الدين مواقف والإسلام لا يقبل الهزيمة
هــدى أبـو طـالـب
أنت يا من تنتمي للإسلام وتسمي نفسك مسلماً أَو مؤمناً والبعض الآخر من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أنت يا من تقول أنك تعتز وتفتخر بأنك من خير أُمَّـة أُخرجت للناس، أنت يا من تتشدق باسم الإسلام والدين، أنت يا من تدعي أنك عربي مسلم، أنت يا متدين يا من تربي لحيتك، وتقصر ثوبك وترتل القرآن وتتباكى وتتظاهر بالخشوع وتُبكي من حولك!!
أنت يا من كنت بالوطنية تتغنى، وأنت ذاك البطل الذي سوف تحرّر العالم، وتنادي وتصرخ بأن تُفتح لك الحدود كي تجاهد وتحرّر فلسطين.
خطابي هذا لكم بلهجتي القاسية، أقول أين أنتم يا عرب يا مسلمون؟
أين أنتم اليوم مما يحدث في غزة؟
أين بطولاتكم وصرخاتكم، أين صلاح الدين؟
نمتم وسكتم بل حاربتم من يقف مع فلسطين وأطلقتكم على كُـلّ من يُعادي ويقاوم ويُحارب اليهود دفاعاً عن فلسطين إرهابيين!
قلتم إن اليهود إخوانكم! وإنهم مساكين وإنكم تساندونهم!
سوّد الله وجوهَكم وقبّحكم!
إن الدين ليس كما تريدونه أنتم، وليس بمزاجكم فغزة فضحتكم كما فضحت سورة التوبة الكافرين، والمنافقين، وكشفت المتشدقين، وزيف باطلكم، ولحن قولكم، إن الدين يريد منكم مواقفكم، جهادكم، إنفاقكم، تحَرّككم في الميدان، الدين أن ترفع صوتك لتُعلى كلمة الحق، وتحمل سلاحك لنُصرة المظلوم، الدين يريدك في خط المواجهة لنصرة المستضعفين، وَخير شاهد غزة، وكلّ الشعوب المستضعفة تحت هيمنة قوى الاستكبار العالمي، نحن نعرف أن الدين مواقف، ولا يقبل الهزيمة وليس بكاء، وخطابات، وتنديدات، وإدانة، الدين يريد منك موقفك، أخرج، انطلق، جاهد كما يريد الله.
نحن في عصر كثُرت فيه الفتن، والمحن، والمصائب، في زمن “برز فيه الشرك كله للإيمان كله” كما برز الإمام علي -عليه السلام- لعمرو بن ود العامري في حين سكت الجميع عن منازلته، هذا أثبته سيد القول والفعل إمام الثائرين، وسيد المجاهدين، وقبلة الأحرار، وأبو الثوار السيد المجاهد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- إنه الإيمان كله برز للكفر وثلاثي الشر أمريكا، و”إسرائيل”، وبريطانيا، كلها من مثل هذا القائد؟!
كشف للعالم هشاشة هذا الكيان المؤقت وربيبته أمريكا وبريطانيا!!
من يصفونهم بالدول العظمى!
وهَـا هي ذي تغرق وتحرق في البحر بقوة الله، وقوة، وثبات، وإيمان، قائدنا وجنده وأنصاره (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
إنّ من أخطر الانتكاسات التي تقع فيها الأُمَّــة أن ترى الباطل باطلاً وتقف معه، وترى الحق حقاً وتقف ضده، أعلِنْ موقفك، حدّد موقعك، فإما أن تكون مؤمناً صريحاً وتقف في صف الحق وتنصره، أَو أن تكون منافقاً صريحاً وتقف في صف الباطل وتنصره، وتخذل الحق.
فالمجال أمامك مفتوح، والجهاد أبوابه مفتوحة ومجالاته كثيرة، فكن شريكاً في صناعة النصر، فلا تقل ما كنا نسمعه سابقًا وتردّد أثناء العدوان الغاشم على بلدنا، مبرّرين لأهل الباطل تحَرّكهم لخذلان الحق، تلك المقولة التي كنا نسمعها “مسلم يقتل مسلماً” أما الآن فها هم أمامك، لم يعد لك أي عذر أَو مبرّر، أصبح المسلم في مواجهة اليهودي وجهاً لوجه، لم يعد لك أي عذر، ولا عذر للجميع أمام الله؛ فتحَرّك وحاذر المبرّرات لنفسك!