المناضل الفلسطيني الدكتور بسام أبو شريف في حوار لصحيفة “المسيرة”: (طُـوفان الأقصى) قطع الطريقَ على مخطَّط أمريكي صهيوني للسيطرة على مخزون الغاز في غزة هناك تقارُبٌ قلبي بين اليمن وفلسطين والقائدُ الفذُّ السيد عبد الملك الحوثي يحترمُه ويحبُّه كُـلُّ الفلسطينيين
المسيرة – حاوره أحمد داوود
يُعَـــــــــــــدُّ الدكتور بسام توفيق أبو شريف، واحداً من الفلسطينيين الذين لهم رصيدٌ كبيرٌ في النضال الثوري؛ فهو من مؤسّسي “الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين”، وأحد المستشارين السابقين للرئيس الراحل ياسر عرفات، وصاحب وثيقة أبو شريف حول السلام.
تعرَّض لمحاولة اغتيال من قِبل العدوّ الإسرائيلي في 25 يوليو 1972، حين أرسل إليه كتاباً ملغوماً، وبعد أن فتحه انفجر بين يدَيه، وهو واقفٌ في مكتبه بمجلة “الهدف” التي ترأَّس تحريرها بعد اغتيال المناضل غسَّان كنفاني، وأُصيب بجروح بالغة وخسر أربعَ أصابع، وفقد عينَه، وجزءًا كبيرًا من سمعه، إضافة إلى جروح أُخرى.
وصلت مؤلفاته إلى 14 كتاباً، من بينها “حصار بيروت” “وأفضل الأعداء” الذي صدر باللغة الإنجليزية، والموهوب غسان كنفاني، صدر كذلك باللغة الإنجليزية، ومؤلف “10 أَيَّـام هزَّت العالم”، وبعض كتبه تُرجمت إلى 13 لغة عالمية، وآخر إصدار له قبل أشهر تحت عنوان “ما لم يُعرَفْ عن غزو بيروت”، وكتب ثورية لا تزال تحت الإعداد.
في هذا الحوار يتحدث ضيفنا عن عملية (طُـوفان الأقصى)، وكُلِّ المستجدات التي ترافقها.
إلى نص الحوار:
– بداية دكتور بسام.. يطرحُ الكثيرون تساؤلًا هامًّا.. لماذا (طُـوفان الأقصى) وهل جاءت هذه العملية في توقيتها أم كانت عملًا مستعجَلًا؟
يجبُ أن نقولَ إن عمليةَ (طُـوفان الأقصى) هي فريدةٌ من نوعها، حَيثُ لم تتمكّنْ “إسرائيلُ” ولا الولاياتُ المتحدة ولا الأقمارُ الصناعية ولا الجواسيسُ ولا التجسُّسُ من كشف أسرار تلك المدينة التي أقيمت فيها الأنفاق؛ فغزةُ مدينةٌ مقاتلة في الهجوم، والدفاع، ولكل طور من أطوارها إلزامياتٌ حركية معينة تقلب هذه الأنفاق نحو موقع هجومي ثم تعود لتقلبها لموقع دفاعي، فعلى سبيل المثال أعلنت “إسرائيل” قبل شهرَينِ أنها سيطرت على شمالي غزة سيطرة كاملة، ولكن أي مراقب بسيط يرى أن المعركة عادت إلى شمالي قطاع غزة وأن خسائر “إسرائيل” الأكبر في هذه الأيّام تنجمُ عن صدامات دامية في شمالي القطاع، في الوقت الذي تقومُ فيه الطائراتُ بقصف جنوبي القطاع، وفي الوقت نفسه يحضِّرُ نتنياهو نفسَه لمعركة رفح.
وبالنسبة للتوقيت، فالحقيقةُ أن من يستطيع الإجَابَة عليه هو من يمسك بزمام الأمور كليًّا؛ إذ حتى هذه اللحظة لم تنتهِ المعركة، بل تقوم المعركة صعوداً وهبوطاً في كُـلّ موقع من المواقع، وما تزال صواريخ المقاومة تضرب، وهذا أمرٌ هامٌّ؛ إذ لا يمكن أن نتصرف ونحاسب ونقيِّمُ هذه المعركةَ من موقع من يقول إنها انتهت، حتى نتنياهو يعترف علناً إذَا لم يحتل ويقتحم برياً ممر صلاح الدين عبوراً إلى فيلادلفيا؛ فهو يعتبر أنه لم ينتصر؛ ولذلك فَــإنَّ الحديث عن التوقيت إن كان مناسباً أم مستعجلاً؛ فالحديث عنه لا يزال مبكراً؛ لأَنَّ المعركة لا تزال مُستمرّة.
