النفــــوسُ المـــيتة
حـسـيـن الـحـبـسـي
لمـــاذا كُـلّ هذا التخاذل؟
لماذا كُـلّ هذا الجمود؟
لماذا كُـلّ هذا السكوت؟
لماذا كُـلّ هذا الخمول والتجاهل وغض الطرف عن كُـلّ هذه الجرائم التي يرتكبها اللوبي اليهودي الصهيوني كُـلّ يوم؟
لمــاذا؟ وكيف؟ وإلى أين؟ أسئلة لا تجد لها جواباً إلا في كتاب الله القرآن الكريم الذي قال: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) (النمل:٨٢)
تجد أخي القارئ الكريم في هذه الآية المباركة تشخيصًا للحالة التي سيصل إليها المعرضون عن آيات الله، التي هي أعلامٌ على حقائق في واقع الناس، وكذلك أن سببها هو الابتعــاد عن هدى الله والتأثر بالثقــافة الهابطة والمنحطة “ثقافة التدجين” والثقــــافة التي مسخته حتى عن إنسانيته.
الذي لا ينزعج ولا يتأثر ولا يؤلمــه ما يحدث في غزة، هذه هي النفوس الميتة.
أيها النفــــوس المـــيتة أناشدكم بأن تعودوا إلى كتاب الله إلى القرآن الكريم.
عندما تتأمل الواقع اليوم تجد أنــه واقع مظلم، واقع بعيد جِـدًّا عن تعاليم الله، هل كُـلّ هذا التخاذل هو منطق القرآن؟ هل هو منطق رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؟ لا، حاشا الله، هذا شيء، والشي الآخر؛ بسَببِ تراكم الفساد اليهودي الذي تغلغل وعشعش داخل النفوس بالذات الفساد الأخلاقي عبر القنوات الهابطة ومواقع التواصل الاجتماعي والعلاقات غير المشروعة، ولهذا السبب ومع تقادم الأيّام وهم على هذه الحالة المزرية يطبع الله على قلوبهم ثم تقسوا فتكون أقسى من الحجارة، بالتالي لم يعد يؤثر فيها شيء حتى لو قام محمد رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وعلى العكس من ذلك تماماً ما نراه في الشعب اليمني العظيم من مواقف مشرفة تجاه القضايا الكبرى للأُمَّـة الإسلامية، من هنا أخي القارئ الكريم تجد الفرق الواضح والبون الشاسع والمقارنة الكبيرة بين مواقف هذا الشعب الكريم والعظيم والموقف المتميز عن بقية شعوب العالم، ولك أن تسأل: ما هو السبب!!
السببُ هو الهُدى العظيمُ الذي عاش ونما وترعرعَ في أوساطه، والمشروعُ القرآني العظيمُ بقادته العظماء نتج عن ذلك صُنْعُ نفوس حية ومشاعرَ إيمانية تدفعُه إلى اتِّخاذ المواقف التي ترضي الله -سبحانَه وتعالى- وعندما يرضى اللهُ عنها يوفِّقُها للأعمال التي عجز عنها بقيةُ الناس وجعلها متميزة عن كُـلّ البشر، هذا في الدنيا والآخرة جنة الله والنعيم العظيم الذي أعده الله لمن استجاب له وسار على نهجه واتبع كتابه الكريم وأطاع لمن جعلهم الله أعلاماً لدينه بدءاً من أنبيائه وانتهاءً عند ورثتهم الأعلام، والعاقبة للمتقين والخزي والعار والخسارة في الدنيا والآخرة للمتخاذلين الميتين وهم أحياء، والكلام يطول جِـدًّا جداً؛ ففي كتاب الله لمن تأمله وتدبره كُـلّ صغيرة وكبيرة؛ فصدق الله القائل: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا، كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:١٢٢) صدق الله العظيم.