سِـرُّ صُمود وثَبـات وانتصار رجَـال الله
عبدالله علي هاشم الذارحي
المتأمل في التاريخ يجد عندما يكون للإنسان هدفٌ وقضية، وعندما يتسلح بقوة الإيمَـان والإرادَة والعزيمة وتوجد قيادة ربانية حكيمة توكلت على الله، ووثقت بالله واعتمدت عليه تعالى؛ فَــإنَّ العديد من المعجزات تتحقّق دونما عناء أَو مشقة، هذا فعلاً هو الذي عايشناه وشاهدناه يتجلى أمام أعيننا في الحرب المصيرية التي فُرضت علينا من تحالف قوى العدوان السعو صهيو إمار أمريكي للعام التاسع على التوالي..
ها قد دشّـنت قيادتنا السياسية والعسكرية وأحرار الشعب اليمني العام العاشر من الصمود اليمني بوجه قوى العدوان الغادر وحصاره الغاشم، ما زلنا نخوض معركة النفس الطويل بالإيمان بالله وبالتوكل على الله، وبالإرادَة والعزيمة والصمود والثبات التي تشبع بها رجال الله من الجيش واللجان الشعبيّة وساروا عليها منذ الوهلة الأولى من الحرب، كان لها النتائج المرجوة التي وعد الله بها أولياءَه المؤمنين الظفر والنصر على أعداء الله.
عقبَ مرور تسع سنوات من العدوان والحصار وقطع المرتبات وَ… إلخ، ها هو الشعب اليمني يحقّق الإنجازات والانتصارات المتتالية على العدوّ، وما كان يظنه العدوّ سهلاً وأنه سيحقّق أهدافه ومخطّطاته الرامية لاحتلال اليمن وتركيع شعبه في أيام معدودات أصبح للعام التاسع من سابع المستحيلات؛ فرجال الله ببطولاتهم الأُسطورية حقّقوا المعجزات بكل مجال..
خلال هذه السنوات التي تعتبر سنواتٍ عجافًا بالنسبة للشعب اليمني نتيجة الحرب الظالمة والحصار الجائر، تعلَّم دروساً عظيمة في التضحية والعزيمة والإباء، وتعلَّم الصبر والجَلَدَ والحياة الكريمة رغم شظف العيش وقلة المُؤون، إلا أنه يعيش بعزة وكرامة وصار يشار له بالبنان في مواجهته لقوى الطغيان..
لقد ودّعنا العام التاسع من العدوان، وبكلمة السيد القائد عشية ذكرى الصمود التاسع قال (ع): “قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية شعبنا ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي لمؤامرات الأعداء.
قادمون بجيش منظّم مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء.
قادمون بالتعبئة العامة وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك تام لجبهتنا الداخلية.
لقد رسم السيد القائد ملامحَ العام العاشر بوضوح وقوة واقتدار..
بالتالي فَــإنَّنا قادمون في العام العاشر ونحن نمتلك من القدرات العسكرية والمعنوية والمادية والنفسية ما لا يتخيلُها العدوّ، وأن النصر حليفنا بإذن الله تعالى، خَاصَّة وأن في يمن الإيمان والحكمة رجالاً صدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأَحزَابِ: ٢٣] صدق الله العظيم، ونحن على ذلك من الشاهدين على ما سبق، والعاقبة للمتقين.