شعبُ الحكمة وسندُ غزة
مرتضى الجرموزي
قد يتساءل الكثير: لماذا اليمنُ بالتحديد، لماذا اليمن رسميًّا، شعبيًّا وعسكريًّا، لماذا التظاهراتُ الجماهيرية والمسيرات المليونية في عموم المحافظات، ولماذا هذه الضربات الخارقة للجغرافيا تنطلق من اليمن إلى مواقع الاحتلال في فلسطين المحتلّة، ولماذا الحصار الذي يفرضه اليمن عن الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي إسناداً ونصرةً وتضامناً مع فلسطين وغزة، في وقت سكت الجميع وخنعت أنظمة وشعوب تمتلك الترسانة العسكرية الكفيلة بإنهاء الوجود الصهيوني في المنطقة ولم تقُم بموقف واحد؛ مِن أجل قضية فلسطين؟!
هكذا يتنفس اليمن الحرية والسيادة والاستقلال في ظل قيادة الثورة والتي استنهضت الشعب عن بكرة أحراره وأبى إلا أن يكون في صدارة الدفاع والإسناد لغزة وفلسطين في مواجهة الكيان الصهيوني.
وعندما نتساءل: لماذا اليمن عن باقي دول المنطقة والإقليم، خَاصَّة تلك المتاخمة حدودياً لجغرافيا فلسطين؟
نقولها وبكل فخر واعتزاز إننا نحمد الله ونشكره على نعمة القيادة القرآنية والتي لولاها لكانت اليمن شعباً ونظاماً تغُط في نوم عميق وسبات مهين كحال الأنظمة العربية وشعوبهما، ولكانت اليمن تسبح سباقاً نحو التطبيع إن لم نقُل إنها قد طبعت قبل دويلة الإمارات.
لكننا بفضل الله ثم بفضل قيادة الثورة وثورة21سبتمبر أصبحت اليمن قبلةً لحديث وإشادة العالم الخصم والصديق، شعب الحكمة والإيمَـان وسند غزة بالمواقف المشرفة والداعمة لغزة بكل الإمْكَانات وبمختلف السبل تمكّنت قواتنا المسلحة والبحرية والجوية وسلاح الجو المسيّر من التنكيل بالعدوّ الصهيوني سواءٌ أكانت عمليات تستهدف من خلالها مواقع ومدن في فلسطين المحتلّة أَو عبر عمليات بحرية منكلة بالملاحة الصهيونية والأمريكية والبريطانية، وفرضت بقوة الله وبقوة الحق والقضية الفلسطينية ومظلومية غزة حصاراً خانقاً على العدوّ الإسرائيلي، على موانئه وقطعه البحرية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
فعندما تكتمل المناهج تكون هنا العزة والكرامة، ونحن ولله الحمد نمتلك المنهج الكامل قرآناً كريماً وعَلَمَ هدى وقيادة ومشروعاً وقضية حق وشعباً مجاهداً، وهنا اكتملت الأركان وباكتمالها نتحدى العالم أجمع بشقَّيْه الكافر والمنافق، وهدفنا في الأول والأخير هو تحرير أراضي فلسطين من النهر إلى البحر وسنقف مع فلسطين وغزة بكل قوة واعتزاز، مجاهدين لا نخشى إلا الله، مهما كانت العواقب ومهما كانت نتائج هذا التحَرّك؛ فثقتُنا بالله كبيرة ونثق بقيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد، أن كُـلّ ما يوجهنا إليه هو لله وفي الله وفي سبيل الله، وهو ما فيه عزتنا وكرامتنا وسيادتنا واستقلالية قرارنا في الداخل والخارج، ولن تعود يمن الوصاية والتبعية مهما كانت الأخطار، ومهما عمل أعداء الله فلن نتراجع ولن تعود يمن ما قبل21سبتمبر2014م، ثورتنا مُستمرّة وجهادنا قائم، ووقوفنا مع غزة وفلسطين لن توقفه العمليات العسكرية لقوى الاستكبار الأمريكي والبريطاني وما تزيدنا إلَّا عزة وثباتاً على هذا السبيل ما حيينا، ولن تموت غزة والله معهم، ونحن معهم، وفي سبيل الانتصار لغزة لن نتوانى ولن نتردّد حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.