وباعتقادي أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تملك الكثير من المفاجآت الكثيرة التي ستقصم ظهر العدوّ، وأرى أن محاولة العدوّ الإسرائيلي العبور إلى رفح ستقضي على قواته وليس العكس، وأن كُـلّ ما يتبجح به نتنياهو هو نوع من الابتزاز لكل الأطراف، وعلى رأسها الأُمُّ التي ترضع “إسرائيل” أموالَ وذخائرَ ودباباتِ وطائراتِ الولايات المتحدة الأمريكية.
– بالعودة إلى السؤال الأول.. لم تجب حول دلالة توقيت عملية (طُـوفان الأقصى)؟
باعتقادي أنه حصلت أشياءُ أمنيةٌ جعلت من حركة حماس أن تتحَرّك بشكل أسرع مما كنا نتوقع، وقبل تنسيق هذا الأمر مع كُـلّ الفصائل، ويبدو أن هناك نوعاً من الاختراق خشي معه الإخوة أن تتسرب أنباء استعداداتهم، فسارعوا بالعملية.
ونحن نقول إن ما فعلته عملية (طُـوفان الأقصى) بـ “إسرائيل” لم تفعلْه معركة أُخرى.. لقد هَــزَّت هذه المعركة في 7 أُكتوبر الكيان الصهيوني من جذوره إلى قاعدته.
– ما الهدفُ الرئيسيُّ لـ (طُـوفان الأقصى)، وهل كانت مِن أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال؟
في الواقع لم تكن عملية (طُـوفان الأقصى) مِن أجل الإفراج عن الأسرى فقط؛ إذ إنَّ كُـلَّ هذه التوابع والنتائج لا تبرّرُها عمليةُ الإفراج عن الأسرى؛ فالإفراج عن الأسرى يكون بعملية خَاصَّة قابلة للتنفيذ في أي وقت، وَيتم التحضيرُ فيها بشكل دقيق؛ فقرارُ (طُـوفان الأقصى) كان لتفادي أَو لقطع الطريق على مخطَّط أمريكي “إسرائيلي” نابعٍ من أفكار أمريكية وإسرائيلية تتعلق بالسيطرة على قطاع غزةَ وتحويل بحر غزة إلى مصدر كبير جِـدًّا للغاز المخزون هناك، وهو أكبر كمية غاز مخزونة لهذه المنطقة من البحر المتوسط والأقرب لأُورُوبا، وتشكل مصدراً هامًّا للأُورُوبيين قد يحول قطاع غزة إلى منطقة ثرية جِـدًّا تستطيع أن تنمي صناعتها وخَاصَّة الصناعة العسكرية؛ ولذلك كان رأيهم لا بدَّ من ضرب غزة، من هنا نذكر الجميع بما قاله الرئيس الأمريكي جون بايدن، الذي طار مباشرةً إلى الكيان الصهيوني بعد 7 أُكتوبر، واتفق مع نتنياهو على ضرورة تكسير وتصفية حماس، وَهي مهمة إسرائيلية أمريكية، وَيجب ألا ننسى هذا، والأمريكيون يتَّبعون أُسلُـوبَ الثعالب، والثعلب المريض الموجود في البيت الأبيض يحاول أن يخفيَ مؤامراتِه ضدهم؛ إذ كيف يمكن أن يصدِّقَ أحدٌ أن بايدن أَو البيتَ الأبيض لا يستطيعُ إيقافَ القتال في غزة.
النقطةُ الأخيرة التي أريد أن أقولَها هي إن (طُـوفان الأقصى) لم تنتهِ بعدُ، بل تتسعُ ليصبح الاسم الملائم لها “فيضان الأقصى”؛ فالضفة الغربية تتنامى في ردها على الهجمات الوحشية التي تُشَنُّ عليها من قِبل جيش الاحتلال الذي اعتقل الآلاف، واقتحم مخيمَ جنين، وقتل الجرحى في أَسِــرَّتِهم.
– هل تعتقد أن عملية (طُـوفان الأقصى) حقّقت أهدافها وانتصرت؟
نعم، عملية (طُـوفان الأقصى) حقّقت انتصارات على “إسرائيل” لم يسبق له مثيلٌ منذ عام 48م؛ فالجيوش العربية التي جاءت لتنقذَ فلسطين سقطت أنظمة هي أدوات للاستعمار القديم البريطاني تحديداً؛ ولذلك هي التي ساعدت “إسرائيل” على إعلان استقلالها، ونهب أرض فلسطين واحتلالها، وليس العكس، والتي جاء على إثرها ثورة الرئيس الأُمثولة جمال عبد الناصر، والانقلابات التي تلت في العراق وسوريا كلها كانت ردة فعل على خيانة تلك الأنظمة.
