(فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ)؟
عبدالغني ناصر الخدري
المنافق مهما قدَّمت أمامَه من مواقفَ جليةً وواضحة تبين حقيقةَ موقفك المحق والصارم لن يقتنع ولن يحاول التفهم وإيثار الحقيقة وتحري الحق على الجاهلية والتعصب، ولن يؤثر فيه شيء.
فمثال على ذلك: سيتجلى لك المنافقون اليوم وحقيقتهم القبيحة، عندما يرون المواقف الثابتة والمحقة من قائد المسيرة، وما ينكّل بالعدوّ من ضربات موجعةٍ للعدو الصهيوني والأمريكي، ولكن خبثهم المتجذر والمتوارث ومرض أصاب قلوبهم وإنكار للآيات قد ولّد لديهم الحقد والبغضاء على آل بيت محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
منذ زمن الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- وإلى اليوم ونفسيتهم واحدة، وهذا ما قاله مولانا الإمام علي -عليه السلام- وهو يكشف هذه النفسية النفاقية الخبيثة بقوله: “لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي؛ وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: [يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ]”.
وهكذا سيكون حال المنافقين مع أعلام الهدى من أبناء علي على مرّ الأزمنة.
يجب علينا أن ندعو الله بالثبات على الموقف الحق في هذه المرحلة التاريخية والاستثنائية ونحن في مواجهة صريحة ومباشرة مع العدوّ ثلاثي الشر كما أسماهم السيد العلم (أمريكا -بريطانيا -و”إسرائيل”).
هذه المرحلة قد غربلت الكثير وكشفت النفسيات واتضح كُـلّ إنسان على حقيقته..!!
حيثُ رأينا الكثير ممن انجرُّوا خلف الباطل، مَن كانوا يستخدمون شماعة (غزة وفلسطين)، ومنهم من قد انطوت على أبصارهم غشاوة فأصبحوا لا يميزون بين الحق والباطل فهم مذبذبون بين ذلك!
رغم تجلي الحقائق ووضوح الحق الذي بات أوضح من عين الشمس في رابعة النهار.. خذلوا غزة!!
لم تحَرّكهم تلك المظلومية!!
لم تنعش في ضمائرهم الحياة!!
رغم تلك الجرائم البشعة وبشاعة مرتكبيها.!!
لم يستفيقوا أَو يحاولوا النهوض من سباتهم!!
فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون.
أظهر الله ما تخفي صدورهم، وما أسرت أنفسهم!!
بان مرضُهم وكُشف ما خفي وأصبحوا (متصهينين)!!
وكما قال الله تعالى عن هذه النوعية: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا، أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ، وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) صدق الله العظيم.