشية.
أصبحت أمريكا اليوم تقتل أبناء فلسطين بدمٍ بارد، وتُشردهم من أراضيهم، وتُحاصرهم، وتُجوعهم، وترفض أية مُحاولة لإيصال الغذاء والدواء إليهم، أصبحت أمريكا تدعم “إسرائيل” علنًا، بعد ما كان الدعم سرًا، وتواجهه وتصد وتمنع أي موقف صارم ضدها، فأمريكا هي من تُشارك بقذائفها وصواريخها وقنابلها في كُـلّ الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية بحق أبناء غزّة، وما زالت تُرسل مُساعداتها الكبيرة لـ “إسرائيل” وما زالت تُهدّد وتتوعد كُـلّ من يحاول تقديم المُساعدات لغزّة أَو يقف مع مظلوميتها.
باتت أمريكا تُثبط وتُجمد مواقف كُـلّ الدول التي تُطيعها مع أبناء فلسطين، وباتت تُحشدها وتورطها في حماية “إسرائيل” والمشاركة في جرائمها، وذلك خدمةً لها، ولعلنا نقول إن صح التعبير خوفًا منها، وعجزًا منها في تحقيق أي هدفٍ تضعهُ نصبُ أعيُنها.
أمريكا و”إسرائيل” لا تدخل أي بلد إلّا وتصنع فيه الحُروب، وتضع التنازُعات، تقتحم الأراضي والمزروعات، تقوم بنهب الثروات والمُشتقات، ترتكب أبشع الجرائم والمُحرمات، وتُهدم المُقدسات، تعمل على طمس الدين بعدة مُسميات، وهُنا تُفجر وتضرب، هُنا تُحاصر وتُدمّـر، وهُناك تزرع العبُوات الناسفة، وتأتي بعدها القاصفة والخاطفة، ولكنها فاشلة في رياح العاصفة، حتى وإن روجت لِمشاعر العاطفة.
وكما هو معلوم بأن أمريكا أصدرت قرارها في 16/يناير الماضي بتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية عالمية، وقالت: “إنهُ سيدخل حيز التنفيذ خلال شهر من إصداره، ما لم تُوقف قوات حكومة صنعاء هجماتها في البحر الأحمر، ولكن قُوبل قرارها باللامُبالاة بل وبالاستهجان الواسع لدى شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني وقيادته، فاليمن لن يُبالي بأي تصنيف ولن يرضخ لأمريكا و”إسرائيل”، ولن يزيدهُ ذلك إلاّ ثباتًا على موقفه، وصمودًا فوق صموده وعزمه، وأن كُـلّ قرار تتخذه أمريكا تحت أقدامهم، وما زادهم هذا التصنيف إلا قوة وصلابة لا تُقهر، فالشعب اليمني مُستمرّ في دعمه وإسناده مع الشعب الفلسطيني، كما يُؤكّـد دعمه وإسناده للقوات المسلحة في عملياتها العسكرية ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، فكلما صعدت أمريكا في عدوانها وتدخُلاتها، زاد الشعب اليمني ومحور المقاومة تصعيدًا أقوى، وردًا حاسماً، والقادم أشدُّ وأعظم.