التكفيريون.. بين خدمة الأعداء وتشويه الإسلام

 

محمد سعيد المقبلي

لقد عَمِل الوهَّـابيون والتكفيريون على مدى أعوام من الزمن على تهيئة الساحة العربية والإسلامية، وتهيئة أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية “باسم الدين” إلى مستوى أن يصلوا بذهنيتهم، وثقافتهم، وعقائدهم، وأفكارهم، إلى درجةٍ يكونون فيها مُتقبِّلين لِما سيأتي به الغرب الكافر والصهيونية في المراحل القادمة من تيارات تأثيرية من قبل الغرب فيتأثرون به مثل: الإلحاد، والتنكر لدين الله، والإيمان الأجوف، والنظرة إلى الإسلام بأنه دينُ تخلف، وَأَيْـضاً حملات الإفساد، والانحطاط، والانحلال، والسقوط الأخلاقي، والانسلاخ عن الهوية الإيمانية والقيم والمبادئ، وكذَلك الترويج للشذوذ الجنسي والكلاب البشرية وسلخ الإنسان حتى عن فطرته وإنسانيته كإنسان، وغير ذَلك مما يدعو إليه ويروج له الغرب تناسُقاً وتوافقاً مع الإرادَة الصهيونية والموساد.

ونجد الكثير من أبناء الأُمَّــة قد تأثروا بمثل هذه المسميات وغيرها، وانجرُّوا وراءها، واقتنعوا بها، وأصبح البعض يحملها كثقافة وتحضر ورُقي وَ… إلخ.

وذَلك يعود سببه إلى كُـلّ تلك العقائد الباطلة، والثقافات المغلوطة، التي غرسها لهم التكفيريون على مدى أعوام بشكلٍ مُتعمَّد ومدروس ومخطّط له، وله أبعاده الاستباقية في تهيئة الساحة العربية والإسلامية -تحت عناوين دينية- للتأثر والانخراط مع تلك التيارات والتوجّـهات المنحرفة والمتعددة التي يصنعها ويروج لها ويدعمها اللوبي الصهيوني لينحرف بالأمّة بمختلف الطرق والأساليب، ومن جميع الجوانب، وبمختلف العناوين، وتحت العديد من المسميات؛ وذَلك لكي يضمنوا الإحاطة والاحتواء الكامل لكل التوجّـهات، والتيارات، والأصناف، والرغبات، والمُيول، والانشدادات، والنفسيات، والطبائع، وَ… إلخ، لدى كُـلّ أبناء الأُمَّــة، وينجحوا في التأثير على الأُمَّــة بكلها، والسيطرة عليها فكرياً وثقافيًّا قبل السيطرة عليها عسكريًّا؛ إلى درجة ألا يبقى مجالاً لأن يَخرُج من هذه الأُمَّــة أي توجّـه يكون مخالِفاً أَو مضاداً لِخطة اللوبي الصهيوني والموساد ومشروعاتهم وأهدافهم؛ ولكي يضمن اللوبي الصهيوني والموساد ألا تظهر أَو تنبعث أية حركة أَو ثورة أَو مقاومة خارجة عن إرادتهم، أَو معادية لهم، أَو لها موقف ضد الكيان الإسرائيلي، أَو لها توجّـه يخالف سياسات أمريكا و”إسرائيل” والصهيونية، أَو تسعى لتربية الأُمَّــة تربيةً إيمانية وجهادية “بالمعنى الحقيقي” كما يريد الله، وضد أعداء الله ورسوله وأعداء الأُمَّــة، وليس كما تريد أمريكا و”إسرائيل” واللوبي الصهيوني، مثل ما يفعله التكفيريون بِتلبسهم بالدين؛ مِن أجل تشويهه بأعمال وتصرفات وعقائد وثقافات خاطئة من جهة، وخدمة أمريكا و”إسرائيل” والغرب وتهيئة الساحة لهم من جهة أُخرى.

وهكذا كانت هذه الجماعات التكفيرية، وعقائدها المسمومة التي غرستها في أوساط الأُمَّــة، هي السبب الأول والرئيسي في تهيئة الساحة العربية والإسلامية باسم الدين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، إضافة إلى حكام العرب المتصهينين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com