ما وراء زيارة الخائن طارق عفاش إلى بريطانيا؟
المسيرة – عباس القاعدي
أحدثت زيارةُ الخائن طارق عَفَّاش إلى العاصمة البريطانية لندن، قبلَ أَيَّـامٍ، الكثيرَ من التساؤلات حول دلالةِ هذه الزيارة وما وراءها، لا سِـيَّـما أنها تأتي في ظل ذروة التحَرّكات العسكرية الأمريكية البريطانية في البحرَينِ الأحمر والعربي؛ مِن أجلِ تأمين ملاحة الكيان الصهيوني.
وبحسب وسائل إعلامية فَــإنَّ المخابرات البريطانية استدعت المرتزِق طارق عفاش الموالي لدويلة الإمارات، حَيثُ سافر بمعية ما يسمى رئيس مصلحة خفر السواحل التابع للاحتلال، المرتزِق خالد القملي، إلى العاصمة لندن، وذلك بعد أَيَّـام من استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفينة روبيمار في التاسع عشر من الشهر الماضي، وغرقت بالكامل، أمس الأحد.
وحتى الآن لم تتضح ملامح هذه الزيارة، لكن بعض السياسيين ومن خلال متابعة مجريات الأحداث يرون أن بريطانيا تريد تحريك جبهة الساحل الغربي، وتريد أن تعرف مدى ما يملك طارق في هذا الجانب، وهو ما أكّـده الخائن طارق عفاش بنفسه في لقائه في “تشاثام هاوس” وأكّـدته “الاندبندنت” البريطانية أَيْـضاً في تقرير لها، حَيثُ نقلت فيه تصريحات المرتزِق عفاش، الذي أوضح رؤيته لإيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة في البحر ضد الكيان، وَأن الحل الوحيد -من وجهة نظره- هو فتح جبهات الساحل، مؤكّـداً جهوزية قواته للمشاركة في حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر تحت مسمى تحالف “حارس الازدهار” وهو التحالف الذي أنشأته أمريكا لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ووفقاً لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية فَــإنَّ المرتزِق طارق عفاش طلب من بريطانيا دعماً عسكريًّا واقتصاديًّا مع توفير الغطاء الجوي، مقابل فتح جبهة قتال جديدة ضد من وصفتهم “بالحوثيين”.
وعن أهداف زيارة طارق عفاش لبريطانيا، يؤكّـد سياسيون أن تلك الزيارة تهدف إلى عقد صفقة بريطانية مع طارق عفاش، بشأن تأمين الملاحة في مياه اليمن الإقليمية في البحرين العربي والأحمر، ووقف الحصار اليمني المفروض على الاحتلال الإسرائيلي من خلال التصعيد ضد القوات المسلحة اليمنية، موضحين أن الصفقة تضمنت استخدام مطار المخاء لاستقبال دفعات من المرتزِقة المقاتلين الذين تم إرسالهم للتدريب في دول إفريقية مجاورة، وكذلك نصب منظومة دفاع جوي بريطانية في المخاء والمناطق الساحلية المطلة على باب المندب؛ للقيام باعتراض الصواريخ اليمنية الموجهة نحو السفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية في البحرين الأحمر والعربي.
وتأتي الزيارة أَيْـضاً ضمن مساعي المرتزِق طارق عفاش للحصول على ضوء أخضر ودعم مالي وعسكري من البريطانيين للسيطرة على الركن الجنوبي الغربي لليمن المحاذي لباب المندب وخليج عدن، وهذا ما أكّـدته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية.
وجاءت زيارة الخائن عفاش إلى بريطانيا بتوافق أمريكي بريطاني صهيوني إماراتي، على أن تتكفل الأخيرة بتمويل هذه التحَرّك ومتطلباته المادية والعسكرية، على أن تكون لندن وواشنطن المتكفلَتَينِ ظاهريًا بها؛ لتجنيب أبو ظبي ردّة الفعل اليمنية، كما تأتي الزيارة في إطار تحَرّكات حكومة المرتزِقة الداعمة للتوجّـهات الأمريكية في اليمن، والمؤيدة لغارات العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن منذ تسع سنوات، والتي طالبت بتكثيفها مؤخّراً، ودعم عملية برية لفصائل المرتزِقة؛ مِن أجلِ وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بـ “إسرائيل”، بحسب تصريحات المرتزِق رشاد العليمي، في أواخر يناير الماضي.