وأود التأكيدَ هنا أن المعاركَ الكبرى التي خاضها الشعبُ المصري البطل وجيشه لتحرير سيناء وعبور قناة السويس كانت على أراضٍ عربية احتلت عام 1967م، أما (طُـوفان الأقصى) فقد عبرت فيها المقاومةُ الفلسطينية إلى أراضي فلسطين 48 في هجوم لم يسبق له مثيل، وهذا يعطي هذه العملية ثقة نوعية أكبر بكثير من أية معركة سابقة، وهنا تقاس كُـلّ الضربات التي تنضم إلى ضربات الفلسطينيين ضد القوات الصهيونية؛ فهي ضربات عربية لأول مرة تضرب قوات العدوّ الصهيوني في أراضٍ احتلتها عام 48، فالصواريخ التي تُطْلَقُ من اليمن والطائرات المسيَّرة على “أم الرشراش” ومناطقَ أُخرى وعلى السفن في البحر الأحمر المتوجّـهة لـ “إسرائيل” في “أم الرشراش”.. هذه العمليات هي أَيْـضاً نوعية لأول مرة تضرب فيها من بلد عربي وقيادة مناضلة مثل اليمن تضرب فيها قوات العدوّ الصهيوني في مناطق 48 وكذلك مقاومتنا في العراق، وكذلك ما يدُكُّه حزب الله يوميًّا من مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة والجليل الغربي والأوسط.
إذاً، هي معركةٌ بكل جبهاتها تشكِّلُ سبقاً لا مثيلَ له وضربة لا مثيل لها، وأستطيع القول جازماً إنه مهما كانت النتائج، وإن شاء الله تكون إيجابية لصالح أمتنا سوف تتكبد “إسرائيل” خسائر لا حدود لها اقتصادية وبشرية وسياسية، ولأول مرة يقف العالم أجمع شعبيًّا ضد “إسرائيل” وتجرأت إضافة إلى ذلك أوساط سياسية غربية لانتقاد “إسرائيل” علناً بعد أن كانت تخشى أن تنتقدها حتى لا تتهم بأنها معادية للسامية، والآن نشاهد مليونَ متظاهر في لندن تماماً كما نشاهد ملايين اليمنيين في شوارع صنعاء واليمن.. هؤلاء لا ينتمون لنظام إنجلترا المجرم السفاح الذي لا يزالُ يقصفُ في اليمن ويزوّد “إسرائيل” بأجهزة دقيقة لشن حربهم على الأطفال.
إن مسيرةَ الشعب في بريطانيا ضد هجمات “إسرائيل” تعني الكثير الكثير، كما تعني كُـلّ المظاهرات التي خرجت في عواصم أُورُوبا وكندا.. إذن هذه المعاركُ ليست معاركَ فاشلةً، بل هي معاركُ تُحدِثُ تراكُمًا تدريجيًّا.
– بطبيعة الحال يتحدَّثُ العدوُّ الإسرائيلي عن خسائرَ كبيرةٍ تعرض لها في (طُـوفان الأقصى).. من خلال متابعتكم للأحداث.. ما مصداقية الأرقام التي تسردها “إسرائيل” عن هذه الخسارة؟
نحن لدينا المعلومات التي تؤكّـد أن خسائرَ “إسرائيل” في عملية (طُـوفان الأقصى) تفوقُ بكثيرٍ ما تعلنه؛ ولذلك تحتاج “إسرائيل” الآن إلى تجنيد مرتزِقة بالمال، ومعلوماتنا تقول إن هناك أكثرَ من 3 آلاف فرنسي، وألفَيْ أمريكي، وألفَيْ أُورُوبي توجّـهوا إلى “إسرائيل” للقتال معها وسد الفجوات التي أنزلت في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني الذي بنوا له على مدى عقود على أنه أفضل جيش في العالم وهو لواء “غولاني”، حَيثُ دمّـر تماماً، واضطرت “إسرائيل” لسحب أشلائه من قطاع غزة بذريعةِ سحبه إلى شمال لبنان، وكذلك اللواء الذي حَـلّ مكانَه، لقد قُتل في غزة.
نحن كذلك لدينا كُـلّ مِلَفٍّ، المستشفيات والمقابر الإسرائيلية، والتي تقول كم جندياً قُتل؟ وكم عسكريًّا دفن؟ وكم ضابطاً وجندياً دخل المستشفى للعلاج والمستشفيات النفسية التي دخلها أكثر من 3 آلاف عسكري إسرائيلي؟
– تقول إن لديكم معلومات لم يسبق نشرها عن خسائر للعدو الإسرائيلي في غزة.. ما أبرز هذه المعلومات؟
سنعطي “المسيرة” السبقَ في نشر هذه المعلومات، حَيثُ أرسلت تقارير من ضباط أمريكيين يسمونهم مستشارين لدى الجيش الإسرائيلي إلى بايدن بناءً على طلبه حول العدد الحقيقي لخسائر “إسرائيل” التي لم تنشر، فأجيب على سؤاله بتقرير، فيه معلومات وافية عن هذه الخسائر، وقد سرَّبَ بعض الضباط الذين تدرَّبوا عند الأمريكيين هذه المعلومات، حَيثُ تؤكّـد أن عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين بلغ 14500، وأن عدد الجرحى 46 ألفًا بينهم 15 ألف حالة مبتورة أقدامهم وأرجلهم.
