2 إبريل خلال 9 سنوات 60 شهيداً وجريحاً في قصف سعوديّ أمريكي لمخيمات النازحين بالحديدة. استهداف ممنهج لمنازل المواطنين وسياراتهم والأسواق بصعدة
ذاكرة العدوان
المسيرة: منصور البكالي
تنوعت جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي وتعددت، ووصلت إلى الذروة خلال السنوات الثلاث الأولى.
واضطر الكثير من المدنيين للنزوح هرباً من وحشية العدوان واستهدافه للمنازل والمرافق الحيوية، إضافة إلى الهروب من المعارك التي شهدتها بعض المناطق اليمنية وفي مقدمتها جبهة الساحل الغربي لليمن.
وبعد اشتداد المواجهة العسكرية وتصعيد قوى العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في جبهة الساحل الغربي، منذ العام 2017م، وارتفاع المجازر الوحشية بالغارات الجوية المستهدفة للأحياء السكينة والمنازل والمزارع، والمنشآت والمتاجر والأسواق وقوارب الصيد، لم يعد أمام أبناء المناطق والمديريات الواقعة على خط الاشتباك في محافظة الحديدة، من بديل سوى التوجّـه إلى مخيمات النزوح والإيواء، للبقاء فيها والحصول على فتات من الغذاء، وقليل من الفراش، الذي تقدمه الأمم المتحدة كـ “طُعم” يسهل للعدو الممول اصطياد من هرب ونجا إليه من المدنيين، طالباً يد العون والمساعدة.
وفيما كان الأطفال يلعبون ويركضون ويمرحون وترتفع صيحاتهم وضحكاتهم بجوار خيام صرفت لأسرهم المستأنسة بسماع أصواتهم المتسللة من خلف الأعمدة والطرابيل، حلق طيران العدوّ في سماء الحديدة بكثافة، وباشرت غاراته تجمعات الأطفال وخيام أسرهم بغارات وحشية، قلبت المشهد، في لحظات من الثانية إلى خيام تحترق بمن فيها، وجثث متفحمة وأشلاء ممزقة، خلطت أعضاء النازحين وأهاليهم وجيرانهم المتطايرة في سماء الجريمة، فيد طفل هنا ويد أُخرى هناك، وقدم مبتورة هنا، وأُخرى بساقها هناك، ورأس هنا، وبقية جسده هناك، أوصال متقطعة، وأكوام لحم بشري تحوي بداخلها أعضاء عدد من الأشخاص، من أسر مختلفة وأعمار متباينة.
كوادر الصليب الأحمر، والمشاركين في الإسعاف يجمعون الأجساد الممزقة، فهذا يلتقط قدم طفل وذاك يلتقط رأسه، وهذا يظهر من خارج السور رافعاً بيده نصف جسد، وذلك يحمل بيده جثة متفحمة بالكامل، لتكون مرحلة الفرز لجثث الأطفال وأشلائهم المتفحمة والممزقة في أكياس بيضاء على حدة، وما عرف من جثامين وأشلاء النساء في طرابيل لوحدها، فيما جثث الرجال وأشلائهم هي كذلك في طرابيل منفصلة، إنها جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني، بكامل أركانها، وعن سابق إصرار وترصد، دون أية اعتبارات للقوانين والمواثيق والشرائع السماوية، بل هي جرائم عدوانية وحشية تؤكّـد أن من ارتكبها، أَو شارك في ارتكابها، وصمت عنها، لا صلة له بالإسلام، والإسلام براءٌ منه ومن وحشيته وممارساته، بل تؤكّـد أن من يرتكب هذه الجرائم مرتبط بأمريكا و”إسرائيل”.
وأظهرت المشاهد بعد مغادرة سيارات الإسعاف للمكان تجميع أحد الناجين لما بقي من الشعر، والمخ والأدمغة لنساء من أسرته، وهو يتحدث بحرقة وحزن وألم، قائلاً: “ماذا يريد العدوّ من هذه الجريمة، ماذا سيستفيد من قتل النساء والأطفال؟
ويتابع بحرقة وبصوت مكلوم: “نحن مسلمون ونقول لا إله إلا الله، لسنا يهودًا ولا كفرة، ليعاملونا بهذه السوء”.
