من أين أتى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله-

 

الشيخ موسى المعافى *

إنَّ من أعظمِ نِعَمِ الله علينا في هذا العصر بعدَ القرآن الكريم هي نعمةُ السيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- فمِن أين أتانا؟

من أين أتانا -عليه السلام-؟!

لا من راح -أتى– وريحان.

ولا من رفاهية قصور محاطة بأشجار ذات أفنان..

ولا من حياة أبهة وزخارف ولمعان..

بل أتى من حياة ملؤها التضحيات..

وأيام تزدحم بها من حوله المآسي وَالنكبات..

وليال من معاني الفرح مجدبات..

أتى من سويداء مشاهد الأسى بكربلاء..

من صرخة جَدِّه الحسين -عليه السلام- بهيهاتِ منا الذلة بوجوهِ الأدعياء.

أتى من لوعات السيدة زينب وبنات المصطفى خاتم رسل الله والأنبياء -عليه وعليهم أفضل صلوات الله وأزكى التسليم.

أتى وعداً من العظيم الذي لا يخلف الميعاد في الآية 69 من سورة العنكبوت..

أتى من كُـلّ ذلك حتى يظل النبض في قلب إسلامنا ولا يموت..

وحتى يتمَّ اللهُ نورَه ويُعلِيَ كلمتَه..

نعم أتى..

أتى بلسم هدى تبرد به الأحزان..

ونور قرآن دعت به أقذار الغفلة والأدران..

ودعوة رشد توحد به الأوطان..

أتى -عليه السلام- اعتذاراً رُفعت به الضغائن..

وَكنزاً ثميناً حرّرت به من أَسْرِ ضلالِها الرهائن..

ويد حب وإخلاص نحرت بها الثارات والعداوات والملاعن..

أتى بإذن الله صوتاً امتلك جمالُه الأسماع..

وَقوةَ حجّـة أحسنت لذوي الألباب الإركاع..

وهمةَ زارع للمودة حرث أُلفةً فخطف إبداعَ عمله المقتدين به من الزراع..

وحاصداً أتى يستأصل العداوة والغل وحب التملك والجشع والأطماع..

وأتى شاكراً يستوجب من ربه المزيد والمزيد..

وَمؤمناً تقياً ورعاً يلين بين يديه فولاذ المستحيل والحديد..

وناصحاً أميناً يستحق الألفة قسمة ونصيباً من الله في قلوب العبيد..

ومؤنساً يذهب الوحشة.. بأُسلُـوب فريد..

وسيداً لفصل الخطاب والقول السديد..

أتى من سورة الضحى غنياً عن كُـلّ من سوى الكريم المتعال..

ومن سورة الأحزاب من المؤمنين أُمَّـة كلها أصدق رجال..

وأتى من سورة الفرقان (وعباد الرحمن.. فاختزلَ في أعماقه أسمى وأرقى الصفات وَالخصال)..

أتى وحين أتى كشف الله بكم الحقائق..

واستبان المناضل الوطني الغيور مُجَـرّد حقير خائن عميل مرتزِق منافق..

وسقطت الأقنعةُ لترى عيون بصائرنا أن قويَّ الأمس الأمين لم يكن سوى مُجَـرّد ضعيف أمام أهوائه وَسارق حاذق..

أتى السيد القائد، وَها أنتم يا سيدي القائد اليوم لمنامات قوى الشر تؤرقون..

وللكيان الغاصب بكل أراضي أمتنا الفلسطينية المحتلّة بنيران نصرتكم للمستضعفين هنالك تستهدفون.

وبينه وبين مؤنه وإمدَاداته القادمة من البحرين الأحمر والعربي تحولون..

وَها هي يمنكم التي لم تكن تعرف في معظم دول العالم صارت حديثَ فخر عذب لكل سكان المعمورة، ومنه لا يملون ولا يكلون..

ديارُكم اليمانية يا قائد الثورة المباركة، ودياركم لا سواها من بين كُـلّ الدول العربية والإسلامية هي التي في كُـلّ يوم تمتلئ بشعبها الميادين والساحات..

وَتكتظ بشبابها وَأسودها مراكز التدريب والمعسكرات..

(الوفاء ما تغير.. عهد الأحرار باقي..) تردّدها سيول جماهير شعب اليمن الهادرة بوقفاتها المُستمرّة والمسيرات..

في أُمَّـة قائدها أبو جبريل في كُـلّ يوم تضطرم نيران الغضب وَتتواصل ليوم المواجهة الكبرى مع قوى الطاغوت الأكبر الاستعدادات.

وهنا لتسمحوا لي يا سادتي القراء الكرام أن أجزم فأقول لقد بت على يقين لا يخالطه شك بأن زوال أمريكا سيكون أقرب مما قد تتخيلون وعلى أيادينا نحن اليمانيون.

وما كُـلّ ذلك بل وأكثر من ذلك إلا لأَنَّ (على رأس خير أُمَّـة قائد بحجم أُمَّـة).

* عضو رابطة علماء اليمن

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com