وعدُ القائد يتجسَّدُ منذ عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد ما بعد الرياض!!
أصيل نايف حيدان /
في شهر مارس من العام 2019م في اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن أول عملية عسكرية بالطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية خارج الجغرافيا اليمنية، حَيثُ وقد أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عن استهداف مضخات تصدير النفط في الدوادمي وعفيف بالرياض وقلبت تلك العملية كُـلّ الموازين وغيرت كُـلّ الحسابات.
أشار العميد سريع في بيانه إلى أن العملية استهدفت محطتي الضخ البترولية في خط الأنبوب الرئيسي للنفط الـ8و7 الذي يربط بين رأس التنورة وينبع، موضحًا القدرة على تنفيذ عمليات نوعية أوسع وأكبر، تنفيذاً لوعد قائد الثورة، حَيثُ وتعتبر تلك المنشأة المستهدفة محطة تحويلية تربط ميناء رأس تنورة في شرق المملكة بميناء ينبع غرب المملكة وتنقل عبر خطي أنابيب عملاقة 3 ملايين برميل نفط يوميًّا، كما تعتبر أولى العمليات الواسعة التي استهدفت العمق السعوديّ وكان لها الصدى الواسع على مستوى العالم.
أتت هذه العملية كمفاجأة لليمنيين وفاجعة للعدو السعوديّ والإماراتي وأسيادهم من الأمريكيين والصهاينة، حَيثُ وقد نفذت العملية بعد رصد دقيق وتعاون من الشرفاء من أبناء تلك المناطق وأدت إلى التوقف الكامل لضخ النفطِ عبر خط الأُنبوب وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد العدوّ السعوديّ.
عملية التاسع من رمضان أحدثت ضجة إعلامية وتأثيراً إقليمياً ودولياً لما لها من تخطيط وتنفيذ دقيق بأبسط الإمْكَانات، وشكلت قلقاً كَبيراً لدى قوى العدوان وأقضت مضاجعهم ومثلت كابوساً مزعجاً لهم، حَيثُ لم يكن يتوقع العدوّ السعوديّ على الإطلاق امتلاك القوات المسلحة اليمنية لهذا السلاح الاستراتيجي “البسيط”، والذي تحول في ما بعد إلى كابوس أرق المملكة السعوديّة، وخلق التوازن في الردع، وأجبر العدوّ على التراجع، وإعادة حساباته في معركته المتوحشة مع اليمنيين، وُصُـولاً إلى إرسال وفده بقيادة “آل جابر” إلى صنعاء.
وفي الوقت الذي نشهد فيه تنفيذ وعد القائد عند قوله في خطابه بالعام 2017م في تهديدٍ للعدو السعوديّ والإماراتي في عدوانهم على بلدنا: “صواريخنا وصلت إلى الرياض وستصل إلى ما بعد ما بعد الرياض”، وفي خطابٍ آخر توعد السيد -حفظه الله- الكيان الإسرائيلي في حال تورطه بأية حماقة ضد شعبنا “فَــإنَّ شعبنا لن يتردّد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدوّ وتوجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحساسة جِـدًّا على كيان العدوّ الإسرائيلي”، وبعد 5 أعوام من عملية التاسع من رمضان التي كانت باكورة العمليات الكبرى وتجسيداً لوعد السيد القائد وصلت صواريخنا ومسيَّراتنا إلى ما بعد الرياض، نصرةً للإخوة في فلسطين ووقوفاً وإسناداً لهم في عملية (طُـوفان الأقصى)، وقد كشف السيد القائد في خطابه، الخميس المنصرم، عن إجمالي العمليات التي استهدفت السفن والبارجات الإسرائيلية، حَيثُ وبلغت ما يقارب 100 سفينة وبارجة، بالإضافة إلى أن العمليات البحرية اليمنية وصلت إلى مديات غير مسبوقة، ووصلت 3 عمليات إلى المحيط الهندي -حسب السيد القائد-، بالإضافة إلى عمليات ما بعد ما بعد الرياض والتي استهدفت “إيلات”.
تؤكّـد القيادة الثورية والقوات المسلحة اليمنية مراراً وتكراراً أن العمليات العسكرية مُستمرّة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وقد أكّـد ذلك العميد يحيى سريع، في خروجه وبجانبه العديد من قيادات الدولة بدءاً بالرئيس المشاط، وانتهاء بأصغر موظف في ميدان السبعين في المسيرات المليونية في أول جمعة من رمضان، توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالكيان الإسرائيلي أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة لتشمل المحيط الهندي طريق رأس الرجاء الصالح.
وفي خطوة جديدة سرت الصديق وأبهرت العدوّ فَــإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ أصبحت تتحكم وتحذرُ كافة السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة أَو القادمة منها بعدم المرور من طريق رأس الرجاء الصالح، ما لم فَــإنَّها ستكون هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة.
ومن عملية التاسع من رمضان دفاعاً عن الشعب اليمني إلى المشاركة في عملية (طُـوفان الأقصى) بعمليات منع واستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وُصُـولاً إلى البحر العربي والمحيط الهندي “رأس الرجاء الصالح”، وإلى عمليات استهداف كيان العدوّ الإسرائيلي في عمقه وفي الأراضي المحتلّة “أم الرشاش” -إيلات- جسد اليمنيون بقائدهم وجيشهم بأنهم رجال القول والفعل حقاً.