اليمن.. رمزُ الشرف والتضامن العربي مع غزة

 

فتحي الذاري

إن الحشود المليونية للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- وترك مسار المتفرجين ومغادرة منازل الصامتين أمر لا مناص منه لمقاومة الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قال الله عز وجل: (قُلْ يَا أهل الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).

وكَثيراً ما نتكلم عن الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ولا نتكلم عن هؤلاء المتفرجين الصامتين رغم أن الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لم يكن ليتمادى في ظلمه وطغيانه إلا؛ بسَببِ هؤلاء المتفرجين الصامتين، لقد تصعد الأمر على أن يتجه الغضب واللوم إلى الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني المستبد دون أن نتعرض لهؤلاء الذين تقوى المحتلّ الإسرائيلي الإجرامي الإرهابي والمستبد بصمتهم وتشرذمهم، وأن سنة الله في الكون أن من أعان ظالمًا سلطه الله عليه، ولا بدَّ أن يطال الظلم من أعان عليه، وأن الصامتين المتفرجين على الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي لا يعلمون أن آلية واستراتيجية الاحتلال الظالم تعمل على أَسَاس أن الجميع مستهدفون، وعليه يخطئ من يظن أن الظلم الواقع على غيره لن يصل إليه، وأن الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الظالم لا يرى حياة له إلا باستهداف كافة الأُمَّــة الإسلامية العربية.

اليمن تلعب دورًا حاسماً في دعم القضية الفلسطينية وخَاصَّة فيما يتعلق بغزة؛ فقد شهدت اليمن تحَرّكات شعبيّة وحكومية متواصلة لمساندة الفلسطينيين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وقد تجلى هذا التضامن في تعزيز الدعم السياسي المُستمرّ، فقد شهدت اليمن مشاركة قيادتها وشعبها في المظاهرات السلمية والمؤتمرات الدولية للتأكيد على حقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال، دخول اليمن الحرب ضد “إسرائيل” وأمريكا تلبية لرغبة الشعب اليمني في مساندة أشقائهم الفلسطينيين المعبر عن هُــوِيَّتهم الإيمانية والعزيمة الجهادية، وأن قضية فلسطين قضية مصيرية للأُمَّـة العربية والإسلامية، وقد أثبت هذا من خلال المسيرات المليونية في عموم ساحات المحافظات في الجمهورية اليمنية الحرة للتعبير عن استنكارهم وتنديدهم للسياسة الأمريكية في دعم “إسرائيل” خلال العدوان الإجرامي الوحشي على غزة.

وقال الله عز وجل: (لَا يَتَّخِذِ الْـمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْـمَصِيرُ)، وبتمكين الله تعالى وتوفيقه استطاع الجيش اليمني والقوة الصاروخية والقوات البحرية توجيه صفعة في وجه التحالف الأمريكي البريطاني في تقويض النشاط الاقتصادي وحركة الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، الأمريكي، البريطاني، وضرب معاقل الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلّة.

يأتي فرض قوة توازن الردع ومعادلة توازن الرعب مع العدوّ الأمريكي المهان وذراعه في المنطقة كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في مساندة الشعب الفلسطيني والاستمرار في استهداف الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وَالتحالفات المعادية لليمن والاستمرار في الضغط حتى يتم إيقاف الإجرام الإرهابي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وسيهزم الجمع بإذن الله تعالى، ثابتون مع الشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان، وقال الله عز وجل: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَـمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ).

كما أنه بفضل من الله وتوحيد الموقف ووحدة المسار والمصير لمحور المقاومة استطاعوا زعزعة ودحر مشروع محور الشرّ الأمريكي الصهيوني الإرهابي، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com