هذا ما تقولُه تقاريرُ أمريكية لبايدن، أما من طرفنا نحن فكما قلت سابقًا لدينا معلومات دقيقة مستندة إلى كُـلّ تصريح خرج عن مسؤول مقبرة أَو مسؤول مستشفى نفساني، أَو مسؤول للجرحى، أَو طائرات نقلت جثثاً من قطاع غزة إلى “إسرائيل”، ما جمعنا من هذه التصريحات وما تدُلُّ عليه هو أن لدى “إسرائيل” 12300 قتيل ضابط وجندي وأن عدد الجرحى بحدود 38 ألفاً، جراح 800 منهم خطيرة وميؤوس منها تقريبًا، وعندنا شهادات من مسؤولي المقابر الذين قالوا إنهم تسلّموا في أَيَّـام معينة جثثاً ما كانوا يتسلموها في ثمانية أشهر من حياتهم؛ وهذا دليل على كثرة القتلى الذين دُفنوا في أكثرَ من مقبرة إسرائيلية.
أما مستشفى الأمل النفساني فقد مر عليه حتى ما أحصيناه من كلامهم هم أكثر من 8 آلاف مريض، وهذا ما نما إلينا وإليهم حتى الآن.
لقد سجل أكثر من ضابط إسرائيلي سابق، أَو لواء سابق، أَو قائد جيش سابق، أَو رئيس أركان سابق، بأن “إسرائيل” خسرت الحرب، وأن كُـلّ ما يفعله نتنياهو ويسمّيه أن دخوله رفح هو تسجيلٌ للانتصار وعدم دخوله هو تسجيل للهزيمة هو كلام تبريري لا علاقة له بالواقع أَو الميدان.
هناك ضابط ولواء خدم الجيش الإسرائيلي في مراحل، حَيثُ أعلن أن هنالك مأساةً ومشكلة كبيرة، وهي تفكك الجيش الإسرائيلي، مما اضطر نتنياهو للجوء للمرتزِقة من دول حليفة كأمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا.
ويوجد الآن في “إسرائيل” أكثر من 10 آلاف ضابط وجندي خدموا في جيوشهم بأمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا موجودين في “إسرائيل” كمرتزِقة يقاتلون كجيش “إسرائيل”.
– الوضع داخل قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني مأساوي بكل ما تحملُه الكلمة من معنى.. ما تقييمُكم لهذا الوضع؟
لا شك أن أرقام الخسائر الفلسطينية ليست كاملة؛ لأَنَّ هنالك آلافًا دُفنوا تحت الركام لم يتمكّن أحد من انتشالهم حتى الآن، ولذلك نتوقع أن تكون الخسائر أكبر مما تم الإعلان عنها، وذلك؛ لأَنَّ القصف الجوي كان يتناول تلك البيوت الهشة، وتلك الأخوار في المخيمات المبنية من لبن وزنك، ولا تتحمل إطلاق الرصاص؛ فكيف لها أن تتحمل صواريخ ألفي طن أَو 800 طن؟!
لقد دمّـر العدوّ الإسرائيلي أكثر من 350 ألف منزل على رؤوس الأطفال والنساء، ودمّـر فيها 56 مستشفى ومجمعاً طبياً، كان آخرها عودتهم إلى مجمع الشفاء، حَيثُ تم اقتحامه وهو مليء بالنازحين والجرحى، وأعدم بدم بارد 50 مريضاً وجريحاً، واعتقل العدوّ الإسرائيلي من الجرحى والعاملين بالمستشفى 800 فلسطيني، وهو مستشفىً لم يعد إلى عملِه بشكل سليم.
– منذ بدء عملية (طُـوفان الأقصى).. ما الذي يريده العدوّ الإسرائيلي، وما الواقع الذي تعيشه الضفة الغربية؟
ما تريده “إسرائيل” لكل فلسطين تريده لغزةَ؛ وهذا يعني أن عمليةَ التهجير والترهيب والتدمير والحصار ومحاربة الشعب الفلسطيني بالجوع والعطش واللا كهرباء واللا إنترنت، كُـلُّ هذا؛ مِن أجل تطفيش الشعب الفلسطيني؛ ومن أجل القضاء على من يدافع عن حقوقه؛ ومن أجل تركيعه، واستعباد هذا الشعب، وطرد الباقين خارج حدود بلادهم.
