لذلك لن ألومَك..
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
من حقك، بصراحة، أن تقول:
مسرحية..
ولن ألومك طبعاً..
لن ألومك، أَو أعتب عليك إطلاقاً..
بل وسألتمس لك العذر..
وربما أتعاطف معك أحياناً..
تعرف لماذا..؟!
لأني أعرف حدود عقلك جيِّدًا..
عقلك الذي لم يبرمج بعد على استيعاب فكرة أن هنالك، في العالم، من يجرؤ على الوقوف في وجه أمريكا، ناهيك من أن يتعرض لها أَو يستهدف بوارجها الحربية وسفنها التجارية..
عقلك الصغير الذي قد يسمح لك أحياناً بأن تطير فرحاً لمُجَـرّد سماعك بأن نادياً سعوديّاً مثلاً قد اشترى لاعباً أجنبياً بمائتي مليون يورو، أَو أن حاكماً إماراتياً قد اشترى نادياً أُورُوبياً بخمسة مليارات دولار، بينما يدعك تموت كمداً وغيضاً لمُجَـرّد سماعك فقط أن سفينة إسرائيليةً مثلاً أَو بارجةً أمريكيةً أَو بريطانيةً قد تم استهدافها في البحر الأحمر أَو العربي..
عقلك البليد الذي لم يستطع بعد أن يؤهلك إلى استيعاب ما يحدث في غزة، بينما استطاع أن يقدمك كخبيرٍ لا يُشق له غبار في عالم الموضة والفن، وبصورة تجعلك أحياناً تحزن لسقوط رموش إحدى الراقصات الصناعية أَو باروكتها المستعارة أكثر مما تحزن لسقوط الضحايا في غزة..
عقلك السخيف والمريض الذي لا يتيح لك أبداً فرصة أَو مجال للتفكر أَو التدبر أَو التأمل بقدر ما يسلمك رهينة وفريسة سهلة للأفكار الشيطانية الانتهازية والتي لا ترى فيك سوى مُجَـرّد مادة قابلة للاستهلاك والاستغلال الرخيص..
لذلك لن ألومك،
أو أعتب عليك أن تقول:
مسرحية أَو تمثيلية أَو حتى فيلم هندي..
فالذنب، بصراحة، ليس ذنبك، وإنما ذنب عقلك الصغير والبليد والسخيف والمريض هذا..