سِــــرُّ الصمود
وائل الجرفي
من يرغب في التعرف على معية الله وسِر الدعم والتدخل الإلهي، فليراجع بتأمل شعب اليمن وبتأمل الإنجازات التي كانت تتجلى لهذا الشعب العظيم، على سبيل المثال، القُدرات العسكرية المتطورة التي تحقّقت اليوم والتي كانت في يومٍ من الأيّام تبدو مستحيلة. عندما نتأمل في مساء السادس والعشرين من مارس في عام ألفين وخمسة عشر، عند بداية العدوان الوحشي على اليمن، نلاحظ أن هذا الإنجاز العظيم والمتقدم والفريد من نوعه وصل إلى مرحلة حرب الثواني مع الإمبراطورية العظمى أمريكا، مما يبين وجود تدخل إلهي عجيب.
أما في المجال السياسي، فحدث بلا حرج، ونحن جميعاً نتذكر ما تعرض له وفدنا المفاوض في الكويت من قبل السفير الأمريكي. من وعييد وتهديد فلسان الحال آن ذاك أمريكا ربكم الأعلى نجد اليوم أن السحر انقلب على الساحر، فهذه “إسرائيل” بنت أصبحت الآن محاصرة وتم خنقها بقبضات مسيراتنا وصواريخنا في أعماق البحر. وأمريكا، التي اعتبرت نفسها فرعون العصر، إرادَة الله قضت بأن تغرق وتتهاوى في البحر. أما المملكة، التي لا تغيب عنها الشمس، فقد غابت شمسها في كبد النهار على عرض البحر، وحالها يرثى له.
نعم إنها معية الله (“إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْـمُؤْمِنُونَ”).
ومن أراد أن معرفة وَفهم معنى الثقة بالله، فليعود إلى خطابات السيد القائد العظيم، الذي كان يتمتع بثقةبالله مقطوعة النظير منذ أول عام للاعتداء، كان يبدو وكأنه يرى النقلات تتجلى أمامه، نقلة تلوى أُخرى، مما يزيد من انشراحه الكبير، فوالله، لا يوجد إنسان في هذا العصر تصل ثقته بالله إلى ما وصل إليه السيد القائد من ثقة مطلقة.
أما بالنسبة للوعي الشعبي غير المحدود، فلنلقِ نظرة على الساحات في كُـلّ جمعة، حَيثُ تمتلئ بـ 140 ساحة مليئة بالناس من كُـلّ فج ونواحٍ.
ما تحقّق خلال هذه السنوات من صمود، فقد كونت مدرسة للتاريخ والحاضر والمستقبل، ستنقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، هذه النقلات العظيمة التي تتجاوز التصورات، والتي لم تحدث إلا مع أنبياء الله ورسله.
ولكن لا ننسى أن الذي صنع كُـلّ ذلك هو المشروع القرآني، الذي ضحى؛ مِن أجلِه السيد حسين (رضوان الله عليه) وتحَرّك على نهجه السيد القائد. فعلاً، هو المشروع الوحيد الذي جعل من إمبراطورية العصر قشة، ومن ثلة قليلة من المؤمنين ينطلقون كالصواريخ، لا يخشون أحدًا سوى الله.