ومن المعلوم أن العدوّ الإسرائيلي كان يحضِّرُ لعملية عسكرية كبيرة تشمل الضفة وقطاع غزة، وكما قلنا جاءت الضربة الاستباقية التي جن جنون نتنياهو؛ بسَببِها، ولهذا فتح تحقيقاً واسعاً وعميقاً مع ضباط الجيش، وفي المناطق المحاذية لغزة للاستفسار منهم حول تسريب معلومات، لأية جهة أوصلتها لحماس بأن هناك مخطَّطًا لهجوم على قطاع غزة يتزامن مع هجوم كبير في الضفة الغربية للسيطرة النهائية وإلغاء كُـلّ ما تضمنته اتّفاقية أوسلوا مع منظمة التحرير.
هذا ما تريده “إسرائيل”، فهل نسكت أمام هذا؟!
اليوم في الضفة الغربية قليلون يعرفون ماذا يجري.. في كُـلّ ليلة، وكلّ يوم، يقوم جيش العدوّ الإسرائيلي باقتحام أكثر من ثلاث إلى أربع قرى، باقتحام مخيم أَو مخيَّمين، باقتحام ثلاث مدن أَو أربع، يطلقون النار على الأطفال والبيوت والمدارس، يقتلون الناس على الحواجز، يقطعون شجر الزيتون، يحرقون سيارات العرب.
إنَّ الهدفَ الأَسَاسيَّ هو السيطرة على كُـلّ فلسطين واستبعاد أهلها، وهذا يعني السيطرة على مخزون الغاز الضخم في بحر غزة، والمخزون الموجود على شواطئ فلسطين الأُخرى، والسيطرة على مخزون النفط في الضفة الغربية والجولان، وهكذا تكون فلسطين وثرواتها تحت قبضة “إسرائيل”.
– ولكن ما موقف السلطة الفلسطينية مما يحدث في غزة والضفة الغربية؟
السلطة الفلسطينية كانت تتخذُ خطًّا مساوِمًا، وغيرَ صحيح، فيما يتعلق بمواجهة العدوّ، وكانت في كُـلّ مرة يسعى فيها العدوّ الإسرائيلي لإقامة وحدة وطنية تختلف قيادة السلطة “فتح” مع الآخرين ثم تخرج من الاتّفاق، وتعود بلقاء مع “إسرائيل” والتنسيق الأمني مع العدوّ الإسرائيلي، فيما كانت “إسرائيل” تحضِّرُ للهيمنة الكاملة، في الوقت الذي كانت السلطة تساعدها في اعتقال كُـلِّ الناشطين السياسيين من التنظيمات الأُخرى في الضفة الغربية؛ ولذلك نرى أن الضفة الغربية لم تكن مجهزة تماماً كما في القطاع؛ مِن أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي.
هذا عاملٌ مساعدٌ لنتنياهو، ورغم أنه وقف عدة مرات علناً ليقول إنه يدوس اتّفاق أوسلو بقدمه، وإنه لا يوجد اتّفاق أوسلو، وإنه انتهى، وإن الضفة الغربية هي “إسرائيل”، والجولان هي “إسرائيل”، وغزة هي “إسرائيل”… إلخ.
أي أن هنالك برنامجًا من نتنياهو وحكومته للعودة كليًّا إلى الحكم الكامل، للاحتلال للأراضي الفلسطينية والوضع الفلسطيني واستبعاد الشعب الفلسطيني وامتلاك أراضيه وثرواته.
وبعد هذا نقول إن الضربة الاستباقية وما جرى حتى الآن منذ 6 أشهر لا يلغي في ذهن نتنياهو مخطّطاته، بل يريد أن يسيطر على القطاع، وهو يكذب عندما يتحدث عن وقف إطلاق النار، أَو الانسحاب، وهو يبني الآن منطقة منزوعة وآمنة من أراضي غزةَ على طول حدود غزة من المستوطنات المحيطة بها؛ وهذا يعني أنه سيسرق من غزة 16 % من أراضيها الزراعية لتكون منطقة حامية وأمنية لـ “إسرائيل” لا تسمح لأحد بقطعها؛ لأَنَّها ملغومة أَو يعبر لـ “إسرائيل” من خلالها.
“إسرائيل” تريد أن تكون هناك حالة في قطاع غزة كالحالة في الضفة الغربية؛ أي أن الجيشَ الإسرائيلي يسرح ويمرح ويقتحم كُـلَّ ليلة قبل الفجر وبعده بيوتَ المواطنين لإطلاق النار وقتلهم أَو لسرقتهم أَو لإحراق سيارتهم وممتلكاتهم أَو لسرقة مزروعاتهم وأغنامهم وإحراق تلك المزروعات.