وقال آخر: “دمّـروا منازلنا في حيس، وجئنا إلى هذا المخيم للنزوح طلباً للنجاة بأهلنا وأسرنا، فلماذا يلحقون بنا ويقتلوننا في هذا المكان المحمي من قبل المجتمع الدولي كما يزعمون”.
وأسفرت جريمة الإبادة الجماعية لغارت العدوان السعوديّ الأمريكي على مخيمات النازحين في مدينة الصالح عن 24 شهيداً و36 جريحاً، غالبتيهم من الأطفال والنساء.
2 إبريل 2015.. طيران العدوان يستهدف سوق الملاحيظ بصعدة:
2 إبريل نيسان 2015م، كانت الأسواق والتجمعات أهدافاً مهمة لطيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ليحقّق له ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر التي يحاول بها زرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين، ويضرب معنوياتهم.
سوق الملاحيظ بمديرية الظاهر في محافظة صعدة كان على موعد مع غارات طيران العدوّ، التي دمّـرت عدداً من المباني والمحال التجارية، ومحطة للوقود، ووسائل نقل للمواطنين، ملحقة أضراراً كبيرة في الممتلكات تقدر بالملايين.
وأسفرت غارت العدوان عن تدمير كلي لسوق الملاحيظ ومحاله التجارية ومحطة الوقود وعدد من وسائل النقل التابعة لها، متلفة للبضائع فيها، معبرة عن طبيعة الحرب الاقتصادية المبكرة ومحاولة التجويع للشعب باستهداف مخازن الغذاء الموجودة وفرض حصار لمنع السفن من الوصول إلى موانئ الحديدة كما جرى بعد ذلك.
2 إبريل 2015.. شهداء وجرحى في غارة للعدوان على سيارة لأحد المواطنين النازحين بصعدة:
في 2 إبريل نيسان 2015م، لم يكن الاستهداف للمنازل وقتل من فيها هو الهدف النهائي للعدوان السعوديّ الأمريكي فحسب، بل كانت ملاحقة طيرانه الحربي لمن حاول النزوح منهم إلى مخيمات النزوح في المراحل الأولى من العدوان هدفاً يؤكّـد أن القتلَ للشعب اليمني هو هدفٌ استراتيجي لدى العدوّ، ويسعى بكل الخطط والقدرات والإمْكَانيات لتحقيقه.
وأسفرت الغارة عن استشهاد وجرح أفراد الأسرة، وانعدام السيارة على قارعة الطريق، وسفك الدماء وتطاير الأشلاء في الجبال والطرقات، وبين الأشجار والجبال، والمنحدرات، في مشهد يكشف عن مدى وحشية وجرم العدوّ، ومدى تعطشه لإهلاك الحرث والنسل، وتصدير مشاهد متوحشة ومحطة ثابتة في قلوب المارين من تلك الطريق، وذاكرة الشعب اليمني على مدى الأعوام التسعة.
2 إبريل 2018.. جرح عدد من الأطفال والنساء في قصف على منازل مواطنين بصعدة:
في صباح اليوم الثاني من إبريل نيسان 2018م، في العام الرابع لبدء العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، شن مرتزِقته قصفاً صاروخياً ومدفعياً كثيفاً على منازل المواطنين بمديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة، كهدف عسكري متواصل.
وأسفر القصف الصاروخي والمدفعي على منازل المواطنين إلى جرح عدد من الأطفال والنساء، وأضرار في منازلهم وممتلكاتهم، وزرع الخوف والرعب في نفوسهم.
وفي اليوم ذاته وبذات المحافظة قصفت مدفعية مرتزِقة العدوان منطقة الرقة الحدودية في مديرية حيدان، أسفرت عن جرح عدد من الأطفال والنساء حسب المشاهد الموثقة، وأضرار مباشرة في المنازل والممتلكات والمزارع، والمواشي والأبقار.
وقال أحد المسعفين لابنته الصغيرة المضرجة بالدماء في أحد مستشفيات صعدة: “من الصباح والعدوان يقصف منطقة الرقة بالمدفعية والصواريخ ومختلف الأعيرة النارية، وكثير من الجرحى لم يستطيعوا الوصول إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية، والإسعافات الأولية”.