جريمةُ القرن
يحيى صلاح الدين
وصف قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- جرائم الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة بأنها (جريمة القرن) لبشاعتها وحجم عدد القتلى خَاصَّة من الأطفال والنساء في مدة وجيزة بكل وحشية وإجرام من الكيان الإسرائيلي وبدعم من الغرب الكافر بشكل سافر وعلى رأسهم أمريكا وللأسف تخاذل وتواطؤ أنظمة عربية عميلة.
الإسرائيلي عدو خطير سيء يشكل خطراً على الإنسانية والمجتمع البشري وعلى المسلمين بشكل خاص، والعالم أجمع يرى ما يقوم به هذا الكيان المجرم المتوحش الحاقد وما يرتكبه من أبشع الجرائم في هذا القرن جرائم حرب، جرائم إبادة جماعية بحق أهلنا في غزة.
يقوم بقتل متعمد للمدنيين للأطفال والنساء وقصف وحشي للمنازل، يقتلهم من البر والجو والبحر، وَيجوّعهم ويمنع عنهم الغذاء والدواء ومتطلبات حياتهم الضرورية.
أكثر من مِئة ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء خلال خمسة شهور.
القرآن كشف لنا نفسية اليهود الهمجية الإجرامية إلَّا أن المسلمين للأسف لم يعتمدوا ويتبعوا ذلك الموقف القرآني تجاه اليهود كهدي وإرشاد لنا، كيف نتعامل معهم كأعداء متوحشين مجرمين قساة القلوب.
استمرار هذه الجرائم البشعة يعود للإسهام الأمريكي والخذلان المؤسف من جانب المسلمين؛ فهناك مسؤولية كبيرة على المسلمين في صنع المأساة التي تحدث في فلسطين، فلم يتم اتِّخاذ موقعٍ عملي جاد ولا حتى في الحد الأدنى، لا تفعيل للجانب الاقتصادي ولا طرد للسفراء الصهاينة، وهذا شجع الصهاينة على التمادي في جرائمهم.
الأمريكي شريك في جرائم الإبادة والتجويع:
الأمريكي مشارك في جرائم وعدوان “إسرائيل” بحق الفلسطينيين في غزة، وما زال يصر على استمرار جرائم الإبادة والتجويع للفلسطينيين في غزة، ويحاول خداع العالم وَالرأي العام داخل أمريكا والمتعاطفين مع الشعب الفلسطيني عبر تقديمه عن ما أسماه البدائل عن ممرات برية حقيقية لميناء بحري عائم لا يسمن ولا يغني من جوع يمنح الكيان الصهيوني ثلاثة أشهر أُخرى إضافية للاستمرار في القتل والتجويع لأكثر من مليونَي مواطن في غزة، بل سيكشف للعالم أنها مؤامرة أُخرى لترحيل وتهجير أهل غزة.
صمود أُسطوري:
في المقابل نشاهد في غزة صموداً عظيماً وصبراً وثباتاً لا مثيل له، وما زال المجاهدون هناك يفاجئون العدوّ وينكلون به، استهداف لآليات وقتل في جنوده.
ولم نلحظ أي تغيير في موقف الناس هناك تجاه فصائل المقاومة، وهذا حجّـة على المسلمين لتقديم الدعم للمجاهدين هناك، فلماذا لا يوجد دولة عربية تقدم الدعم بالسلاح للفلسطينيين للدفاع عن نفسها وعن الأُمَّــة أمام مجرم سفاح، في المقابل نرى أمريكا والغرب وبشكل مباشر وعلني يقدمون للكيان الإسرائيلي الدعم بالسلاح.
هناك تقصير من العرب أمام قضية فلسطين، لا يوجد سوى إيران تقدم السلاح للفلسطينيين، أما الدول العربية ما زالت تمارس التشويه وتدرج المقاومين والمجاهدين في قائمة الإرهاب، وأصبح موقف دول عديدة في أمريكا اللاتينية أفضل من موقف الدول العربية العميلة والمطبِّعة والمتآمرة على تصفية القضية الفلسطينية.
فشلٌ إسرائيلي:
رغم الدعم الغربي لـ “إسرائيل” وتخاذل وتواطؤ أنظمة عربية معها نجد أن هناك فشلاً مُستمرّاً للعدو الإسرائيلي وَلم يتمكّن من كسر إرادَة الفلسطينيين في غزة ولم يتمكّن من تحقيق أهدافه المعلنة، لا استعادة أسراه ولا القضاء على فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد.
يتكبد العدوّ خسائر اقتصادية مهولة وَيعاني من مشاكل داخلية وَالوضع النفسي لمئات الآلاف من الصهاينة منهار، وتهرب واضح من التجنيد، وهذه علامات لانهيار أهم ركيزتَينِ يقوم عليهما الكيان، الاقتصاد القوي، والجيش المسلح المتوحش؛ فـ “إسرائيل” أمام خسائر اقتصادية كبيرة وجيش منهار مفكك.