– الأطماع الأمريكية والإسرائيلية لا تقتصر على فلسطين المحتلّة بل المنطقة العربية برمتها.
بالتأكيد، فسورية على سبيل المثال، هناك خزانات النفط والغاز، و”إسرائيل” تتعاون مع أمريكا؛ مِن أجل نهب ثروات سورية وتوزيعها على “إسرائيل” وأمريكا وعملائها من القيادة الكردية.
والسيطرة على النفط والغاز في المنطقة هو هدفٌ من أهداف أمريكا وهدف من أهداف “إسرائيل”، وهم شركاءُ معاً؛ مِن أجل السيطرة، شركاء ليقتلوا ملايين من البشر، ملايين من المدنيين والأطفال؛ مِن أجل نهب الثروات.
وإذا نظرنا من ناحية أُخرى، وما تضعه “إسرائيل” في أبحاثها حول اليمن نجد أن هناك بؤرةً من الحقد على اليمن، بؤرة إفساد، حاقدين على اليمن؛ لأَنَّ اليمن عربي أصيل؛ ولأن اليمن كما يعتقدون ثروته هي ملكهم، وليست ملكاً لليمنيين، من هنا هاجر عددٌ كبيرٌ من يهود اليمن وهم من الذين يكرهون العربَ كرهاً شديداً مع أنهم عربٌ يدينون باليهودية إلا أنهم يكرهون العربَ ويعلّمون أطفالَهم كيف يقتلون العرب تماماً مثل يهود نيويورك وغيرهم.
– تتحدث وسائل الإعلام عن وجود خلافات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي بايدن حول ما يجري في غزة.. ما تعليقكم على ذلك؟
قد تظهر بعض الخلافات بينهما، لكنها ليست قائمة على أَسَاس دخول رفح من عدمه، فأمريكا تدعم كليًّا مخطّطات “إسرائيل” لذبح مِئة ألف أَو مِئتي ألفٍ من الفلسطينيين، وهي تعطي الاحتلال الإسرائيلي الذخيرة والطائرات والصواريخ ليقتلوا أطفال ونساء فلسطين، والولايات المتحدة تساعد “إسرائيل” على شن حرب التعطيش لقطع المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى حرب التجويع، وهي تزود الكيان الصهيوني بالذخائر المحرمة دوليًّا لتقتل أطفال فلسطين.
ويمكن القول: إن العدوّ الإسرائيلي وأمريكا قتلت أكثرَ من 32 ألف مواطنٍ فلسطينيٍّ في قطاع غزة، الكثير منهم نساء وأطفال، بل إن الأسوأ من ذلك أن النساء يعانين كَثيراً في القطاع، وهناك احتماليةٌ كبيرة لولادة أطفال مشوَّهين؛ بسَببِ هذه الغارات، فهل هذه هي ثقافة الغرب أم أنها حيوانية وحشية لم يسبق لها مثيل؟
ورغم ذلك نجد بايدن يؤيد “إسرائيل”، وإن بدا أنه يختلف مع نتنياهو حول موضوع رفح، لكنه لا يذكر كلمة واحدة حول المجازر التي ترتكب يوميًّا في فلسطين أغلبها من الأطفال والنساء الحوامل.
– كما هو معلوم فَــإنَّ للعدو الإسرائيلي الكثيرَ من الأهداف في حربه على غزة والضفة منها تهجير الفلسطينيين والسيطرة الكاملة على فلسطين.. برأيكم هل التهجير وارد؟
مما لا شك فيه أن رئيسَ الوزراء الصهيوني وحكومته لديهم الوَهْــمُ بأن حربَ الإبادة على قطاع غزة وفي الضفة الغربية سوف ينتج عنها إما هجرة قسرية من الضفة أَو القطاع أَو إبادة تدريجية للفلسطينيين، ومن تبقى سوف يستعبَدون كعُمال في “إسرائيل” التي ستتوسع لتكون مبدئياً من البحر إلى النهر وستتابع بعد ذلك “إسرائيل” مخطّطاتها وسيناريوهاتها للتوسع أكثرَ؛ تنفيذاً لحلمها ووهمها في خلق “إسرائيل” الكبرى، وهذا هو حلمُ كُـلّ صهيوني، فهم يعلمون أطفالهم قتل العرب، لكن هذا الوَهْـــمُ المجنونُ سيؤدي إلى تفكك دولتهم وإزالتها آجلاً أم عاجلاً؛ بفعل صمود الشعب الفلسطيني، الذي يدافع عن الأُمَّــة بأسرها وكلّ مقدساتها.
