عدن والمسؤولية الأخلاقية والقانونية لدول الاحتلال
أ٠د عبدالعزيز صالح بن حبتور*
مدينة عدن تعاني الآن من إجراءات تعسفية صادرة من (حكامها) الجدد القادمين على ظهور دبابات وناقلات الجُند السعودي الإماراتي وبغطاء أَمريكي، هؤلاء شكلوا وسيشكلون صدمةً قادمةً لعدن ولليمن عموماً؛ لأن تجربتهم في إدارة المؤسسات متواضعة وفي مضمار السياسة محدودة ويحملون أخلاقيات المليشيا غير المنضبطة، وإدارة مدينة ومجتمع إنْسَـاني مدني لمدينة كعدن وضواحيها تحتاج لكل هذه المهارات الإدارية والحَنكة السياسية، ولذلك اصطدموا بخشونة بالواقع الموضوعي، وظلوا يراوحون في أمكنتهم لا يقدمون أَية حلول للمدينة سوى الشعارات التي لا تسمن ولا تُغني عن جوع.
ولأن حجم التحدي بعد دخول المحتلين الجدد لعدن والمحافظات الجنوبية كبير جداً، كان الأحرى بالمستشارين العُقلاء أن يقدموا لهم النصح الصادق في ترتيب الأولويات في المهام لمدينة كبيرة حساسة انهارت فيها كُلّ مؤسسات الدولة ولم تبقَ سوى الهياكل الخاوية وكان ذلك بسبب الحرب والنهب والاستباحة، وطالما والحال كذلك على مُتَّخِذ القرار أن يوفر الحد المقبول من الخدمات الإنْسَـانية لسكان عدن.
أما القفز في الهواء للبحث عن حلول وهمية لإلهاء الرأي العام المحلي والدولي فهي مجرد أكذوبة لم تمر حتى للحظات على المواطن الصابر في عدن، وعلى سبيل المثال لهذه الإجراءات الممجوجة ومن هذه الإجراءات المتخذة، ترحيل المواطنين اليمنيين من عدن إلى خارجها والتي اعتبرت بمثابة (قرار العار) لمن أصدره ونفّذه بتلك الطرق المُهينة لإنْسَـانية اليمني وستتحول لوصمة عار أسود لكل منتسبي الحراك بشقيه السلمي والمسلح بالإضافة لبقية القوى المتعاونة مع سلطة الاحتلال؛ لأن عملاً كهذا لم يقدم عليه سوى المستعمرين البريطانيين في منتصف الستينيات من القرن الماضي حينما تم تهجير المواطنين اليمنيين الشماليين من عدن إلى خارجها بحجة أنهم مخالفون لشروط الإقامة بمستعمرة عدن من ناحية، ولأنهم من ناحية أُخْــرَى شاركوا في مظاهرات جماهيرية داعمة ومشجعة لجبهة التحرير والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.
وللتذكير بموضوع الاٍرهاب والارهابيين التي تضرب أهلنا وأبناءنا في كُلٍّ من معسكر رأس عباس بعدن والمكلا ووادي حضرموت، وأخيراً في يوم الاثنين بتأريخ 23 مايو 2016م، بحدوث الصدمة المروعة لقتل أبنائنا المجندين من أبناء عدن في خور مكسر ومعسكر بدر في حادث إجرامي مُخيف تبنته عصابات داعش الإرهابية.
وبدلاً عن البحث الجاد عن وكر هؤلاء الجناة الإرهابيين يتم الهروب إلى الأمام من قبل سلطات عدن ويتم اتهام قائد المعسكر العميد/ الصبيحي بأنه مُقصِّرٌ أو متواطئ مع المجرمين، لا بل الأسوأ من ذلك ذهبتم بهستيريا إلى المطاعم وأسواق السمك والخضار والفواكه بالأحياء والحوافي وبعض المحلات التجارية للبحث عن ضحية مُفترضة، وقلتم بانهم خلايا نائمة (كجدار قصير) للقفز عليه، ولإخفاء العجز التام لسلطات الاحتلال والمتعاونين معه، وقمتم بترحيل المواطنين اليمنيين البسطاء في شاحنات كبيرة وقذفتم بهم إلى خارج عدن، ولعمري أن ما تقومون به يعد عيباً فاضحاً ويُندى له جبين أحرار اليمن كلها ويتحمل مسؤوليته الأخلاقية الحكومة (الشرعية) القابعة في أجنحة فنادق الرياض وكل القيادات التي تماطل في إيجاد حل للقضايا الوطنية الكبيرة لليمن، وهم المنتشرون في فنادق إسطنبول، الرياض، القاهرة، ابوظبي، الكويت وعمّان.
وللمزيد من إنعاش الذاكرة بالتذكير بأن هؤلاءِ الإرهابيين المجرمين الذين نفذوا وينفذون عمليات الاغتيالات والتفجيرات كانوا جزء أساسياً من ”المقاومة” التي قاتلتم معاً ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية وتحت راية (شكراً سلمان، وعيال زايد وآل ثاني).
* محافظ عدن سابقاً