الغارديان البريطانية: كاميرون متورط بالعدوان وزوّد السعودية بأسلحة محرّمة ومنظمة العفو الدولية توثّق جرائمَ جديدةً من الحرب العنقودية في العدوان على اليمن
صدى المسيرة: خاص
أكّدت منظمة العفو الدولية أنها أثبتت بالأدلة وقوعَ ضحايا جُدُدٍ من المدنيين، جراء استخدام العدوان الأمريكي السعودي للقنابل العنقودية في بلادنا.
وأشارت في تقرير جديد لها إلَـى أن استخدامَ العدوان للذخائر العنقودية المحرّمة دولياً حول المحافظات المستهدفة إلَـى حقول ألغام يعرّض المدنيين على المدى الطويل لخطر الموت.
أما صحيفة الغارديان البريطانية ففضحت رئيسَ الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون الذي أنكر مراراً أن يكونَ تحالف العدوان قد استخدم أسلحةً بريطانيةً في قصف المدنيين باليمن، وأكدت تورطه مع العدوان وقيامه بالموافقة على تزويد السعودية بذخائرَ عنقودية محرّمة دولياً استخدمت في قصف المدنيين باليمن.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر حديثاً إن بعثتها التي زارت اليمن مؤخراً توصلت إلَـى أدلة أن تحالف العدوان بقيادة السعودية “استخدم ذخائر عنقودية من صُنع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والبرازيل”، وذكرت المنظمةُ أن “استخدامَ القنابل العنقودية محظورٌ بموجب “الاتفاقية بشأن الذخائر العنقودية”، التي انضمت إليها بريطانيا كدولة طرف”.
وبحسب التقرير أجرت بعثة المنظمة مقابلات مع 30 شخصاً، بينهم بعض ضحايا ذخائر القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر، وأهاليهم، بالإضافة إلَـى عدد من شهود العيان، والخبراء في إزالة الألغام والذخائر، والنشطاء، والمُسعفين.
ويضيف التقرير أن بعثة المنظمة وثّقت 10 حالات جديدة تعرض خلالها 16 مدنياً للإصابة أَوْ الموت من جراء الذخائر العنقودية، خلال الفترة من يوليو 2015 إلَـى إبريل 2016. وبين هؤلاء المدنيين تسعة أطفال، قُتل اثنان منهما. وقد وقعت هذه الإصابات بعد أيام أَوْ أسابيع، بل وأحياناً بعد شهور من إلقاء القنابل العنقودية.
وقالت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، لمى فقيه: “حتى بعد أن خفَّت حدَّةُ العمليات الحربية، فإن أرواح المدنيين، بما في ذلك الأطفال الصغار، وسُبل عيشهم لا تزال مهددة في اليمن، حيث يعودون إلَـى ديارهم فيجدون أنها قد أصبحت بمثابة حقول ألغام. ولن يكون بوسع هؤلاء المدنيين أن يعيشوا في أمان إلا بعد تحديد المناطق الملوَّثة في ديارهم وحقولهم وما حولها، وتطهيرها من الذخائر الصغيرة المميتة الناجمة عن القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر”.
وإلى صحيفة الغارديان البريطانية التي شنّت هجوماً على رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون واتّهمته بالتورط بإرسالِ قنابل عنقودية بريطانية الصنعِ لقتل الشعبِ اليمني.
وطالبت الصحيفة “كاميرون” بتفسير تزويد السعودية بقنابل عنقودية بريطانية، مشيرة إلَـى أن القنابل التي عُثر عليها في اليمن هي من نوع “BL-755” وصنعتها مؤسسة “بيدفرشاير” البريطانية.
وبحسب الصحيفة فقد تم اكتشافُ قنبلة من هذا النوع غير منفجرة أثناء جولة تفتيش لمحقّقين من منظمة العفو الدولية في قرية شمال اليمن، وعثر عليها أحد المدنيين معلقةً بأحد الأشجار، وأوضحت الصحيفة أن القنبلةَ “BL-755” البريطانية، كانت مصمَّمة للتفجير في وقت لاحق.
وأشارت الغارديان، إلَـى أن القنبلة العنقودية “BL-755” المطوَّرة للاستخدام من قبل طائرات “تورنادو” البريطانية، استخدمت من قِبل تحالف العدوان في اليمن.
وبالعودة إلَـى تقرير منظمة العفو الدولية التي أفردت فصلاً يكشفُ تورط بريطانيا بتزويد العدوان بالقنابل العنقودية وعنونت ذلك بالقول “أول تأكيد لاستخدام ذخائر عنقودية بريطانية الصنع في اليمن”.
ويقول التقرير بأنه ومنذ انطلاق العدوان على اليمن “وثَّقت منظمة العفو الدولية استخدام ستة أنواع من الذخائر العنقودية في اليمن من جانب قوات التحالف. كما وثَّقت مصادر أخرى موثوقة، من بينها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، استخدام هذه الأنواع.
وأكدت البعثة أن دول العدوان “استخدمت في اليمن ذخائر عنقودية بريطانية الصنع من طراز (BL-755). وكانت شركة “هانتنغ” (Hunting) الهندسية المحدودة تُصنع الذخائر العنقودية من طراز (BL-755) في سبعينيات القرن العشرين. وهذا السلاح، المتعدد الأشكال، مُصممٌ بحيث يُلقى من الطائرات البريطانية المقاتلة من طراز “تورنادو” (Tornado)، وهو يحتوي على 147 ذخيرةً صغيرة، ويمكنه اختراقُ درع سمكُه 250 مليمتراً، وينشطر في الوقت نفسه إلَـى أكثر من ألفَي شظية تعملُ كسلاح مضاد للأفراد. ومن المعروف أن هناك مخزوناتٍ من هذا السلاح في كُلٍّ من السعودية والإمارات العربية المتحدة”.
واحتوى تقرير المنظمة عن زيارةِ بعثتها إلَـى اليمن في المناطق الحدودية ومحافظات صعدة وحجّة، على شهادات ضحايا القنابل العنقودية من المدنيين وكذلك وثّقت أجساماً عينية من القنابل المحرّمة دولياً التي استخدمها العدوان ضد المدنيين بشكل عشوائي.