– ما هي السيناريوهات المتوقعة برأيكم دكتور بسَّام بعد كُـلّ هذه الأحداث؟
الحقيقة أن العدوّ الإسرائيلي، ونتنياهو وقعوا في أزمة ومستنقع، ومن الصعب الخروج سالمين رغم الدعم الأمريكي، فعلى الرغم من هول وحجم الإجرام الصهيوني في غزة، ومنع المساعدات، وقصف المستشفيات، ومحاصرة المرضى، وقتل الجرحى كما حدث في مجمع الشفاء الطبي، إلا أن الشعب الفلسطيني صامد، وقد أفشل كُـلَّ مخطّطات الحكومة الصهيونية التي تعتقدُ أن المزيدَ من القتل وقصف البيوت على رؤوس الأطفال والأهالي والعائلات سيجبر الفلسطينيين على الهجرة القسرية أَو الاستسلام، ولن يتم ولن ينجح هذا السيناريو في تحقيق أهدافه، ولن يؤديَ كما يحلُمُ نتنياهو في السيطرة على قطاع غزة، والقضاءِ على فصائل المقاومة.
الأمر الثاني: نحن نرى أن الهجوم البري في قطاع غزة كان مصيدة ومستنقعاً لا يجلب على الصهاينة سوى الخسارة.
كما أن الشعبَ الفلسطيني قد صمد، وبدأت حرب منع وصول المساعدات الدولية من معبر صلاح الدين أَو من معبر كرم أبو سالم، وتم التضييق على أهلنا في غزة، واستمر العدوُّ الإسرائيلي في سيناريو التجويع، وأصبح إدخَالُ بعض الحاويات من الدعم الغذائي مصيدةً لقتل المئات من المدنيين الذين يتقاطرون؛ مِن أجل الحصول على لقمة العيش.
وأمام كُـلّ هذا يتحدث نتنياهو عن انتصار “إسرائيل” ويربط ذلك باجتياح رفح، معتقداً أنه لن يحقّقَ الانتصار إذَا لم يجتَحْ رفح، لكن نتنياهو إذَا أقدم على ذلك فقد نصب لنفسه فخّاً؛ فالمقاومةُ يعلمون بكل خططه وقد أعدُّوا لها العدة.
والواقع أن الشعب الفلسطيني أثبت صلابة وطنية لا مثيل لها، فالعشائر العربية الأصلية ومن العائلات الكبيرة رفضت كُـلّ العروض التي حاولت “إسرائيل” من خلالها أن تستميلَهم، حَيثُ عُرضت عليهم عملية توزيع المساعدات وقوبل هذا العرض بالرفض من هذه العشائر.
والآن هناك لجان شعبيّة من المقرّر أن تقوم بإيصال المساعدات، لكن “إسرائيل” تماطل، ولا تريد إيصالها، قبل استفحال المجاعة في بطون الأطفال وقتلهم وهم أحياء.
– فيما يتعلق بمخطّط اجتياح رفح.. هل تعتقدون أن ذلك سيكون سهلاً على نتنياهو وجيشه؟
إن الهجوم على رفح، واستمرار الحرب التي يظن نتنياهو أنها ستساعده على الحفاظ على مصالحه والاستمرار في الحكومة الصهيونية سوف يرى أن ما خطط له وظنه سهلاً ليس كذلك على الإطلاق، فالمقاومة الفلسطينية تستطيع استخدام كُـلّ الأسلحة المتوفرة لديها بكل أنواعها، وهذه الأسلحة إذَا استُخدمت بكثافة وبتخطيط سليم، فَــإنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سيهرب، ولن يتمكّن من الانتصار، وَسيخرج، أَو يعجز عن الخروج؛ لأَنَّه أثخن بالجراح، وهذا التصدي البطولي الذي يقوم به شعبنا الفلسطيني سوف يتزامن مع ما يفاجئ الصهاينة من تصعيدٍ غير محسوب للمقاومة الفلسطينية في مناطق شمالي غزة ووسطها، ففي الوقت الذي سيهاجم نتنياهو رفح سوف يكون هناك هجمات من شمال ووسط غزة مما سيحدث خللاً في تفكير العدوّ الإسرائيلي وتنفيذ خططه، وقد نشاهد تحَرّكاً لضباط مصريين بعد مهاجمة رفح المصرية، وسيقاتل الفلسطينيون قتال الأبطال.
كما أن الجبهات المساندة ستشهد تصعيداً لا مثيلَ له من هذه القوى الصامدة الواعدة، التي تمتلك الإرادَة الصُّلبة، وستنهال ضرباً على أهداف حساسة في “إسرائيل” بمختلف أنواع الأسلحة سواء من اليمن أَو غيرها.
