المفاجآتُ اليمنية وفشلُ تحالف ثلاثي الشر
عبدالغني حجي
ننتظرُ وبفارغِ الصبر المفاجآتِ التي صرَّح بها السيدُ القائد وأصابت تحالف ثلاثي الشر: أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” بحالة من عدم التوازن النفسي والعسكري، واستحال عليهم التحليلُ الاستخباراتي لها أَو جمع معلوماتٍ عنها؛ لعمل الوقاية اللازمة منها، رغم تطوُّر الاستخبارات وتكنولوجيا المراقبة الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار العالية، والأقمار الصناعية التي تمتلكُها أمريكا.
المعلومةُ موجودةٌ، ولكن ماهيتها مبهَمة، ومستواها الاستراتيجي كَسَرَ هيبةَ “تحالف الازدهار” وستصبح واقعًا؛ لأَنَّ السيدَ القائد لا يستخدمُ مصطلحاتٍ للتهديد كما في المذاهب العسكرية والأدبيات الاستراتيجية لتحقيقِ أهداف سياسية؛ فالمعركة التي تخوضُها اليمنُ ليست وسيلة للسياسة، إنما لتحقيق العدالة وكبح جِماحِ الكيان الغاصب، والسيد القائد وضّح تفاصيلَ المشهد في البحر كاملةً؛ لكنه ترك جزءًا ضبابيًّا مبنيًّا على فَهمٍ عميقٍ للتحالف الأمريكي البريطاني يتجاوَزُ الحساباتِ العسكرية.
منذ بدءِ عمليات البحر الأحمر كان السلاحُ المستخدَمُ في المعركة مفاجئًا لدرجة أنه ترك تأثيرًا كبيرًا على قدرتهم على المواجهة والتصدي، وكُلُّ عملياتهم لشَلِّ أَو إضعافِ قدرات القوات المسلحة اليمينة فشلت، والاستراتيجيةُ التي اتّبعتها صنعاءُ في المعركة أنهكت دفاعاتِ الأمريكي والبريطاني وجعلت من البحرَينِ الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب ساحةَ حرب معقَّدة، ونجحت القوات المسلحة اليمنية في منع الملاحة لسفن الكيان الغاصب، وشل الحركة العسكرية للأمريكي والبريطاني وجعلتهم عاجزين عن حمايةِ سفنهم وقطعهم البحرية.
حَـاليًّا لا تزالُ الأحداثُ جاريةً والمكاسبُ العسكرية التي حقّقتها اليمنُ ولا تزالُ كثيرة؛ لكن التساؤل هو حول طريقة إكمال المعركة من قبل القوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّها إلى الآن في حالةٍ من الضبابية، خَاصَّةً بعد التصريح الأخير للسيد القائد وتخلِّي الأمريكي والبريطاني عن حساسيته تجاه ما يجري في البحر وتجاه خسارته، والاستفهام الحقيقي ستكشفه الأيّام، وحسب المعيطات الميدانية نجد أن هناك فشلًا ذريعًا للأمريكي والبريطاني وأنه وصل لحالة مزرية، ودخل في مأزِقٍ كبير مفادُه أن التقدُّمَ مؤلمٌ والتراجع مؤلمٌ والاستمرارُ أشدُّ ألماً ونكايةً.