عداوة ومداخل إبليس.. وسلاح الإيمان
محمد أحمد البخيتي
من منطلق وذكر، أطل السيد القائد مذكرا ومحذراً ومنذراً، أطل بفصاحة اللسان، وبلاغة البيان، وبما أعطاه الله من الهدي، ومعين الذكر، وبما استطاع طرحه لنا مما اغترف من بحر القرآن، عن حقيقة إبليس وعداوته للإنسان، فهل من مُدَّكِر، يتأثر بالهدى، وينتفع بالذكرى.
ظهر وكأنه يقول لنا، هذا عدوكم وهذه حقيقته، سدوا المنافذ، اغلقوا الثغرات، اشحذوا الهمم، عظّموا الله في قلوبكم، ليصغر كلما دونه في نفوسكم، واتخذوا جميع الاحتياطات، فعدوكم حاقداً لدوداً، لا يطفئ حقده سوى نيله منكم، وسيطرته عليكم، وإيقاعه لكم، فاحذروا الانفعالات، واتقوا الأطماع، والميول، والشهوات، وتجنبوا هواجس الأنفس والنزوات.
واحذروا إيقاع ابليس وقبيلة لكم في الشبهات، وجرجرتكم لأولى الخطوات، فلعدوكم خطوات لا تتبعوها، أولها أصعبها عليه، وكلما اسقطكم في احدها، سهل استدراجه لكم فيما بعدها، وجرجرته لكم نحو ما فيه ذلكم، وسقوط مقامكم، وأسباب سلب الله ستره لكم، وكلما اضعفكم كلما سهلت سيطرته عليكم، وهانت عليكم أنفسكم، وعزتكم، ومكاناتكم، فيقحمكم في الدناءة، والحقارة، والذل، والخزي، والعار، حتى يجردكم من تمييز الله لكم.
لذا:- تسلحوا بالإيمان، وأكثروا من الاستعاذة بالله من الشيطان، واستعينوا بالله على مكايد شياطين الإنس والجان، فلا نجاة لكم من إبليس وقبيلة ألا بذكر الرحمن، والتسلح بسلاح بالإيمان، والعبادة بإخلاص، والارتباط بالملك الديان، فالعبادة والإخلاص والإيمان، خلاص من وساوس إبليس، ونجاة من نزغات الشيطان، وضمان لنجاة الإنسان.