– كيف تنظرون كفلسطينيين إلى مساندةِ اليمن مع ما يحدث في غزة؟
يمكن القول إن اليمن هو الدولةُ العربيةُ الوحيدة حتى الآن التي امتلكت الشجاعةَ والقوة والإرادَة والتصميم والإيمان بالنصر واستخدمت كُـلّ ذلك ضد أقوى قوة في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية التي أرغمت كُـلّ الشعوب على الخضوع.
لقد استخدمت القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية لضرب السفن لأول مرة بالصواريخ البحرية والباليستية، وأجبرت أمريكا على إغلاق فمها، والصمت أمام هذه الضربات، وعلى الرغم من الغارات والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن إلا أن ذلك لم يؤثر شيئاً على اليمن الصامد والصابر.
لقد حقّق اليمنيون انتصاراً حتى الآن لا مثيلَ له على العدوّ الصهيوني، ولقد أنزلوا الخسائر الاقتصادية الفادحة بـ “إسرائيل”، وقد أغلق ميناء “أم الرشراش” أبوابه؛ بسَببِ الخسائر، وعدم وجود عمل؛ بسَببِ الحصار اليمني المفروض عليه.. هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى هناك مئات الملايين التي تخسرها “إسرائيل” يوميًّا نتيجة عدم القدرة على إدخَال البضائع من طرق أُخرى زادت من كلفتها والضرائب عليها.
وهنا يمكن القول إنه في حال استطاع اليمنُ استهدافَ الجسر البري الذي تحاول من خلاله “إسرائيل” تعويضَ خسائرها، فسوف تزداد خسارتهم أضعافاً مضاعَفةً.
لقد ارتفعت الأسعارُ في “إسرائيل” جراء الحصار اليمني، ونحن في الضفة الغربية نلمس هذا، حَيثُ لم نعد نستطيع شراء كيلو طماطم؛ لأَنَّ سعرَه ارتفع، مع أننا في موسم يفترض أن تنزل فيه الأسعار إلى أدنى مستوى للخضار، ومع ذلك لا نستطيع الشراء، ونؤكّـد هنا أن هناك أزمة مجاعة قادمة للضفة الغربية ناجمة عن الأزمة الاقتصادية في “إسرائيل”.
إن هذا العمل البطولي للشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية والقائد الفذ السيد عبد الملك الحوثي جعل الفلسطينيين يحترمونه ويحبونه.. إن هذا هو درعٌ للمعركة، وهو درع العرب، وللعرب درعان، درع فلسطيني يحمي الأُمَّــة العربية من “إسرائيل”، ودرع يمني يحمي الأُمَّــة العربية من الاستعمار الأمريكي البريطاني الفرنسي الأُورُوبي.
إن الفلسطينيين يشعرون بفخرٍ لا حدود له عندما يطلق اليمن صواريخ إلى أم الرشراش دون إطلاق صفارات الإنذار، كما أن إصابة هذا الهدف يعني أن اليمن قادر على إصابة أهداف أُخرى سترعب العدوّ الصهيوني.
ونؤكّـد هنا أن هناك تقارباً قلبياً بين اليمن وفلسطين، نحن عربٌ وأنتم عرب إن جُرحتم نتألم وإن جُرحنا تتألمون.
ونحن في فلسطين عندما يظهر السيد عبد الملك الحوثي، على التلفزيون لا أحد يتطلع إلا على كلامه ويصغي جيِّدًا وهو محبوب جِـدًّا لدى الشعب الفلسطيني.
– وماذا بشأن عمليات المساندة لغزة من محور المقاومة؟
ما أنزلته عملية (طُـوفان الأقصى) ومساندة كُلٍّ من اليمن، ولبنانَ، والعراق، في العدوّ الإسرائيلي شيءٌ كبيرٌ لا يتصوره أكبرُ الخبراء في معارك الشرق الأوسط، ولكن تماماً كما قال بوتين في بداية المعركة: “هذه منطقة فيها شعوب مقاتلة ولن تكونَ سهلةً على الأمريكيين”، وهذا فعلًا كلام سليم.
ومن هنا أقولُ: سلامٌ لكل من يساند فلسطين؛ لأَنَّ معركتنا واحدة، وقد سبق أن قلنا عندما توحّدَ اليمن إن فلسطين هي الشطر الثالث، وهذا نابعٌ من كون هذه الأُمَّــة المقيمة في اليمن، في جباله الشاهقة وسواحله المهمة، هذه الأُمَّــة هي عربية أصيلة، يقودها الآن شابٌّ شُجاعٌ السيدُ عبدُ الملك الحوثي، الذي يرى فيه الفلسطينيون رمزاً للمقاومة والصلابة العربية، ورمزاً للنضال جنباً إلى جنب مع أخيه السيد حسن نصر الله.