القانونُ الدولي يحمي الطغاةَ ويمجِّدُ الظالمين

 

عبد الغني حجي

الأنظمةُ والقوانين الدولية ومنذ العمل بها أثبتت أنها لم توجد لحماية الإنسانية والحفاظ على الإنسان وحقوقه، وانها تستخدم الإنسان ك شعار تحمي به مصالح ونفوذ قوى الهيمنة والاستكبار وتغطي به إجرامهم وفسادهم وتعطيهم الحق الكامل في الهيمنة وتبرّر لهم كُـلّ عمل قبيح وتعطيهم استثنائية مطلقة في أي عمل من شأنه حماية مصالحهم ولو كان ذلك على حساب الملايين من الناس.

تجد القانونَ يحمي المعتدي ويعطيه الشرعيةَ الكاملةَ والدعمَ الكاملَ في ممارسة عدوانه بأبشع شكل ممكن ويُدين ويستنكر دفاع المعتدى عليه ووقوفه ضد العدوان، والواقع يشهد بذلك، وما يحصل في غزة حَـاليًّا وما حصل سابقًا في غيرها من البلدان دليل واضح وفاضح لزيف ادعائهم واستغلالهم شعوب العالم تحت مسميات وقوانين وشعارات تحمي الطغاة وتمجد الظالمين.

الإنسانُ ديباجة القانون الدولي غير أن الإنسان لم يجد سوى القمع والقهر والفقر والجوع؛ بسَببِ هذا القانون ولم يحصل أن فك القانون عن أي شعب من الشعوب مظلمة أَو اعطاه حقه الكامل في الحرية والاستقلال برغم أن هذا أحد بنوده الذي يتردّد على مسامعنا كَثيراً، ولم نسمع أن القانون الدولي كبر جماح أَيٍّ من قوى الهيمنة أَو وضع حدود لطغيان أحد الجبابرة من حكام القوى الكبرى.

لو كان لحماية حقوق الإنسان لما تغاضى عَمَّا تفعلُه “إسرائيل” بحق أهلنا في غزة، ولَما سمح بمجازر الإبادة الجماعية، ولما شرعن العدوان على كُـلّ من يناصر القضية الفلسطينية، ولما أجاز حمايةَ “إسرائيل” وحرم الوقوف مع حماس.

لو كان لحماية الحقوق والحريات لَمَا سخر قراراته لقمع الأحرار من أبناء العالم وتقييد حرياتهم، ولما طغى على فطرة الإنسان التي تحفظ له حقه في الحرية والحياة بكرامة.

لو كان لحفظ السلام في العالم لَمَا سمح بسياسات التخريب التي تنتهجها أمريكا لخلق الفوضى وجعل العالم في دوامة من الصراعات التي لا تنتهي، ولما كان طرف رئيسي في استغلال النزاعات لجعل الشعوب تحت رحمة أمريكا وغيرها من القوى العالمية.

لو كانَ مِن أجل الشعوب وإعطائها الحق في نيل الاستقلال لما كانت معظم الدول قابعة تحت مظلة الاستعمار الأمريكي وتحت وصايتها ولحظيت الشعوب باستقلال تام في كُـلّ شؤونها، ولما أصبحت فلسطين مستعمرة لـ “إسرائيل”.

لو كان لفك النزاعات لما كان العالم اليوم يعيش أسوأ مرحلة وصراعات طويلة الأمد ومشاكل بينية شبيهة بشبكة من العقد يصعب حلها.

لوكان لحفظ الأمن والسلام الدوليين لما كان العالم يعيشُ أزمة سلام وانعدام تام للأمن والاستقرار.

لوكان للحد من تدخل الدول في شؤون الدول الأُخرى لما أصبحت أمريكا تعاني ادمان التدخل في شؤون الآخرين.

وعنه حدث ولا حرج.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com