“الوهَّـابية”: تحريمُ نُصرة غزةَ ولو بالدعاء ووجوبُ طاعة المطبِّعين!
محمد سعيد المقبلي
إن الجماعة “الوهَّـابية” التكفيرية ومن على منهجهم المُقدم باسم الدين -مع أنه لا يمت للدين بِصلة-، كُـلّ عقائدهم وثقافتهم وفكرهم بشكل عام تنسجم مع ما وجدناهم عليه من الفتاوى الصادمة والانحرافات الهائلة وتلبية رغبةَ الصهاينة بشكل دقيق، وخدمة اللوبي الصهيوني والغرب الكافر من جميع الجوانب، وباسم الدين.
آخر هذه المواقف فتوى السديس، وهو يعتبر من كبار العلماء والأئمة والمتدينين وإمام الحرمين بعدم جواز الدعاء للمستضعفين في غزة في الحرم وتحريم رفع المواقف المؤيدة للمسلمين الذين يتعرضون للإبادة بيد من يتناغمُ معهم “وليُّ الأمر” تطبيعاً وخيانةً للأُمَّـة.
من المؤكّـد أن عقائدَ مثل هذه الجماعات تتنافى تماماً مع أية إرادَة للتمسك بالقرآن والدين الصحيح، وتتنافى مع أي تحَرّك لحمل قضايا الأُمَّــة والدفاع عن المقدسات والحرمات، وتتنافى مع أية حركة أَو منهج أَو صحوة تدعو إلى توجيه العداء تجاه الصهاينة والأمريكان والإسرائيليين؛ لأَنَّ منهجهم قائم على أَسَاس تتويه الأُمَّــة وتدجينها وتهيئتها لتقبَلَ بالأمريكي والإسرائيلي، وأن يجعلوا الأُمَّــة بالشكل الذي يجعلها تقفُ عاجزة ذليلةً خاضعة مهانة أمام أعدائها، وهي تعتقدُ بأن ذَلك دين وإيمان وقربى إلى الله!!
فمن جانب:
أفتَوا بجواز تطبيع الخيانة وفتح المراقص وممارسة المحرمات ومالوا وانحرفوا بالأمة تدريجيًّا باسم الدين.
ومن جانب آخر:
تتويه وحرفُ لأنظار الأُمَّــة عن العدوّ المتربص بها، وتوجيه بُوصلة السخط والعداء تجاه أبناء الأُمَّــة وتجاه من يقاوم ويدافع عنها، بدلاً عن اليهود.
وجدناهم يتقبلون بدين وثقافة وانحراف محمد بن سلمان ويتماشون معه ويتفاعلون معه بكل أريحية وقبول ورضا؛ لأَنَّ هذا في عقيدتهم “سُنّة”.
بينما نجدهم في بلادنا يتملصون ويتهربون ويلفون ويدورون على توجيهات ولي الأمر (المؤمن الصالح التقي الحريص على هذه الأُمَّــة) والتي فيها مصلحة الأُمَّــة ومصيرها والخير والصلاح والعزة والكرامة لها!!
الخلاصة أن هؤلاء وأمثالهم ستجدونهم يهرعون ويهرولون ويتفاعلون مع ما شابه ما يدعو إليه محمد بن سلمان وكلّ مطبع يدور في مدار الصهاينة من (انحطاط، انسلاخ، فساد، خروج عن الدين، وقوف مع أعداء الله، وقوف ضد من يواجه أعداء الله… إلخ).