إلا أنا، وثُـلَّـة من المؤمنين
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
قد تستطيع إقناع العالم كله، بأن ما يقوم به الكيان الصهيوني المجرم اليوم في غزة وفلسطين، هو مُجَـرّد عملية دفاع عن النفس…
وأن ما تقوم به أنت في اليمن، هو فقط؛ مِن أجل ضمان أمن وحرية حركة الملاحة والعبور في البحرين الأحمر والعربي.
قد تستطيع إقناع الدنيا كلها،
بأنك وحدك الضحية، وأنا الجلاد.
وأن حماس حركة إرهابية..
وأنصار الله إرهابيون..
وكل فصائل المقاومة إرهابيون أَيْـضاً..
حتى العرب والمسلمون..
قد تستطيع إقناع غالبيتهم بذلك..
حتى بعض اليمنيين، وبعض الفلسطينيين.
قد تستطيع إقناعهم بذلك أَيْـضاً..
قد تستطيع إقناعهم كما أقنعتهم من قبل بأن (البيتزا) تطيل العمر مثلاً، وأن (الهامبرجر) يعزز من مناعة الإنسان، وأن (الكوكا كولا) تقلل من الكوليسترول والدهون.
قد تستطيع ذلك فعلاً، طالما وأن لديك من السحر والتعويذات ما يجعلهم دائماً يصدقون ويقتنعون، وطالما أن هنالك من الناس الكثير والكثير ممن جُبل على أن يؤمن بك ويصدقك ويقتنع بما تقول، لمُجَـرّد فقط أنك تدعي أَو تقول..
فقط قل: إن أمريكا هي البلد الذي لا يظلم عندها أحد، أَو أنها مثلاً بلد الحريات، أو الديمقراطية، أَو التسامح وحقوق الإنسان..
وسيصدقونك ويقتنعون..
قل: إنها وطن الأنبياء ومهبط الرسالات..
أو إنها مثلاً مهد الحضارات ومنبع البشرية الأول..
أو ما شئت أن تقول، فقل..
قل.. وسيصدقونك ويقتنعون، كما اقتنعوا من قبل بأن فرعون هو ربهم الأعلى..!
وليس في هذا كله طبعاً أي مشكلة، فالناس، وكما يقال، يحشرون مع من يحبون..
المشكلة فقط هي أنك، ومهما تفننت وأبدعت، أَو مهما امتلكت من قدرات فائقة وخارقة على الإقناع، لن تستطيع إقناعي إنا..
تعرف لماذا..؟
لأنني أنا الوحيد الذي أعرفك،
وأعرف حقيقتك جيِّدًا..
أنا، وثلة فقط من المؤمنين الموقنين بما أُنزل على رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والتسليم..