‏”يا ليتني“

 

محمد أحمد البخيتي

أطل علينا السيد القائد في أولى ليالي شهر رمضان محذراً ومذكراً لنا بموضوع بالغ الأهميّة، لا ندرك خطورة تجاهلنا له.

تطرق خلاله لأهميّة رمضان وخطورة حالة اللامبالاة في التعامل مع هدى الله، وآثار تلك الحالة على القلوب وكيف تتدرج بالقلوب حتى تصبح صماءَ، ذاكراً نتائج الغفلة واللامبالاة على الإنسان في الدنيا والآخرة كيف تجرجر الإنسان إلى الحسرة والندامة قال تعالى: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (٢٤) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أحد (٢٥)}.

 

تأملوا ”يا ليتني“:

عبارة من كلمتين فقط، لكنها عاصفة ذهنية تحمل في طياتها حكاية حسرة وندامة نتيجة غفلة وَتيه وضلال وضياع وتجاهل وتخاذل وتثاقل وتبهطل لكنها ندامة دون جدوى.

 

لماذا؟

كونها لحظة إدراك في وقت لا ينفع فيه الندم ولا تفيد فيها الحسرة ولا فرصة فيه للنجاة.

لذا؛ فرصتنا للنجاة لا تزال بأيدينا.

فرصة إذَا رحلت لن تعود وَإذَا تجاهلناها فتعسًا لنا وبئسَ ما تسببنا به لأنفسنا، فإذا كان هنالك فُرَصٌ تعوّض ففرصتنا قصيرة لا تعوض في حياة لم ندرك بدايتها، ولا نعرف ساعة نهايتها، لكنها حتماً لا شيء مقارنة بما قد نناله من ثواب إن لم نضع فرصتنا فيها أَو بخلودنا في العذاب إن تجاهلنا تلك الفرصة وأضعناها.

وكون حياتنا فرصةً للنجاة بأنفسنا؛ فرمضان فرصة إلهية متجددة لإعادة بُوصلة وجهاتنا وتصحيح أخطائنا وتجديد طاقاتنا وترميم وجهاتنا والعودة بذاتنا إلى ما ينجينا عودة مقبلاً على الله، طالباً الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وبنية تائبٍ صادقٍ مُلَحٍّ على التوبة نادماً على التقصير والتفريط.

نسأل من الله أن يوهبنا قلوباً خاشعة وألسنة ذاكرة، كما نسأله أن يلينَ قلوبنا ويبعدنا عن قسوة القلوب وغفلتها وأن يوفقنا لطاعته والعمل بما يرضيه عنا، إنه على ما يشاء قدير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com