غزة.. مجزرةُ القرن ودورُ الأعراب المنافقين فيها
فضل فارس
قال تعالى: {يَحْذَرُ الْـمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم، من مضمون باطن وظاهر هذه الآية الكريمة هي ولله العلم وهو عليم بذات الصدور تجسد وَتحاكي حال ووضعية الكثير من المنافقين المنحطين الذين لا يوقنون، منسلخين عن مبادئ وقيم هذا الدين من أبناء هذه الأُمَّــة في عصرنا الحاضر، وهذه المرحلة المليئة بالخيانة وبيع الدين بالدنيا وبالثمن البخس [إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ].
طبع الله على تلك القلوب المستهزئة بالدين وختم على سمعهم وَأبصارهم، وذلك جراء خياناتهم المتكرّرة والمُستمرّة للدين وللقضية.
جريمة القرن هذه الجريمة البشعة والإبادة والتصفية العرقية التي يمعن ويتفنن في تنفيذها الأمريكي وربيبته الغدة السرطانية في جسم هذه الأُمَّــة بحق الشعب الفلسطيني.
المسلمون وأغلبية العرب لهم النصيب الأوفر والمساهمة الفعلية في تلك الجريمة بحق إخوانهم في قطاع غزة والضفة الغربية..!!
وذلك؛ بسَببِ نفاقهم وَتخاذلهم وخذلانهم وتفريطهم في نصرة ومساندة وإغاثة الشعب الفلسطيني المظلوم.
لو أن حكام أنظمة الدول العربية والإسلامية جميعاً اتجهوا وفي موقف موحد بجدية وحرقة دم عربي وإسلامي لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ولو بأقل مما يتلقاه الكيان الصهيوني من دعم وإمدَاد عسكري ومادي ولوجستي؛ مِن أجل الاستمرار في جريمته هذه من قبل الأمريكي والبريطاني والأنظمة الغربية المشاركة بكل ثقلها في هذه الإبادة الجماعية في فلسطين! لكانت الصورة اليوم في قطاع غزة على غير ما هي اليوم من المعاناة الإنسانية والجوع والعطش والمجاعة القاسية.
هذا بصرف النظر عن ما تأتي به الإحصائيات اليومية والمُستمرّة من القتلى والجرحى والمعاقين في الوسط الفلسطيني المظلوم؛ جراء القتل الوحشي وَالإجرامي والنازي وبدم بارد لآلة القتل الصهيونية والأمريكية.
الصبر الصبر والتسلي بمواقف الأحرار الحرة والمشرفة من أبناء هذه الأُمَّــة، يا فلسطين هو الحل والبلسم الوحيد لجروحكِ الغائرة على مثل هذه الجماعات والأنظمة المنافقة والمتصهينة في هذه الأُمَّــة المتخاذلة والمترهلة، التي قد رمت عرض الحائط وتحت الأقدام براية الجهاد المقدس، الذي فيه وبكل عز منعتها وَعزتها وكرامتها.