للهِ دَرُّ الثبات والصمود لشعب المدد والإسناد
بشرى خالد الصارم
شعب الصمود والثبات يستعد للدخول في عامه العاشر حامداً شاكراً لله صاحب العطاء والثناء، على فخر ما وصل إليه في هذا العام من تنكيل لأعدائه على محاور الأرض، متحدياً قرون الشياطين وأذنابه، في تطور وعزوم وانتصار فاقت تخيلاتهم وخططهم، كان من مفترضات العدوان الهمجي على شعب اليمن الذي راح ضحيته (35367 بين شهيد وجريح من الرجال) وَ(5543 بين شهيدة وجريحة من النساء) وَ(9115 بين شهيد وجريح من الأطفال) أسبوع فقط وإنهاء ما لزم إنهائه في اليمن، هذا ما صرح به عسيريُّهم آنذاك، لكن الأحداث أثبتت أن الرياح تجري دائماً كما تشتهي اليمن، وها نحن اليوم نغلق أبواب العام التاسع فاتحين أبواب العام العاشر بصمود وانتصارات تكبل العدوّ وتقيّده.
هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام السابقة، مما أثبتته القوات المسلحة مؤخراً من بياناتها الفاصلة والصارمة في سياق المستجدات والمتغيرات على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي وذلك من خلال الإبهار العسكري، والتطور النوعي للعمليات.
في هذا العام سطّر الشعب اليمني بوقوفه مع شعب غزة ومع قضيته المركزية والأَسَاسية والأم “قضية فلسطين” بصموده وثباته، بإيمانه وتحديه، بوعيه وثقافته القرآنية وبقيادته الحكيمة الربانية أروع ملاحم النصر والإعجاز الذي ليس له مثيل على مر العصور والشعوب، وها هي صنعاء اليوم بعد عدوان مُستمرّ لـ9 سنوات تضع العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على نصب أهدافها المشروعة وعلى نصب ناظرها، ثلاثي الشر الذي قدّم إلى اليمن بعدوانه الهمجي غير المبرّر عبر أذنابه وعملائه من خونة الدين والوطن، ومن رؤوس الشر متمثلة بالنظام السعوديّ والإماراتي، التي ما زالت هذه الرؤوس يانعة واقترب قطافها إذَا لم تفهم وتستوعب خطورة المرحلة التي هي فيها، وتأخذ العبرة من ثلاثي الشر بما يتلقاه من الدروس في البحر والمحيط.
في هذا العام المحوري بدأنا بثلاثي الشر المتمثل باللوبي الصهيوني بما فيه من الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأوجعناه وهدّدنا تجارته وبوارجه، وجنوده الذي لا تُهزم وجيشه الذي لا يُقهر، وما كان هذا الجيش أمام قواتنا المسلحة إلا قشة ترسوا على البحر والمحيط فنفخنا فيها من صواريخنا وطائراتنا ذات وقود الإيمان والتوكل على الله فأصبناها وأغرقناها كما غرق فرعون وجنوده.
اليوم وعلى ضوء المستجدات في الشأن الفلسطيني وما حقّقه الشعب اليمني من قوة الموقف مع شعب فلسطين وتلاحم القوات المسلحة مع المقاومة في غزة وفي فلسطين عرّى بذلك قرن الشيطان المتمثل بالنظام السعوديّ وكذلك الإماراتي وكل من تحالف معهم في حلفهم المزعوم على اليمن في زاوية لا يستطيعون النفاذ منها، كيف لا وهو أثبت بالقول والفعل أنه شعب لا ينام ثأره ولا يألو جهداً ولا يسكت على قضايا أمته، جاعلاً قضيته الانتصار لإخوانه في غزة؟!
وعلى الجانب الإقليمي عام مضى وما زال مُستمرًّا بمجريات الأُمَّــة الإسلامية متمثلة بـ (طُـوفان الأقصى)، عامٌ رغم جروح صنعاء إلا أنها كانت درع غزة الحامي، وسيفها الناصر المدافع، والمهاجم لقوى ثلاثي الشر، في ظل سكوت وخنوع وذل الدول المتحالفة على شعبنا اليمني من أعوام، ها هي اليوم تقف خانعة ذليلة أمام شعب فلسطين والجرائم المروعة في قطاع غزة من إبادات جماعية وتجويع كُليّ حَــدّ المجاعة، تندى لها جبين العروبة والإسلام وهم كمن جعل في آذانهم وقرًا وفي أعينهم غشاوة وفي قلوبهم أكنّة على هذه الجرائم.
وعندما شبّ الظلم والإجرام في قطاع غزة، نهض الشعب اليمني بجراحه وآلامه حامياً منتصراً لها، احتزم وحشد وصعّد في عز عدوانه وحصاره لكنه أثبت أن غزة هي صنعاء، وأن فلسطين هي اليمن، وأطفال غزة هم أطفال اليمن، ونسائها هم نساء اليمن، وبقوة الله أخضعوا كُـلّ ظالم وكلّ خائن وعدو للإسلام والدين، رغم المانع الجغرافي إلا أنهم أشعلوا البحر والمحيط ناراً وحممًا على جلود عابريه من الحلف الصهيوني ومن ساندهم، منفذاً لتوجيهات ربانية قرآنية تحت راية قائد علم مجاهد لا يخاف في الله لومة لائم قائد الأُمَّــة العربية والإسلامية، ومرهب الكيان وحلفائه، السيد المجاهد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد شرّف شعبنا اليمني بخوض هذه المعركة ومن أوسع أبوابها.
على مشارف العام العاشر سيظل الشعب اليمني متمسكًا بقيادته وداعمًا لقواته المسلحة، شعب الإيمَـان والحكمة، شعب القيم والشهامة، شعب الكرامة والعزة شعب النصر والانتصار للمظلومين من أمته عامةً ولإخوانه في غزة خَاصَّة، وذلك من خلال إيمانه ووثوقه بالله، وصموده وثباته وموقفه القوي الراسخ تجاه قضيته الفلسطينية متمسكًا بها حتى النصر.