الأسواقُ المحلية تستقبلُ شهرَ رمضانَ باستقرار تمويتي، وتجار الموت تحت الرقابة.. والصناعةُ والتجارة: لا تهاون مع المتلاعبين بأقوات الناس
صدى المسيرة/ خاص
عدة أَيَّام ويهلُّ علينا هلالُ شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فالشهر الكريم شهر العبادات والطاعات، ولكن يحتفل اليمنيون كُلّ عام باستقباله بشراء حاجياتهم من الطعام والشراب بكميات أحياناً تفوق حاجياتهم الاستهلاك، وهو ما يضعهم عرُضة لهوامير الاستغلال من تجار وباعة ينظرون إلَـى قدوم رمضان فرصةً لرفع ارصدتهم وبيع منتجاتهم التالفة.. إلَـى التفاصيل:ـ
شهدت الحركة التجارية في أَسْوَاق العاصمة والمحافظات ارتفاعاً متنامياً منذ أَيَّام من قبل المواطنين لتوفير متطلبات الشهر الكريم، إلَّا أنَّ الكثير من جهابذة المال من مستغلين ومغالين ومحتكرين لا يزَالون يقفون حائلاً بين المواطن اليمني الذي يعيش ظُرُوْف اقتصادية ومعيشية صعبة وفرحته بالشهر الكريم.
استقرار تمويني
رغمَ الحصار والعدوان إلَّا أن الأَسْوَاق المحلية لا تزَالُ فاتحة ذراعيها لكل مستهلك، كما لا تزَالُ السلع والمنتجات المختلفة متواجدة بكميات تجارية، إلَـى جانب ذلك أَكَّدت مصادر رسمية أن الاحتياطي الوطني من القمح والدقيق يكفي لستة أشْهر، وأَكَّدت مؤسسة موانئ البحر الأحمر أن ميناء الصليف استقبل ٢٥ باخرة تحمل ٨٨٧ ألفاً وَ٩٢٢ طناً من المواد الغذائية من اصل ١٦٠ باخرة تحمل مليونَي و٢٣٢ ألفاً و٩٤٠ طناً من البضائع والسلع المتنوعة منها ١٢٨ باخرة وصلت إلَـى ميناء الحديدة حتى منتصف شهر مايو الماضي، وأوضحت أن 18 باخرة ضمن تلك البواخر التي استقبلها ميناء الحديدة تحمل ٢٩ ألفاً و١١٩ حاوية نمطية بنظام TUS، كما لا تزَالُ السلع والمنتجات الغذائية تتدفق على الأَسْوَاق المحلية بدون أية ارتفاعات تُذكر.
تجار الجملة
على مدى الأَسَابيع الماضية اتفقت وزارة الصناعة واللجنة الاقتصادية مع كبار المستوردين وَكبار تجار الجملة للمواد الغذائية الأَسَاسية بعدم رفع أَسْعَـار المواد الغذائية عن السعر السائد قبل ارتفاع سعر الدولار وضبط أية مخالفات لذلك، وأعلنت عددٌ من المجموعات التجارية والشركات ورجال المال والأعمال في الصحف الرسمية عدمَ وجود أي تغييرات في أَسْعَـار المواد الغذائية وأن أَسْعَـارها ثابتة دون أية تغييرات.
200 مخالفة
الصناعة والتجارة والجهات الأمنية ووفق توجيهات اللجنة الثورية العليا وشددت الرقابة على الأَسْوَاق المحلية وضبطت المئات من المخالفات السعرية المخالفة للأَسْعَـار المعلنة منْ قبل الوزارة والموقّع عليها من قبل التجار؛ وذلك لضمان وصول السلعة بالسعر الحقيقي إلَـى المستهلك، كما شدّدت من حملاتها مع قدوم الشهر الكريم واقرت الصناعة والتجارة تشديد الرقابة واستمرار اللجان الميدانية الرقابية في النزول إلَـى الأَسْوَاق لضبط أي متلاعبين، وأَكَّدت في اجتماع تقييمي لها ضبطَ أَكْثَــر من 200 مخالفة تموينية وسعرية على مستوى مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.
السلع المنتهية
وفي ظل استمرار الحملات الرقابية في العاصمة صنعاء والمحافظات شدد وكيل محافظة صنعاء لقطاع الاستثمار يحيى جمعان، على ضرورة تشديد الرقابة على البضائع وتنفيذ حملات ميدانية للأَسْوَاق، وثمّن الوكيل جمعان جهود مكتب الصناعة في الرقابة على البضائع رغم شُحة الإمْكَانات، ولفت إلَـى أن عدداً من التجار يستغلون الظروف الحالية لبيع بضائعهم المنتهية والفاسدة.
53 منشاةً مخالفة
في العاصمة صنعاء ضبط اللجنةُ الميدانية المشتركة من موظفي المكتب وفروعه في المديريات وأعضاء من اللجنة الاقتصادية في الوزارة الأُسْبُوْع الماضي، 66 مخالفة غذائية وتموينية في 53 منشأة تجارية تمثّلت في تفاوت بالأَسْعَـار للسلع الغذائية القمح، الدقيق المطحون، الأرز، السكر، وَأَكَّدَ مكتب الصناعة والتجارة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وإحالتهم إلَـى النيابة، وفي مديرية الحالي محافظة الحديدة ضبطت لجنة متابعة وضبط الأَسْعَـار تسع مخالفات للأَسْعَـار، وأوضح مدير عام مديرية الحالي عبدالمنعم الرفاعي أن اللجنة أحالت تلك المخالفات للجهات المختصة.. مبيناً أن اللجنة تواصل عملية الرقابة والمتابعة للأَسْعَـار في عدد من الأَسْوَاق والمحلات التجارية، وأشار إلَـى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار وضع حد للمتلاعبين بالأَسْعَـار والذين يستغلون الأوضاع التي تمر بها البلاد.
