مؤتمر صحفي للصحة: استهداف 539 مستشفى ومركزًا طبيًّا وخروجُ أكثرَ من 55 % من المرافق الصحية عن العمل
وسط اعترافات دولية بكارثية الوضع الطبي جراء العدوان والحصار:
المسيرة: صنعاء:
أشَارَت وزارةُ الصحة العامة والسكان، إلى تأثير العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي، على القطاع الصحي وتدمير البنية التحتية والضحايا.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي نظّمته وزارة الصحة، السبت، في العاصمة صنعاء، حول آثار العدوان والحصار وتبعاته على القطاع الصحي، تحت شعار “الصمود والإنجازات”، بحضور وكيلي الوزارة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور وقطاع السكان الدكتور نجيب القباطي.
وفي المؤتمر أوضح الناطق الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور أنيس الأصبحي، أن عدد الشهداء والجرحى بلغ منذ بداية العدوان حتى 25 مارس 2024، الذين وصلوا للمستشفيات، 49 ألفاً و408 مدنيين، منهم 15 ألفاً و752 شهيداً و33 ألفاً و656 جريحاً، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال ثلاثة آلاف و184 شهيداً والجرحى أربعة آلاف و714، فيما بلغ عدد الشهداء من النساء ثلاثة آلاف و223 امرأة، والجريحات ثلاثة آلاف و306 نساء، مبينًا أن إجمالي ضحايا الإعاقات من المدنيين بلغ 14 ألفاً و406 معاقين، منهم أكثر من 6 آلاف طفل.
ولفت ناطق الصحة إلى أن تحالف العدوان استهدَفَ 539 مرفقاً صحياً وإدارياً في 14 محافظة، منها 162 مرفقاً صحياً بشكل كامل و376 جرى تدميرها بشكل جزئي؛ ما أَدَّى إلى ضغط كبير على القطاع الصحي، وخروج أكثر من 55 % من المرافق الصحية عن العمل، وفي ظل الحصار 45 % من المرافق تعمل بالحد الأدنى.
وأفَاد بأن إجمالي الضحايا من الكوادر الصحية وصل إلى 69 كادراً طبياً وتمريضياً منهم 66 شهيداً، وتسبب العدوان في مغادرة ما يقارب من أكثر من 95 % من الكوادر الطبية العاملة في البلاد، وتدمير مصنع للدواء ومصنعين للأوكسجين بشكل مباشر، واستهداف 100 سيارة للإسعاف بالقصف أثناء قيامها بمهامها الطبية.
وتطرق الدكتور الأصبحي إلى أهم الإنجازات التي حقّقتها الوزارة والتي شملت إصلاح القطاع الصحي من خلال التطوير الهيكلي ومراجعة وتحديث وإصدار القوانين والسياسات والاستراتيجيات واللوائح والأدلة وبناء قدرات العاملين وأتمتة النظام الصحي وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتعزيز أداء الوحدات الفرعية بما فيها هيئة الأدوية والمجلس الطبي وهيئة التأمين الصحي واللجنة الطبية.
وأكّـد ناطق الصحة إلى أنه وتنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، بتقديم خدمات طبية للفقراء والمساكين مجاناً، تم إعداد برنامج مجانية الخدمات الطبية للأسر الفقيرة والمتعففة للمرحلة الثانية استكمالاً لتجهيز مركز القلب ومركز الكلى بهيئة مستشفى الثورة، ومركز الأورام ومركز الكبد بهيئة المستشفى الجمهوري ومستشفى السبعين، وإنشاء مركز طب وجراحة الأطفال في مستشفى الكويت الجامعي التي ستلتحق ببرنامج مجانية الخدمات الطبية المرحلة الثانية بدعم حكومي وبمشاركة الهيئة العامة للزكاة.
إلى ذلكَ، دَقَّت العديدُ من المنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الصحة باليمن، ناقوس الخطر، أمام كارثة إنسانية تواجه البلد الذي يعاني من انهيار كامل في الخدمات الطبية وتعطل المنظومة الصحية؛ جراء استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي منذ 9 أعوام.
وإلى جانب تحذير المنظمات الأممية بشأن انتشار العديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة بأوساط المجتمع اليمني، فَــإنَّ سوء التغذية يعد الأكثر ضرراً ويشكل قلقاً كَبيراً لدى السكان، حَيثُ وبموجب التقارير الدولية فَــإنَّه لا يزال هناك قرابة 10 ملايين طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وبحسب تقرير حديث صادر عن “اليونيسيف” فَــإنَّ تداعيات سوء التغذية في اليمن خطيرة جِـدًّا ودائمة بالنسبة إلى الأفراد وأسرهم، مبينة أنَّ النساءَ والرُّضَّعَ والأطفالَ والمراهقين يتعرضون بصفة خَاصَّة لمخاطر سوء التغذية، وبالتالي فَــإنَّ أكثر من نصف السكان 18.2 مليون شخص، بينهم 9.8 مليون طفل بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة، ومع ارتفاع معدلات سوء التغذية في اليمن، يعاني أكثر من 2.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد بينما يعاني 49 % من الأطفال دون الخامسة من التقزم أَو سوء التغذية المزمن.
من جانبها أوضحت “كاثرين راسل” المديرة التنفيذية لـ”اليونيسيف”، أن العدوان والحصار الذي طال أمده في اليمن كان له تأثير مدمّـر على حياة الفتيات والصغار الأكثر هشاشة، مضيفة أن عدداً كبيراً جِـدًّا من الأطفال محرومون من الضروريات الأَسَاسية، بما في ذلك التغذية السليمة؛ الأمر الذي قد يهدّد الأجيال القادمة ما لم يتم اتِّخاذ إجراءات عاجلة لتزويد الأطفال بالتدابير الوقائية والعلاج الذي هم في أَمَسِّ الحاجة إليه.