رمضان.. الصيام والأخلاق الحسَنة فلاح

 

القاضي/ حسين محمد المهدي

أخي صيام، رمضان فيه شفاء لجسمك، وغذاء لروحك، وصلاح لشأنك، وطاعة لربك، وأداء لفرضك؛ فهو موسم لعبادة الرحمن ومخالفة الشيطان.

فيه (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألف شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُـلّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)

تمتع فيها بلذة المناجاة للرحمن تفز بخير الدنيا والآخرة.

أخي في شهر رمضان تزوَّدْ بالتقوى تكُنْ ممن واصلوا العمل لطاعة الله ففازوا، ونظروا إلى الدنيا فآثروا أمرَ الله فيها واختاروا الآخرة عليها قد ساقتهم البصائر التي لا تغوي، وصحبهم الصبر الذي لا يردي، وأسعدهم اليقين فآبوا غانمين وانقلبوا سالمين.

حسنت أخلاقهم فطاب مقامهم (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أنفسهُمْ خالِدُونَ).

ما من جميل من الدنيا ولا حسن، إلا وأكثره في ذلك الخلق.

قال الإمام علي -عليه السلام-: (حسن الخلق في ثلاث خصال اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)

وإن من محاسن الأخلاق حسن اختيار الجليس، ففي الحديث (الجليس الصالح كحامل المسك وجليس السوء كنافخ الكير) فاختر لنفسك ما يسعدك.

الصائم بحسن خلقه يكمل إيمانه ويظهر إحسانه؛ فبذلك يتآلف الإخوان ويطيعون الرحمن ويعصون الشيطان وفي الحديث: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق).

ولو أنني خُيِّرت أيَّ فضيلةٍ

ما اخترتُ غيرَ مكارِمِ الأخلاقِ

وفي الحديث (إن أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقًا الموطئون أكنافًا الذين يَألَفون ويُؤلَفون).

‏إن أفضل ما يتحلى به الصائم هو الخلق الحسن التي يبلغ بها الدرجات العليا في الدنيا والآخرة.

المجد والشرف الرفيع صحيفة

جعلت لها الأخلاق كالعنوان

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثاني

وفي الحديث (إنما بُعِثتُ لأُتمِّمَ مكارم الأخلاق).

أيها الصائمون بادروا إلى الأخلاق الحسنة تفلحوا، وإلى قمع الفواحش والمنكرات تظفروا.

وإلى إعانة المجاهدين في فلسطين بالرجال والمال فذلك عاقبته شرفٌ كبير فأصيخوا أسماعكم إلى قول العزيز الحكيم (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ…).

إن من الأخلاق السيئة الركون إلى أهل الظلم والميل إليهم؛ فقد نهى القرآن عن ذلك فقال سبحانه: (وَلا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مِنْ أولياء ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)

فهذا وعيد شديد يجب على المؤمنين أن يبتعدوا عنه ليكونوا من المتقين.

دأب الصائم الفاضل ودينه الأخلاق الفاضلة وإن الرجل لَيبلُغَ بحسن خلقه أعلى درجات الجنة ويبلغ بسوء خلقه أسفل درجات النار.

حَسَنُ الأخلاق يحبه الناس ويحبونه فتنصلح أحواله وتزكو أعماله.

وسَعِ الناس بخُلُقٍ حسن

لم يضق شيءٌ على حسن الخلق

كل من لم تتسع أخلاقه

بَعُدَ الإحسان عنه وسحق

أيها الصائمون هلُمُّوا إلى تلاوة القرآن وإلغاء الآثام ومجانبة حلفاء الصهيونية اللئام الذين لا يحَرّك ضمائرهم ما يفعله اليهود في فلسطين من قتل وتشريد.

ترك الجهاد ليس من أخلاق المؤمنين، وبادروا إلى البر والإحسان والتقى والإيمان وإقام الصلاة والزكاة والصيام فقد حان وقت نصر فلسطين.

أيها الصائمون، أيها المؤمنون، أيها العرب والمسلمون بادروا إلى نصر إخوتكم في الإسلام في فلسطين ومدوا أيديكم إلى المجاهدين في محور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وإيران.

فذلك فيه عزكم وشرفكم وحفظ أحكام الإسلام والأخذ بهدي القرآن والمجانبة لأولياء الشيطان.

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين.

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com