إب.. لجنة مراقبة
وفي محافظة إب ناقشت اللجنة التموينية بمحافظة إب برئاسة الوكيل الأول للمحافظة عبدالحميد الشاهري الوضع التمويني ومستوى توفر السلع الأَسَاسية بالمحافظة، واستعرض الاجتماع الذي حضره مدير الغرفة التجارية والصناعية بالمحافظة وتجار جهود تغطية احتياجات السوق والمواطنين من هذه السلع وآلية مراقبتها وضبط أَسْعَـارها، وأقرت اللجنة الزام مالكي محطات الغاز المعنيين بتوزيع الكمية المخصصة للمحافظة بالأَسْعَـار المحددة لها وفق الآلية المعتمدة للتوزيع، ووافق المجتمعون على تشكيل لجنة لمراقبة الوضع التمويني ومنع الاحتكار وتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية والاستهلاكية، وفي الاجتماع شدد وكيل المحافظة على التقيد بأَسْعَـار المواد الغذائية والتموينية واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين..
ضبط 16 طناً
وفي محافظة حجة ضبطت حملات الرقابة والتفتيش على التجار والأَسْوَاق خلال الفترة الماضية 16 طناً من المواد الغذائية الفاسدة والمنتهية التي يزداد الإقبال عليها مع قدوم شهر رمضان وَتشمل التمور والأجبان والحليب والزيت والحلويات والعصائر ومواداً غذائية أخرى من جميع مديريات المحافظة، وَأَكَّدَ الهبيط أنه سيتم إتلافُ تلك المواد الاثنين القادم بحضور الجهات ذات العلاقة.
كما أتلف مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة حجة خلال الأَيَّام الماضية ثلاثة أطنان من المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، تم ضبطها من أَسْوَاق ومخازن مدينة حجة، إضَافَة إلَـى ما تم ضبطه في النقاط الأمنية على مدخل المدينة، وخلال عملية الإتلاف التي حضرها نائب مدير شرطة المحافظة العميد حسين الحيفي، أَكّد مدير مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة يحيى الهبيط أن إتلاف هذه المواد يأتي في إطار الإجراءات الخَاصَّة بحماية المواطن من هذه المواد الفاسدة، كما أَكّد مكتب الصناعة والتجارة إحالة التجار وأصحاب المحال التجارية إلَـى نيابة المخالفات لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ودعا المواطنين التنبه لفترة الصلاحية والإبلاغ عن أي تاجر أَوْ محل يبيع مواد غذائية منتهية الصلاحية أَوْ تالفة حفاظاً على سلامة الجميع.
ضبط المغالين
وتواصلاً لحملات الرقابة ضبطت السلطة المحلية ومكتب الصناعة والتجارة بمدينة رداع، عدداً من تجار الجملة والباعة المغالين بالأَسْعَـار خلال حملة تفتيش واسعة على الأَسْوَاق والمحال التجارية والطواحين برداع لمراقبة الأَسْعَـار، وسير النشاط التجاري، ومدى توفر السلع الأَسَاسية والاستهلاكية، وذلك بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وأوضح أمين عام المجلس المحلي بمدينة رداع أَحْمَد محمد العكام أن الحملة تهدف إلَـى ضبط التجار المتلاعبين بالأَسْعَـار، وذلك من أجل ضمان عدم الاستحداث في رفع أَسْعَـار أياً من السلع والمواد الأَسَاسية والاستهلاكية وخُصُوْصاً مادة الدقيق والقمح وغيرها من السلع والمواد الغذائية.
تجار الموت
الكثير من السلع والمنتجات الموسمية الاستهلاك، والتي يرتفع الطلب عليها في شهر رمضان الكريم، وهي مكونات العصائر والنشويات والكريمات والحليب وغيرها معظمها مفخخة في الأَسْوَاق ومقاربة على الانتهاء بل ومنتهية وخُصُوْصاً في ظل العدوان والحصار اكتنز الكثير من التجار سلع ومنتجات في مخازن بطريقة غير سلمية فاتلفت قبل انتهائها، ورغم مخاطر تلك السلع والمنتجات المنتهية أَوْ المقاربة على الانتهاء، إلَّا أن ضعفَ الوعي الاستهلاكي للمواطن البسيط وضعف القوة الشرائية تدفعه إلَـى شراء كُلّ معروض رخيص الثمن.
فقبيل الشهر الكريم من كُلّ عام يفرغ تجار الموت مخازنهم الممتلئة بالمنتجات التي فقدت جودتها نتيجة سوء التخزين من جانب وانتهاء فترة صلاحية استهلاكها، ورغم ذلك ضخ تجار الموت كميات كبيرة إلَـى السوق بأَسْعَـار تقل عن الاتجاه العام لأَسْعَـار بـ 30%، حيث تباع تحت التصريف دون مبالغ مالية مقدماً (آجلاً) لأصحاب بقالات صغيرة ومتوسطة، كما شوهد عشرات البسطات التي أنشئت في الأَسْوَاق العامة، بالقرب من أَسْوَاق القات، تباع كميات كبيرة من سلع ومنتجات غذائية بأَسْعَـار رخيصة في ظل غياب للرقابة، ووفق تقارير رسمية فإن السلع المغشوشة والمقلدة والمهربة والمنتهية الصلاحية تصل إلَـى 60% من حجم التجارة في السوق اليمني.