حشودُ اليمنيين تغيظُ الأعداءَ وتُفشِلُ مخطَّطاتِهم

 

محمد علي الحريشي

يتصاعدُ الاحتشادُ الجماهيري المليوني الأسبوعي في اليمن منذ اندلاع عملية (طُـوفان الأقصى) من قبل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الذي يمارس القمع في حق الشعب الفلسطيني ودخول عمليات التطبيع مع حكومة الكيان الصهيوني إلى مراحل متقدمة، تصعيد الانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ولد انفجار (طُـوفان الأقصى).

اليمن وقف مع المقاومة الفلسطينية من أول يوم تفجرت فيه براكين الغضب الفلسطيني ضد العدوّ المحتلّ في السابع من أُكتوبر الماضي، مواقف اليمن نابعة من منطلقات إيمانية ومشاعر أخوية، بقدر عنصر المفاجأة الذي شكلته عملية الطوفان على كيان العدوّ، وعلى أمريكا، كانت ردود الأفعال الأمريكية والغربية على عملية (طُـوفان الأقصى) تحمل معها استخدام أقصى درجات العنف والإجرام والتدمير والقتل الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، تحَرّكت أمريكا وتحالفها الغربي للقضاء على الوجود الفلسطيني في غزة، الدافع الأمريكي هو خوفها على كيان العدوّ الغاصب من آثار الكارثة التي حلت به يوم 7 أُكتوبر 2023 من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية، الذين اندفعوا داخل غلاف المستوطنات اليهوديّة والقواعد العسكرية الصهيونية المحاطة بقطاع غزة؛ ففي تلك اللحظات التاريخية سقطت الصنمية الصهيونية والهالة الإعلامية التي أحاطت بالجيش الصهيوني أنه الجيش الذي لا يُقهر، في تلك اللحظات تحَرّك اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا وتحَرّكت الإمبريالية الغربية الاستعمارية للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

استخدمت أمريكا كُـلّ وسائل الترهيب لتحييد مواقف قوى محور المقاومة مع الشعب الفلسطيني، تحَرّك قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- لنصرة الشعب الفلسطيني وحصار الكيان الصهيوني حتى يوقف إجرامه ويفك الحصار عن قطاع غزة، كان لليمن مواقف صادقة في منع مرور السفن التجارية إلى موانئ العدوّ الصهيوني عبر البحر الأحمر، ربط اليمن موقفه بوقف المجازر الصهيونية على سكان غزة وفك الحصار الاقتصادي عنهم، لكن أمريكا رأت في دخول اليمن على خط (طُـوفان الأقصى) خروجاً عن المألوف وتحدياً لهيمنتها ونفوذها كقوة دولية عظمى.

بقدر ما كان دخول اليمن في خط المواجهة العسكرية مؤثراً على المخطّطات والأهداف الأمريكية في العدوان على غزة وما سوف ينتج عن دخول اليمن في خط المواجهة مع العدوّ الصهيوني من زعزعة لمكانة أمريكا في المنطقة والعالم ولتلافي الضرر على الكيان الصهيوني وعلى الآثار النفسية والمعنوية في حكومة وجيش العدوّ اليهودي، تحَرّكت أمريكا سياسيًّا وعسكريًّا لمنع اليمن من مواصلة وقوفه مع الشعب الفلسطيني، فكونت تحالفاً عسكريًّا بحرياً ضد اليمن، لكن تلك التحَرّكات لم تثن القيادة اليمنية من المضي في مواصلة الحصار على السفن التجارية التي تبحر نحو موانئ العدوّ عبر البحر الأحمر.

تطورت المواقف اليمنية مع تصاعد الأحداث الإجرامية الأمريكية الصهيونية في غزة ومع تصاعد المحاولات الأمريكية لعسكرة البحر الأحمر، قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- واكب تصاعدَ المؤامرات الأمريكية على فلسطين واليمن بخطابات أسبوعية مناصرة للشعب الفلسطيني، المواقف اليمنية الثابتة لا تتزحزح ولا تتغير مهما مارست أمريكا وبريطانيا من حماقات وعدوان على الشعب اليمني، وعلى إيقاع خطابات السيد عبد الملك الحوثي سلام الله عليه، تحَرّكت النخوة والحمية في الشعب اليمني وتجمع الحماس، فكانت الحشود المليونية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات والمدن اليمنية التي أذهلت العالم وأدهشته بزخمها الجماهيري، يزداد الاحتشاد الجماهيري اليمني عنفواناً ويتعاظم أسبوعياً بشكل متصاعد، حتى يتم وقف العدوان على غزة وخروج البوارج الأمريكية والغربية من مياه البحر الأحمر.

الخروج الجماهيري الشعبي اليمني المليوني الكبير نابع من منطلقات إيمانية وثقافة قرآنية راسخة قائمة على روح الجهاد في سبيل الله وقائمة على السخط ضد الطغيان الأمريكي البريطاني الصهيوني، الذي استخدم كُـلّ وسائل الإجرام والإذلال في حق الشعب الفلسطيني المظلوم وحق شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية على مدى العقود الماضية.

مواقف اليمن مع الشعب الفلسطيني تعبر عنها الحشود الجماهيرية اليمنية المليونية التي تملأُ الميادين والساحات، ترسل رسالة للعدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني هي إن الشعب اليمني هو من سيواجه ويقاتل أمريكا وبريطانيا ويغرق أساطيلهم وبوارجهم الحربية في البحر الأحمر والبحر العربي.

لن ترهب اليمن طائرات ولا صواريخ ولا بوارج العدوان الحربية؛ لأَنَّ الشعب اليمني قد تعايش معها وعرفها وداستها أقدام المجاهدين في مختلف ميادين المواجهة وجبهات القتال على مدى سنوات العدوان والحصار التي خرج اليمن منها منتصراً يمتلك الجيش القوي، الجيش الذي صمد أمام أحدث آلات الحرب العسكرية الأمريكية، خرج اليمن منتصراً على أقوى تحالف عسكري إمبريالي دولي عرفه العالم، خرج اليمن من ذلك العدوان الظالم وهو يمتلك سلاح الردع الذي بفضل الله وبقوته يستطيع به هزيمة أمريكا وبريطانيا والكيان المحتلّ وكسر شوكتهم وهذا ما نراه اليوم يتجلى بوضوح في البحر الأحمر والبحر العربي، حَيثُ تحترق السفن والبوارج الحربية الأمريكية والبريطانية والصهيونية على أيدي أبطال القوات المسلحة اليمنية.

سوف يتواصل الزخم الشعبي الجماهيري اليمني كُـلّ جمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات والمدن ويتصاعد حتى يحقّق الله النصر والتمكين لعباده المؤمنين، وعلى يد الجيش والشعب اليمني العظيم الذي شهد الله له بالإيمان والحكمة، سوف تتحطم صنمية أمريكا وبريطانيا وتنتهي وتتلاشى عنجهيتها وطغيانها على الأُمَّــة العربية والإسلامية والعالم أجمع؛ لأَنَّ هذا هو وعد الله والله لا يخلف الميعاد، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»، وقال سبحانه وتعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com